الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة جنيفر ميدن ـ تأملات في الوحش

حمزة الحسن

2003 / 2 / 18
الادب والفن



حين تقول الشاعرة جنيفر ميدن إنه دائما في من سوء الذوق تذكر مأساة دفن الجنود العراقيين أحياء بواسطة كاساحات رمل غمرت ملاجئهم بالتراب والذهول والصمت، فإن هذا يعني أن الشعر الأمريكي في ينابيعه الصافية عاش تلك المحنة المروعة التي لا يقدم عليها غير وحش خطير يحتاج إلى عمل دولي ضخم لأعادته إلى المشفى أو السجن أو الغابة.

لكن من يجرؤ في عصر يقال عنه اليوم أنه عصر التفتح والازدهار والحرية والإخوة والقرية الكونية على ارتكاب مثل هذه الشناعة غير القوات الأمريكية بقيادة هذه الذئاب التي تخجل منها حتى الذئاب؟.

حين سئل يومها ديك جيني وكان وزيرا للدفاع عن مبرر هذه الجريمة، جريمة دفن آلاف الجنود العراقيين أحياء في خنادقهم بدون قتال وبعضهم أعلن استسلامه، وكان ذلك، وهنا الجريمة الأكبر بعد وقف إطلاق النار، أجاب هذا الوزير/ ونائب الرئيس اليوم،ومصدّر الحرية لنا في الحرب القادمة:
ـ نعم، حصل ذلك. لكن تصورا ماذا كان سيفعل هؤلاء لو ظلوا على قيد الحياة؟!

إن هذا المجرم يتحدث عن فرضيات وتكهنات واحتمالات، وحسب هذه العقلية الإجرامية تم قتل أكثر من 60 ألف ضحية بريئة .

لكن كيف عاش الضحايا موتهم العلني، وتلك الفضيحة التي لا يتحدث عنها احد اليوم وهي جريمة حرب وجريمة بحق الحياة الإنسانية وهي مخالفة لكل قوانين الحرب بما في ذلك حرب  عالم وحوش ما قبل التاريخ؟.

كانوا يحدقون بعيون جاحظة بآلات ومعدات وسرفات ودبابات قادمة نحوهم، وكانوا قد سمعوا بوقف إطلاق النار وكان عليهم، بناء على ذلك، التوقف عن القتال.

لكن ،فجأة، شرعت جرافات رمل وتراب ومن مسافات بعيدة يقال أنها نصف كيلو متر أو نحوه تقذف نحوهم بهذا الجحيم الضبابي المغبر حتى غرقوا في الدهشة والذهول والنعاس والخدر المميت وماتوا واقفين وهم يتعكزون على سؤال بحجم الكون:(لماذا؟!).

إلى هؤلاء، إلى ذكرى أولئك الضحايا الذين كان يجب أن يعيشوا اليوم مع أطفالهم في براري ربيع هو وعد وأمل، وإلى الجنود الذين سيدفنون غدا في حرب أخرى، أهدي قصائد جنيفر.

      دفن قبل الأوان
       *جنيفر  ميدن

  لقد دفنا الحرب.
إنه دائما من سوء الذوق أن نذكر ذلك.
حتى عندما حدث، ما لم ينكت المرء عن العراق أو سي أن أن.

لقد دفنا الحرب.إنها دائما
مسألة جندي واحد في الرمال،
على بطنه، لم يصدق أين هو
ويرى دبابة بكبر الولايات المتحدة ـ
التي يحب أفلامها وفيها ما يزال
ابن عمه يعيش ـ
تصل فوقه
وتأخذ هواءه،وتملأ رئتيه بالتراب.

لقد دفنا الحرب.إنه دائما
فم مخنوق، كلمة لم تلفظ
قبل الحرب البرية، الجنود في ملاجئهم
تحت الارض خنقوا بالرمال حين قصفت
ممرات التهوية.
وقصف الأطفال في بغداد بقنابل ذكية حتى العظم.
فكانت معاناتهم أقل.

لقد دفنا الحرب. كان دائما
شيئا توقعه الصحفي الطيب
الذي يعرف أن جانبه سوف يكسب،
ويفهم أن الحكمة في التأخير.

ذلك الصحفي الطيب الذي كان يشعر دائما
أنه خدع قليلا بأنا خسرنا في فيتنام.
وجد الآن أن الوطنية أمر سهل
حين تدفن الحرب فيك، الموجودة دائما:
ما أيسر ما يبدو ذلك فيدعك تتنفس.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيارات صباح العربية للمشاهدة هذا الأسبوع في السينما والمنصات


.. الفنان ناصر نايف يتحدث عن جديده مع الملحن ياسر بوعلي وموعد ط




.. -أنا محظوظ-.. الفنان ناصر نايف يتحدث عن علاقته بالملحن ياسر


.. من عالم الشهرة إلى عالم الإنتاج السينمائي.. صباح العربية يلت




.. أغنية -سألوني الناس- بصوت الفنان الشاب ناصر نايف