الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة؟

خالد الصلعي

2017 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة ؟
**********************************
في الأنظمة الديمقراطية ، فان نسبة واحد في المائة البسيطة تمنح المتفوق والحائز على خمسين في المائة حق التمكين من حكم او رئاسة أي قطاع بما في ذلك نظام دولة ما . لكن هذه النسبة البسيطة يتعامل معها الديمقراطي الفائز بحذر وتوجس ، ويمنح الجهة او الجهات التي بلغ حجم صوتها نسبة 49 في المائة كامل اهتماماته لاستمالتها مستقبلا . فالمسار السياسي دائما ما يتحدد في المستقبل ، ولا يعود الى الوراء .
وبخصوص نجاح الرئيس التركي أردوغان من تغيير النظام من البرلماني الى الرئاسي في التعديل الدستوري الجديد وهو السابع في تاريخ تركيا ؛ بالاضافة الى تغييرات وتعديلات اخرى كرئاسته للجيش واستفراده باتخاذ القرارات دون العودة الى البرلمان ، فان هذا التحول سوف يرخي بظلاله على مستقبل ، ليس فقط تركيا ، بل أيضا على المنطقة ، وقد يتطور وهو ما نلاحظه الى تغييرات دولية ، بالنظر الى ارتباطات تركيا السياسية ، وعلاقاتها المتذبذبة بين جميع الأطراف الفاعلة في المشهد الدولي . والتاريخ القريب لن يغفل ما صنعه اردوغان بمن اعتبرهم مشاركين في محاولة انقلاب ، لازالت الى يومنا هذا شكوك كبرى تحوم حولها . فتلميذ غولن انقلب عليه ، وتحولت علاقة التلمذة الى عداء مستمكن بين الشخصين ، وبين الرؤيتين .
بل ان مقربين من مطبخ السياسة التركية يرون ان أردوغان استطاع أن يزيل من طريقه كل منافسيه في الحزب ، وخاصة صديق مساره السياسي دوود أوغلو ، وأحد أهم بناة ومؤسسي حزب العدالة والتنمية عبد الله غل .هاتين الشخصيتين اللتين اختارتا الاختفاء من المشهد السياسي التركي دون تقديم أي مبررات وهما لايزالان في ذروة عطائهما السياسي .
فالخوف من انحدار تركيا الى نظام رئاسي استبدادي وتوليتاري لا يأتي من نتائج اقتراع الصناديق كما يتوهم البعض ، وهو ليس وليد عملية ديمقراطية انتخابية ، بل هو نابع اساسا من طبيعة شخصية الرئيس التركي نفسه رجب طيب اردوغان ، وطبيعة تحالفاته ولغته السياسية ، وتقلباته المباغتة . فهو استطاع وعكس استراتيجية فيلسوف الحزب داوود اوغلو "صفر مشاكل "، ان يحقق أكبر معدل من الخصومات السياسية الدولية في وقت وجيز ، ولا يبزه في هذا المنحى غير الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب .
كما ان علاقة ابنه وصهره بنفط سوريا ، والشراكات التي كشفتها مختلف الصحف العالمية مع صهاينة تؤشر ان الرجل يلعب لعبا اكبر من قامته ، وطموحه طموح جارف قد يهدد مستقبل تركيا التي عرف اقتصادها في الآونة الأخيرة انمكاشا كبيرا ، رغم النمو البسيط الذي حققته التجارة الخارجية للبلاد .
ومعلوم ان النظام الأمريكي نظام رئاسي ، لكن الدستور الأمريكي يمنح الكونغريس سلطة كبيرة تمكنه من اسقاط مجموعة من القرارات الرئاسية . نفس الأمر يصدق على النظام الفرنسي . لكن ما سعى اليه أردوغان هو نظام رئاسي مهيمن أشبه بالملكيات العربية التي لا تختلف عن شبيهاتها الرئاسية من الأنظمة العربية .كما ان عقلية الاسلاميين لم تنفتح بعد على الديمقراطية الرفاهية ، والديمقراطية التشاركية . وللمستقبل كلمته في الموضوع .
غير انه لابد من الاشارة والتنصيص على ان في تحليل الشخصيات بالنسبة للديبلوماسية والسياسة الدوليتين ، يؤخذ بعين الاعتبار تطور الشخصية وعلاقاتها الماضية ، ونسبة تأرجح العاطفي والعقلاني فيها . ومعلوم أن أردوغان معروف بطموحه المفرط ، وشعبويته الكاسحة ، وعاطفيته الغالبة . وهي صفات كافية للحكم على مستقبله ، خاصة اذا ما وضعنا بين قوسين سيناريو الانقلاب عليه ، واعتباره مدبرا بدهاء عال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر