الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستشفيات تستنزف الجيوب وتزهق الأرواح!

محمد مسافير

2017 / 4 / 15
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أغلب المصحات الخاصة لم تعد تعير للمرضى أي عناية أو اهتمام، خاصة بعد أن اكتظت بالفارين من جحيم المستشفيات الحكومية... الأولى تستقبل أسر المرضى أحسن استقبال قبل حجز السرير، وهنا ينتهي دورها لتنشغل بجيوب أسر أخرى... تتركك تائها بين الدهاليز، تطرق المكاتب، تسأل الممرضات، في انتظار طبيب قد يأتي، أو لا يأتي... وقد حز في نفس شاب يوما حين رأى طبيبا لم يرفق بأبيه قبيل إدخاله لإجراء العملية، فصرخ في وجهه موبخا... لم يتحمل الطبيب عناء الرد، بل وضع أدواته وأقسم اليمين ألن يلمس المريض بعد أن تلقى الإهانة.. ولم يجن المحتج من ضجيجه غير تعريض أبيه للخطر...
داخل المصحات، لا مجال للاحتجاج، تمالك أعصابك وافعل ما تُأمر به... إن الله مع الصابرين!
أما المستشفيات الحكومية فلن تجد بها قلوبا رحيمة، حراس أمن ساخطون، ممرضات غير آبهات، وأطباء... لا أثر لهم! إنهم أشخاص اعتادوا رؤية الموت، ألفوا الصراخ والأنين، ألفوا الدماء والكسور، حتى غدت مناظر الألم جزءا من حياتهم... فما عادوا يشبهوننا...
ترى الأم تخترق الزحام وابنها على ظهرها ربما يلفظ أنفاسه الأخيرة، تحدث هذه وتلك، تشكي همها وغمها على وحيدها، تكشف لهن عن أذى بليغ أعلى سرته، تنتظر إشفاقهن وعونهن، ينطقن بلا مبالاة: الطبيب غير موجود، احتفظي به دقيقة حتى نحجز له سريرا... ثم لا يظهر لهن أثر.. وإن لله وإن إليه راجعون!
وإن قيض لك أن ينظروا إليك، أو يعالجوك أو يضمدوا جراحك، فعليك أن تغادر المستشفى إلى أقرب بائع للمستلزمات الطبية، ثم تشتري طلباتهم وتعود إليهم وتساعدهم في عملهم!
التصوير ممنوع داخل المستشفيات، ما إن تخرج هاتفا من جيبك حتى يبرز إلى جنبك أحد الحراس ينبهك أو يتوعدك، ثم تعيده إلى جيبك حتى لا ينتقموا شر انتقام من مريضك، لأن الأعمار بيد الحكومة!
جولة قصيرة في المستعجلات، تجعلك تقول في سريرتك: اللهم إن أصبت بحادثة سير، فحطمني تحطيما، وامسك روحي في الحين، على أن أبقى بين الحياة والموت في هذا الجحيم، بين أشباه الأحياء، وأشباه الأموات... مرضى أهملوا أشهرا على أسرتهم أو على أرض قاعات ممتدة لا تصلح لشيء، تدخلها وتخترق المرضى قفزا حتى لا تتعثر بأشباه الأقدام، والدماء تملأ المكان، ورائحة العفن والموت تخنق الفضاء...
تقرأ كلماتي الأخيرة وتظنها مجازا، لكن قسما إنها واقعنا المرير، ولك أن تتفقد الأمر بنفسك إن شئت!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك حالات ولكن نظام الحماية الصحية انجاز رائع
عبد الله اغونان ( 2017 / 4 / 17 - 00:24 )

أنا عبد الله اغونان مغربي من الدار البيضاء ومريض وأتداوى في مصحة خاصة تتقاضى من وزارة الصحة كنوبس ومعي في المصحة الخاصة رجال ونساء عاطلون لايملكون ثمن الحافلة التي تنقلهم أعطيت لهم بطاقات النقل ولديهم بطاقة الراميد للتغطية الصحية ويتداوون مجانا
صحيح أن بعض المستشفيات العامة تتعرض للضغط جراء اقبال مرضى من جهات أخرى وقلة الأطر خاصة الأطباء وسوء الادارة وسوء وعي المواطن لمنها عموما تقوم بواجبها
نظام الحماية الصحية للفقراء من انجاز الرئيس المقال عبد الاله بنكيران بحكم التحكم الحزبي
ويندرج فيه 8 ملايين مستفيد
وفي عهده ثم خفض ثمن كثير من الأدوية
كتابات الأخ المحترم محمد مسافير في نظري تنطلق من منطور حوبيس ضيق وليست نقدا سياسيا نزيها

اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟