الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المازق الامريكي في العراق

نوزاد جرجيس

2006 / 1 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد تراجع شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش الى ادنى المستويات في استطلاعات الراءي الامريكية الاخيرة نتيجة فشل سياسات ادارته في جلب الامن و الاستقرار الى العراق و تصاعد تكاليف الحرب الباهضة التي شنها في العراق و ضد الارهاب و مع تفاقم الازمة النووية مع ايران و تدخلات الاخيرة في الملف العراقي بالاضافة الى بروز ملفات فاضحة في الحزب للجمهورى الحاكم من تقديم بعض قياداته للمحاكم بتهم تتراوح بين الفساد و الرشاوي وغيرها و تصاعد موجة الغضب للشعب الامريكي و التنبؤ السياسى بان تتداخل كل الامور هذه ليعكسها الناخب الامريكي في صناديق الاقتراع في انتخابات الكونغرس في نوفمبر القادم .وهذا ما تخشاه الادارة الامريكية اكثر من اي موضوع اخر بسبب خوف هؤلاءالمحافظين الجدد من انحسار قدرتهم على ترتيب الامور المعلقة بلغتهم السياسية كما اعتادوها بالاعتماد
على اغلبية حزبهم في الكونغرس , ومن هذا المنطلق قدمت الادارة الامريكية عدة محاور على الطاولة ممكن ان تطبل لها في المرحلة الحرجة القادمة عسى ولعل ان تهداء بال الناخب الامريكي و هي
اولا: تقديم خطة اولية بانسحاب جزئي لقواتها من العراق (وسيقتصر الانسحاب على 15000 من الجيش الذى تم ارسالهم الى العراق قبل الانتخابات الاخيرة (للتعزيزالامن لفترة الانتخابات
مما يصور ارتياحا شعبيا اولا بعودة ابنائه للوطن و ثانيا بادخال نكهة (الانتصار في العراق ) في مخيلة الشعب الامريكي
ثانيا: الافراط في التباهي في نجاح المسيرة الديمقراطية في العراق والاشارة الى الانتخابات الاخيرة باعتبارها دليلا على سلامة و صحة ما رددته الادارة الامريكية بخصوص مشروعها الشرق الاوسط الكبير.
ثالثا: استغلال اي نشاط من قبل القاعدة (بما في ذلك الاشرطة المسجلة و المذاعة من قبل الفضائيات العربية ) لتذكير الشعب باحداث 9/11 و خطر الارهاب الذى ما زال يخطط لشن هجمات مماثلة.
رابعا: تلهيب الملف الايراني النووي من الواجهة الاوربية هذه المرة و ترعيب العالم بخطورة امتلاك ايران للبرنامج النووي و خلق المناخ المناسب لتدويل الازمة بما لا يتعارض في بقاء قوات امريكية في العراق فقط بل بتخويلها من اوربا او مجلس الامن في الضغط على الحكومة الايرانية او استخدام كل الطرق بما فيها القدرة العسكرية لجعل ايران التخلي عن برنامجها النووي.
خامسا: الضغط على الاطراف الشيعية في الساحة العراقية لاشراك( العرب السنة)في حكومة وحدة وطنية مع كل الاطياف الاخرى لتحجيم المقاومة المسلحة( المدعومة من معضم الاحزاب السنية) لتخفيف الخسائر البشرية الامريكية ولاستقرار الامن نسبيا لتذاع الصورة الزاهية للمسيرة الرائعة في العراق للشعب الامريكي كي يعيد النظر في مجمل سياسات قيادته.
بالطبع هذه هي اولويات الادارة الامريكية في تفكيرها للخروج من الماءزق العراقي للفترة الممتدة من الان و لحد يوم الانتخابات كي تعود هذه الحليمة الى قاعدتها القديمة في الرسم و التنفيذ و لكي نكون منصفين علينا ان نقول ان الادارة لها برنامج احتياطي لكل محور تبرز فيه مفاجئات لتغطي المنشود له بحيث لا يربك العمل في المستقبل لما رسم له في النهاية.
ومن هذا السياق نحاول استخلاص امكانية نجاح الادارة الامريكية في ما ذكرناه و نبداء بالتذكير في فشل الخطة التي كانت مبيتة لما بعد سقوط نظام صدام في ادارة الشؤون العراقية لعدة اسباب في مقدتها عدم وجود المام امريكي متزن في طريقة تفكير الشارع العربي و خاصة العراقي في تدبير البيت السياسي والاجتماعي واوليات هذا الشعب في تقديره للامور و تشخيص العيوب و كان غضب شرائح واسعة من ا لشعب على عدم حماية المتحف الوطني العراقي من النهب اولى ركائز الانفصال بين رؤية امريكية للحرية و اخرى عراقية رسمت علامات استفهام .
قد يحلف النجاح لبعض من التفكير الامريكي ولكن هناك تلك المفاجئات التي تنتظر الجميع و التي ستجبر تغير طريقة الرهان على امور غير واقعية و قد نعتبر قسما منها فرضيات سياسية قابلة للدحض(بفعل التحرك القادم للاطراف السياسية العراقية الاساسية ومدى احتكامها لمنظور الوطنية حصرا)
في خصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية في المرحلة الراهنة قد تؤدى الى نجاح مؤقت بما يكفي لاعلان امريكي عن سحب بضعة قوات و تهيئ لتحسين وجه الادارة الامريكية امام شعبها و لكن عاجلا ام اجلا ستبرز المعضلات الاساسية الى الامام مجددا و المقصود هو التالي:ان حكومة وحدة وطنية لن تكون موثوقة من الجميع لمجرد اشراك الجميع في اللعبة السياسية واعطاء كل طيف بضعة حقائب وزارية و التي لا يمكن لها وقف نشاط الميليشيات المسلحة و القادرة على التلاعب بالامن و التحكم في ادارة بعض المؤسسات الحكومية
فالكيان السياسي الذى سيستولي على حقائب الدفاع والداخلية سيكون له الكلام الاخير في مدى استقرار الامن
وليس لنا استباق في الامور كي نقر الذى سيحكم قبضته على الحقيبتين الوزاريتين ولكن جميع الدلائل تشير الى ان الشيعة لن يتخلوا عنها .فالاحتقان الطائفي موجود في العراق وهو ارث ثقيل موروث من زمن صدام و ما قبله لا يمكن تجاوزه بمجرد الرغبة والتمني بل يحتاج ذلك الى توعية وطنية شاملة و توافق وطني متكامل حول العلم العراقي الموحد.
و لتلافي كل الانتقادات لاقراري بوجود انقسام طائفي فعلي اذكركم :
لا زال البيت السني منقسما بين مؤيد للعملية السياسية و المعارض لهاو لا زال الشيعة ينقسمون ببنهم في ادارة الحكم و بين الولاء للدين و الوطن و لا زال الخلاف مع السنة هو خلافا اسلاميا لم يحسم و لازال بعض العرب يقولون ان العراق بلد عربي لا يمكن ان يراسه كرديا ولا زالت الاقلية المسيحية لا تتفق على اسم لها لتعريف قوميتها اضافة الى المعضلة الرئيسية امام الجميع و هي قضية كركوك التي ستبقى مفتاح الاسقرار السياسي في العراق.
ان القوات الامريكية تقدم المفاجئات للعراقيين باطلاق سراحها لبعض رموز النظام البائد من دون تقديمهم للقضاء العراقي وبذلك تثبت للجميع انها تحاول ارضاء( العرب السنة ) كي يبادر المسلحين بالدخول في العملية السياسية و طرد منظومة الزرقاوى الارهابية من المدن السنية و لست متاكدا اذا كانت تتوقع نظير ذلك اسواء مما تتخيله من المتربصين لها
القراءة الاولية لمستقبل العراق لما بعد الانتخابات الاخيرة لا تبشر بالخير والاسقرار لحصر الخيارات السياسيةللتوافق الوطتي و وجود عدة خبارات لا تدل على الاستقرار السياسي و لا الاجتماعي و لا الوطني للعراق الموحد وندرج هنا بعض
الفرضيات التي قد تحصل بعد تشكيل الحكومة الجديدة
اولا..ان يتقدم الطرف الستي من الانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية المقبلة بعد الياءس من التوافق مع الشيعة
ثانيا..ان تطلب الحكومة الشيعية المقبلة من القوات الامريكية الرحيل من العراق و اقدام الحرس الثوري الايراني لحماية الامن الداخلي في العراق
ثالثا..ان تتداخل الازمة النووية الايرانية و تستعصي الحلول و تقدم ايران على تقديم العراق كبش الفداء لطموحاتها النووية
رابعا..انسحاب الاكراد من الائتلاف الحكومي لاي سبب قومي او ما يراد به ان يعيد النظر بالخارطة السياسية في العراق
وفي كل الاحوال الخيار الامريكي الوحيد هو التشبث لابقاء القوات الامريكية في العراق و اذا فشلت كل الخيارات لا يبقى غير ان تنسحب شمالا و اعني بذلك شمال العراق (وهذا هو موضع اخر و مختلف....)
و هذا سيحدث في حالة الشروع بالاقتتال الداخلي و استحالة ضبط الامن وانفلاته في ظل سيطرة حكومة ضعيفة في بغداد
ويبدو ان الخلاص الوحيد هو في تشكيل حكومة وطنية تعلن انتماءها للعراق قبل مصالح كيانتها الحزبية و القومية
وتسليم الكفاءات العراقية الوطنية لتلعب دورها خلال السنوات الاربع القادمة كي تبني المؤسسات الدستورية و القضائية
في دولة العراق بشكل يخدم الجميع بغض النظر عن تباين او احتقان طائفي و كل هذا ممكن لوجودمثل هذه الكفاءات اولا و التسليم بان القيادات ستوظف جهودها بهذا الاتجاه و لا تنزلق خلف مصالحها لبناء عراق حديث..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط