الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم الدويلة الدرزية

أيمن الدقر

2006 / 1 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إن المتتبع للدعوات المتلاحقة للنائب اللبناني وليد جنبلاط، والتي يؤكد فيها يوماً بعد يوم على مدى ضلوعه بالمخطط (الأمرو – إسرائيلي) للمنطقة، منطلقاً من رفضه لكل ما هو عربي، وتركيزه الدائم على إطلاق الكلمات التي لا تمت إلى أصول العمل السياسي بصلة، والتي إن حاولنا تحليلها لوجدنا أن هذا الرجل يتابع ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، من محاولات لقيام كيانات تقوم على أسس طائفية ضعيفة، في محاولة منها لإعادة تشكيل المنطقة بأسلوب جديد، يلغي الدولة الواحدة بجميع أعراقها وأطيافها، واستبدالها بدول الطوائف الدينية، لخلق مبرر للكيان الإسرائيلي على الاستمرار بالتوسع وقيادة هذه الدول الصغيرة، كونها الدولة الدينية الأقوى بدعم أمريكي.
لقد وضعت الولايات المتحدة اللبنة الأولى لهذا المخطط، بعد أن غزت العراق والمنطقة بأسرها، وعمقت الخلافات بين أبناء الشعب الواحد، وخلقت مصطلحات جديدة للتداول عبر وسائل الإعلام التي تلقفت هذه المصطلحات، وبدأت تكررها، بهدف تعميمها وجعلها مقبولة مع مرور الزمن، ومن ثم تحويلها إلى حقيقة، كالقول (شيعة العراق – العرب السنة.. الخ) وكأن شيعة العراق ليسوا عرباً، وأن السنة في العراق هم الوحيدون ذوو انتماء عربي.
إن عملية إعادة تقسيم المنطقة وفقاً للمخطط الأمريكي الذي يأخذ أطماع إسرائيل بالحسبان، كان لابد لها من التوسع لخلق انطباع طائفي في المنطقة بأسرها وليس في العراق منفرداً، ولكون التوسع يحتاج إلى أدوات وأبواق إعلامية، فقد وجدت الولايات المتحدة الأمريكية في وليد جنبلاط ضالتها، فهرول طمعاً في إقامة دولة درزية يتربع على عرشها بوعد أمريكي إسرائيلي فيما لو قدم خدماته، وأدى دوره المرسوم، ونزع عنه قناع الرجل (العروبي) ويحقق بذلك أيضاً هدفه القديم (تقسيم لبنان) ذلك الهدف الذي لم يستطع تحقيقه من خلال الحرب الأهلية اللبنانية، والتي قضت على آلاف المسيحيين في حرب الجبل، بأوامر منه، واللبنانيون الشرفاء يتذكرون الوحشية والتنكيل اللذين مارسهما رجاله بحق الشعب اللبناني.
لقد بدا واضحاً أن هذا الـ(جنبلاط) قد تحول إلى مطية أمريكية يأتمر بأوامر الولايات المتحدة وإسرائيل زعيمته القادمة (كما وُعد) وإمعاناً منه في التفاني لمن وعدوه بتحقيق حلمه، فقد استبق الأمور بحماقته المعروفة للجميع، وأعلن بكل وضوح (إن إسرائيل ليست عدوته، بل سوريا هي العدو!؟) ووجه دعوة للولايات المتحدة لاحتلال سورية، وقد ظن الـ(جنبلاط) أنه سيحقق بخيانته حلماً للطائفة الدرزية في المنطقة، فألف بياناً تضامنياً وقعه باسم دروز الجولان تضامناً معه، وبثه في الفضائيات اللبنانية التي استأجرها! إلا أن أهلنا في الجولان دروزاً ومن مختلف الطوائف، استنكروا ما فعله وأصدروا توضيحاً بينوا فيه هول المفاجأة التي ألفها الـ(جنبلاط) وأكدوا في توضيحهم أن انتماءهم لسوريا، وليس هناك أي انتماء سواه.
إن المتتبع للقاء الـ(جنبلاط) في قناة المستقبل قبل أيام، يدرك مقدار الخرف والوهن الذي أصاب هذا الإمعة، فقد أعلن على الملأ، بأن اتفاق الطائف هو الذي أدى إلى قتل والده (كمال جنبلاط!!).
نعم لقد فقد الـ(جنبلاط) إحساسه الوطني والعروبي (هذا إن كانا موجودين في الأصل) ثم تلاه فقدان التوازن والإحساس بالزمن، وأصبح مريضاً يحتاج إلى الحجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد