الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!

هادي فريد التكريتي

2006 / 1 / 24
حقوق الانسان


يالبؤس العراقي الغافل عن حقائق لازالت محجوبة عنه ، ويالبؤس الحكومة العراقية وهي تتاجر باسم شعبها ، وتخفي الحقائق عنه . من كان يعتقد أن العراقيين من الكرد الفيلية ، هذه الشريحة الوطنية من المجتمع العراقي ، التي هجرهم النظام الفاشي بعد أن سلبهم أموالهم وممتلكاتهم ، هم لازالوا خارج وطنهم ، يقاسون الذل والهوان ، في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة ، بعد ما يقارب ثلاث سنوات من سقوط النظام ، هل لم يتناه لسمع الحكومة ـ بشقيها الطائفي ـ الشيعي والقومي الكوردي ـ حتى اللحظة خبر معسكرات اللاجئين في الجمهورية " الشقيقة " إيران ؟ والفائزون بالانتخابات من قوائم الائتلافات ، الشيعية والكوردية ، ألا يتذكرونهم ؟ ألم يفوزوا بأصوت هؤلاء " المنسيين " في مخيم " أزنا " الإيراني ، وفي المخيمات والمواقع الأخرى من الجمهورية الإسلامية ؟
الضرورة الوطنية تقتضي معالجة سريعة لواقع هذا المخيم ، والمخيمات الأخرى المماثلة ، خصوصا وان هذه الفترة من الشتاء تتميز بانخفاض متميز في درجات الحرارة ، لتساقط الثلوج ، مع انعدام وسائل التدفئة والطبخ ، وعدم توفر النفط والنفط اسود ، وباقي الاحتياجات الأخرى ، لتتضافر كل الجهود الوطنية والحكومية لإغاثة هؤلاء المواطنيين المنسيين في المخيم الإيراني ...
شرف العراقيين ووطنيتهم يدعوهم لتلبية النداء الذي وجهته الدكتورة بيان الأعرجي ،( الموضوع على الأنترنيت صفحة صوت العراق ، ليوم 21/1/2006 ) بخصوص تقديم كل عون ممكن لهؤلاء المنكوبين بوطنهم وأموالهم وعوائلهم ..!!
النداء الموجه للحكومة ، المتمثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ، وكذلك الموجه للسيد عبد العزيز الحكيم ، لتقديم المساعدة لهذه الشريحة البعيدة ـ القريبة من الوطن ، يدلل أن الحكم ، يتمثل بمن وجه إليهم النداء ، هم سبب المأساة ، ليست لهذه الشريحة من وطني الكورد الفيلية فقط ، بل سبب مأساة كل العراقيين المتواجدين في الخارج ، والذين لم تتهيأ الظروف الملائمة لعودتهم إلى الوطن ، نتيجة للتعامل الطائفي ، والنظرة الحزبية والعنصرية ذاتها ، التي كان يمارسها النظام السابق ، ضد الوطنيين والقوى السياسية المعارضة ، فدور سكناهم المصادرة من قبل نظام الحكم البعثي ، ولقمة عيشهم التي حرموا منها ، ووظائفهم التي فقدوها ، كلها كانت نتيجة ملاحقات النظام ، لم ترجهعا لهم الحكومة الحالية ، ولا زالت الكثير من مشاكلهم دون حلول ، فالحكومة هي من تتحمل مسؤولية وتعقيد ما يعانون ، علما أن كل عناصر الحكم ، والشخصيات المقربة من الحكومة ، وأحزابها وأعضاء هذه الأحزاب ، التي صادر النظام السابق حقوقها قد استعادتها ، واكثر منها ، أموالا ووظائف وعقارات ، أما من هم خارج السلطة فلم يستعيدوا من حقوقهم شيئا ..!
الحقيقة تكمن في عدم قدرة الحكومة ، الطائفية والقومية ، بكل أشكالها وأقسامها ، من تقديم حلول جذرية وعادلة لمشاكل الشعب العراقي التي يعاني منها ، ومشكلة " مخيم أزنا الإيراني " خير دليل . فنتائج الجرائم المرتكبة بحق الشعب العراقي ، التي خلفها لنا النظام السابق ، والتي زادت عليها وعمقتها قوات الاحتلال ، وحكومات المحاصصة الطائفية والقومية العنصرية ، جعلت من الصعب جدا أن تنفرد بالمعالجات والحلول جهة سياسية ، غير محايدة ، في نظرتها للمشاكل المستعصية التي يعاني منها الشعب العراقي . التركة التي خلفتها هذه الجهات ، تقتضي حلولا جذرية ، تعالج كل ما أفرزته من نتائج سلبية تلك السياسات ، وفق مبدأ الشفافية ، وإشراك كل القوى السياسية الوطنية والديموقراطية ، ومنظمات المجتمع المدني الأخرى ، وجمعيات حقوق الإنسان ، لمعالجة كل الأضرار التي لحقت بفئات المجتمع المختلفة ، الناتجة من العهود السابقة. بدون إيجاد حلول سريعة وعادلة لكافة المهجرين والمهاجرين ، وإنقاذهم من الأوضاع السيئة في دول اللجوء ، وخصوصا في إيران والدول العربية والإسلامية ، ستبقى نداءات الاستغاثة تتوالى ، وهي تحمل في ثناياها أدلة تقصير وإدانة للحكومة ، لعدم رعاية مواطنيها .وتذليل صعوبات عودتهم للوطن .!

23 كانون ثاني 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال


.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على




.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة


.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء




.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي