الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاكمة

صيقع سيف الإسلام

2017 / 4 / 21
الادب والفن


في 25 ديسمبر من عام 3017 ، اجتاح الكرة الأرضية وباء فتاك جاءت به إحدى أنواع البكتيريا من الأثير المظلم محمولة على قطعة نيزك كربونية ، قطعة ضئيلة الحجم سقطت عند المنارة الشرقية لدمشق ، المنارة التي بناها نور الدين محمود بن زنكي ، والتي يقيم بجانبها جمع غفير من النصارى بكنائسهم المنتشرة ، الذين كانوا أول من شاهد نزول تلك القطعة الكربونية من رحاب السماء ، و ما إن بادروا بمعاينتها و التأمل فيها حتى بدت البكتيريا الأثيرية تسري عبر دمائهم ، تمتص الحياة منهم و تجعلهم لها عوائل لدقائق يسيرة حتى تنفذ منهم الحياة ، حيث كان هذا النوع من الوباء ينتقل في الفراغ كما ينتقل في الهواء ، غير محتاج إلى واسطة يرتحل عبرها ، مما جعل أساليب الاحتواء و العزلة البيولوجية غير مفيدة ضده ، موحيا ذلك بالكابوس المرعب المتمثل في حجم الخسائر التي سيشهدها هذا الكوكب الازرق المنبوذ ...
أول ضحايا الوباء كان أهل المنارة ، يليهم بعد ذلك سكان دمشق ، فالوباء الأثيري لم يحتج لتنقله عبر العوائل التي يمتص الحياة منها ، بل كان يسير في الأجواء منتشرا لوحده ضمن متتالية متزايدة بشكل تضاعفي ، مع كل دقيقة كان يمسح الوباء مساحة دائرة بقطر 50/60 كلم ، ناشرا عجاجة من الكوابيس و الأخبار المفجعة عند المناطق التي لم يزرها بعد ، المناطق التي صار فيها للوباء اسم يطلق عليه : " طاعون السديم " . . . .طاعون السديم الذي جعل الأحلام تتحطم ، والآمال تتبخر ، فلم يعد للوجود مغزى ، و صار الإنسان بلا حيلة ينتظر حتفه مكبلا عن كل مقاومة و عاجزا عن أدنى مبادرة يسعف بها حالته الميؤوسة ..
" الوباء إذا استعمر جسد الإنسان ، جعل قلبه يتوقف عن ارسال الدم إلى سائر الأعضاء تدريجيا ، و سبب انكماشا في رئتيه مانعا الدماغ من حاجته الكافية من الأكسجين ، حيث يدخل الضحية في حالة من الهلوسة و الاضطراب ، يأتي معه فقدان للذاكرة جزئي ، و في الاخير يموت الضحية إما اختناقا أو جراء توقف قلبه " . . . هذه كانت آخر كلمات الطبيب الدمشقي مصطفى فارس قبل موته اختناقا ، الكلمات التي بعث بها إلى أقرب مركز بحث علمي مخبر التحليل الشرقي ، مركز البحث نفسه الذي تلقى رسالة مشابهة من الأخصائي كاريل ، كاريل الطبيب السائح العاشق لهندسة المساجد في بلاد الشرق ، آخرها كان المسجد الأموي بمناسبة مرور أكثر من ألفي سنة على بنائه ، المسجد الأموي الذي صار مقبرة لمن قضى عليه طاعون السديم كالسائح كاريل ، حيث فارق الحياة جراء توقف قلبه ...
27 ديسمبر 3017 ، بدأت الإحصائيات في عدد الموتى تزداد بوتيرة غير مسبوقة ، يلقى الالاف مصرعهم يوميا ، تكتب عن ذلك كل جريدة لم ينخر الوباء في عمالها ، و تمد كل مجلة علمية بالنصائح الفارغة و الكاذبة ، موحية بأمل النجاة ، تدعو للإيمان بنقطة النور تلك في آخر النفق ، لكن طاعون السديم يتابع انتشاره بمتتالية عنيفة و كاسحة ، مخلفة الموت و الدمار فقط ، محققة حلم التشاؤميين أتباع مبدأ بنجاميين شخصية رواية مزرعة الحيوان الذي يقول : " الحياة قاسية، مليئة بالظلم و بخيبات الأمل " ، المبدأ الذي كان نبوءة التشاؤميين في القرون السابقة ، لكن أيام الوباء اختلف الأمر ، فــ اكزينوف الفيلسوف التشاؤمي و العبثي صاحب الدعوة للانتحار و ترك الحياة الظالمة ، اكزينوف الذي كان يكتب على طاولة من أجود أنواع الخشب داعيا للانتحار و التخلي عن هذا العالم ، صار يدعو للحياة و الحب في لحظاته الأخير ، متوقفا عن إكمال كتابه المعنون بــ فلننتحر جميعا و ننقذ العالم ، الذي اشعل فيه النار مرتدا عن اعتقاد دام به ثلاثة عهود كاملة ، قبل أن يفتك به طاعون السديم عن عمر يناهز السبعين ، قبل أن يفتك به طاعون السديم خنقا ، أما مراد الأردني الأصل ، المسلم العقيدة ، فقد تحول إلى الإلحاد لما رأى أن نهاية النسل البشري ستكون بسبب بكتيريا اثيرية ، في حين كان مراد ينتظر نزول المسيح مع ملاكين عند المنارة الشرقية ليكسر الصليب و يقتل الخنزير ، لكن بدل المسيح نزلت قطعة كربونية كسرت الحياة وقتلت البشرية ، أما جار مراد ياسر فتحول للإسلام من جديد بعد أن كان ملحدا ، حيث استعمر الخوف فؤاد المسكين من احتمالية وجود قيامة ومحاكمة إلهية ستودي به خالدا في الجحيم ، ليعود مؤمنا برهان باسكال بعد أن قضى أعواما يرفض فلسفته و ينقد نهجه ، فالرعب من الموت ومراقبته يتقدم نحوه و يزحف باتجاهه ، جعل ياسر يعيد ترتيب أوراقه تاركا إلحاده معتنقا الإسلام من جديد ، ينقذ نفسه قبل فوات الأوان ، قبل فوات الأوان من الخنق أو توقف القلب ...
...
31 ديسمبر 3017 ، قضى طاعون السديم على آخر شخص في الكوكب ، لينقرض الجنس البشري نهائيا من غير رجعة ، لينقرض الجنس البشري بكل سخافاته و حروبه ، بكل قناعاته الزائفة و غروره الفارغ ، بكل حبه وسعيه ، فلقد أثبت طاعون السديم الذي كان مبعوثا من الموت أن البشر تظهر حقائقهم عند مواجهتم للموت ، فهم الكائن الوحيد الذي يستطيع الكذب على نفسه ...
بعد 31 ديسمبر 3017 ، ساد الكوكب السكون والصمت ، فانعدام الحياة من على ظهره أزال عنه صفة الجمال كما أزال عنه صفة الفساد ، لأن البشر وحدهم كانوا قادرين على منحه تلك الصفة ، البشر الذين ماتوا و انقرضوا دون الحصول على إجابات لأسئلتهم الكثيرة ، اسئلة اكزينوف ، اسئلة مراد و ياسر ، اسئلة مصطفى فارس و كاريل . . . لكن . . . لكن . . .
" فلتبدأ المحاكمة " .. قال الرب في عليائه ..
يستيقظ الجنس البشري من غير فاصلة بين أمر الرب و استجابة المخلوق ، يستيقظ جميع الناس ليوم القيامة الموعود ، ينظرون من يذهب إلى الجنة و من يذهب إلى الجحيم . . .
...
كان جميع الخلق عراة متموضعين في بلاد الشام ، يتلفتون في كل الاتجاهات ، يبحثون عمن بعثهم من مرقدهم ذاك ، واجدين أنفسهم فوق ارض الكوكب من جديد ، و قطعة النيزك الكربونية بطاعون السديم لازالت متوفرة ، لكنها صارت غير مؤثرة الآن ، فاليوم يوم الحساب ، إلا أن الجميع لم يكن يعرف غيره ، كل يركز على نفسه فقط ، لا يدري الابن أمه و لا الأم ابنها ، و لا الصديق صديقه ، ولا الاستاذ تلميذه ، في وحشة تامة ، و غربة كاملة . . .
...
بقي الكل ساكنا من غير حراك ينتظرون ماذا سيحدث ، أبصارهم شاخصة في السماء ، كلهم يتصبب عرقا من الحالة التي ستؤول إليها الأمور ، الكل يستذكر في اعماله و اقواله ، ويضع الفرضيات و الفرص في ولوجه الجنة أو خلوده في الجحيم ، إلا أن الوقت يطول و الشوق يزيد من غير بروز أي علامة من الرب أو تحكيمه ، فلم ينزل جبرائيل ولم ينفخ ميكائيل ، ولم يظهر الشيطان بينهم فهو العدو الأول الذي تجب معاقبته و له تحدث اسوأ العذابات لمعصيته الرب ، إلا أن شيئا من ذلك لم يكن ، فالسكون لازال مهيمنا و الابصار خاشعة في السماء ، لا يعرف أحد الآخر ، لا تتردد في أجوافهم إلا مقولة الرب في عليائه : " لتبدأ المحاكمة " ، في تلك الساعة تبرز بعض الغلمان النورانية من عالم الملكوت و السماء ، الغلمان النورانية التي لا يشاهدها إلا قلة من الناس ، لعلة شخوص ابصارهم المعلقة و المنتظرة ، حيث يتملك بعضهم مزيد خوف ورهبة حين رؤيتهم للغلمان النورانية ، جالبا ذلك عليهم مزيدا من الأرق و العرق ، لكن ثمانية نفر ممن شاهدو الغلمان على وجلهم و رهبتهم إلا أنهم قرروا متابعة هذه المخلوقات النورانية ، لعل في ذلك إجابة تكشف أو لغزا يحل ، لينطلق كل فرد من الثمانية وراء الغلام النوراني الذي رصده ، حتى يدرك طرفا من الإجابة ربما ، كاسرا ألمه بنعيم دائم او امل منقطع في جحيم خالد ...
...
كانت الغلمان النورانية تتجه نحو وجهة محددة نحو الصين ، متخلين عن بلاد الشام ، و كل من الثمانية يتبع أحد الغلمان ، لعل به يهتدي سبيلا أو يظفر بطريق ينجيه ، و خلال المسير كله ، لم يكن أحد من اولئكم يشعر بالجوع أو البرد ، بل يشعر بشدة القيظ فقط ، يصاحبه اعتراق و عطش شديدين ، عطش تنقص حدته اذا ما ظفر صاحبه بقطرات متجمعة اثناء مسيره متتبعا الغلام النوراني ، قطرات ينعش بها جسده العاري كذلك حتى يزيد من قوة احتماله و نشاطه لمتابعة المسار المرهق . . . . لتنتهي المعاناة بعد مسير أيام متواصلة ، حافلة بالاجهاد الكبير ، حيث تتجمع كل الغلمان النورانية في منطقة الكاظمية بالعراق ، الكاظمية المشهورة بسوق الذهب لتوفر عائلات استقراطية مرموقة فيها ، و التي كان اهلها كغيرهم في بلاد الشام ينتظرون المحاكمة الإلهية ، حينها تلتقي الشخصيات الثمانية بالتقاء الغلمان النورانية ، لكن كائنا آخر كان متواجدا هناك ، كائن بعين واحدة و ذراعين مع اطراف قصيرة تمثل الارجل ، من غير شعر أو اسنان ، المعروف باسم ميزا كما نطق به أحد الغلمان النورانية . . .
كانت الشخصيات تلك : برتراند راسل ، جلال الدين الرومي ، سانت أوغستين ، سام هاريس ،نوعام الجندي الاسرائيلي ، بولس المسيحي ، يوسف الاسير الفلسطيني ، نصير الدين الطوسي . . .
. . .
لم يتعرف أحد من الثمانية على غيره من البقية ، كل يلاحظ الآخر و يتفحصه، إلا أن الجميع كان في يوم الحساب ، لا يتذكر المرء إلا نفسه بأنانية تامة ، و من غير كلمة منطوقة ، بقي الصمت سائدا و الكل مشتبه به عند الثاني . . . . يكسر ميزا الصمت قائلا : " يمكنني أن ادلكم على الطريق "
ليقرر الجميع متابعة الكائن من غير طول تفكير ، فلم تكن امامهم خيارات متعددة إلا الانتظار الذي كان مملا و مرهقا اكثر من المسير في حد ذاته ، حيث بدأ ميزا يقودهم في اتجاه اليمن مغادرين الكاظمية و أكوام الذهب التي صارت من غير قيمة ، يسيرون في صمت وسكينة ، كلهم متوجسون مما سيحدث وإلى المصير الذي ينتظرهم ، كلهم يتذكر حجم اليقين الذي كان يصدر عنه و العجرفة التي تنبعث بقوة رأيه و ثبات حزمه ، كلهم يستعيد صورة تضليله لغيره و تمثيله للحق و حيازته ، هذا يسترجع الحروب التي خاضها و الاطفال التي ذبحها ، و ذاك يراجع فلسفته و المبادئ التي كان يحكم بها ، هذا يعيد مراقبة صوفيته و النظرة الرحموتية التي تعامل بها مع العالم ، وذاك يقنع نفسه كاذبا أنه ضحى من اجل غيره وبلده ، هذا يفكر في المنهج التعبدي و الطقوسي الذي عاش به أيامه ، وذاك يراقب يديه هل هما ملطختان بالدم . . . . في جو من الرعب و القلق المزعج يقطع كل فرد الخطوة و بصره يراقب تضاريس الارض ، أما عقله فينظر إلى النهاية ، هل هي السعادة الأبدية أم الشقاء المطلق ، هل هو النعيم الخالد أم المعاناة الدائمة . . .
...
خلال مسيرهم يبرز ملاك هائل الحجم ، تغطي أجنحته السماء ، بعضهم اعتقده جبريل ، والبعض الآخر ظنه ملاك الموت ، إلا أن ما ميز ذلك الملاك الممتلئ نورا أنه قد كتب على كل جناح من أجنحته اسم محمد ، مما جلب السعادة العظمى لجلال الدين الرومي و يوسف الاسير الفلسطيني و نصير الدين الطوسي ، في حين اصيب البقية بصدمة هائلة ، جعلت نوعام الجندي الاسرائيلي يشرع في بكاء شديد و ندم يجتاحه يحرق آماله كلها ، أما راسل و سام هاريس فتكلموا بعبارة واحدة : " كيف يمكن ذلك ، لقد كنت متأكدا ؟ " . . . لقد كانت آمال كل من سام هاريس و راسل أن التجربة التي يمرون بها إنما كانت بسبب غزو كائنات فضائية تتمتع بذكاء أكبر من الذكاء البشري ، و شكل الكائن ميزا ساعدهم على ترجيح فكرتهم تلك ، ينتظرون التقاءهم بالحضارة الفضائية ، إلا أن الملاك الحامل لاسم محمد فتت كل الآمال المعقودة على نظريتهم تلك ، ليبدأ مسلسل من الرعب عندهما ، يتخيلان اشكال العذاب التي تنتظرهما و اصناف المعاناة التي احس بها سام هاريس اكثر من راسل ، لموقف الأخير الذي أعرب فيه أن المسلمين يستحقون قنبلة ذرية ، اما القديس بولس و سانت اوغستين ، فلم يكن موقفهما أقل من الحسرة الممزوجة بالخوف ، فقد سخرا حياتيهما لخدمة المسيح المخلص للبشر من خطاياهم مؤمنين بالثالوث العظيم ، أما وقد برز اسم محمد الآن ، فقد انهار كل شيء بالنسبة إليهم . . . .
...
مع مشاعر الخوف و الرعب التي اجتاحت قلوب غير المسلمين ، صارت الخطوات أبطأ و الاحساس بالندم اعظم ، مع كل خطوة يكاد كل منهم يفقد جنونه ، لكن في يوم الحساب لا جنون هناك ينتظر أحدا ولا انتحار و لا هروب . . . . و في لحظة مفاجئة يمر ملاك عظيم الهيئة كسابقه ، يسترعي انتباه كل من على الارض ، على رقبته محمول صليب عظيم الشكل ، منحوت فيه اسم المسيح ، و على ذلك الحال يتهلل بولس و سانت اوغستين ، و يختلط الأمر على البقية ، فقد بدأ الرعب يتسلل إلى قلب جلال الدين الرومي و الطوسي و يوسف الاسير ، يحاولان تفسير الأمر ، هل كان الملاك السابق الحامل لاسم محمد مجرد وهم ، أم الوهم هو ما رأيناه للتو ، الامر الذي تساءل بصدده كل من راسل و سام هاريس ، لكن رغم التعجب و عدم الفهم إلا أن العاطفة تتغلب ، فعاد المسيحيون يتهللون وأن المسيح هو مخلصهم و منقذهم ، في حين استعمر اليأس و القنوط و الندم قلوب الباقين ، فلم تجف دموع ناعوم الجندي ، و شعر راسل بالندم اكثر من سام هاريس هذه المرة متذكرا مقالته لماذا لست مسيحيا و كتابه العلم والدين ، أما الرومي و الطوسي و يوسف فعادت الآيات القرآنية التي يؤمنون بها : لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ’ ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، و لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم . . . . . الآيات التي رأو أنه إذا صح معتقد بولس وسانت اوغستين فالجحيم ينتظرهم لا محالة ، إلا أن صورة الملاك الأول لازالت عالقة في مخيلتهم ، تمثل لهم بصيصا من الأمل ، فربما هناك شيء لم يفهموه بعد . . .
...
مع ضربة اليأس الثانية ، انضاف إلى احاسيس الندم والخوف و الرعب احساس بالضياع وعدم الفهم ، احساس بالضياع يكتمل حينما يصدر صوت من الغيوم يقول : " يهوه .. يهوه .. يهوه " . . . في تلك الحالة يزيد الشعور بالضياع كأبلغ ما يبلغ ، جاعلا ناعوم الجندي الاسرائيلي يرقص من شدة الفرح وهو يقول للبقية : " الآن اقتنعت أن يهوه هو الإله الحق حينما صدر صوته من السماء ، فقد كان يختبركم فقط و يظهر السذاجة التي تملكونها " . . . . يرد راسل و هو يرفع يده يظن كأن غليونه معه فلا يجده ، ثم ينظر باستهزاء إلى الجندي الاسرائيلي قائلا : " ومن قال بأن الصوت الصادر صوت إلهك يهوه ؟ " . . . . .هنا لم يعرف الثمانية كلهم هل الرب يضحك على معتقداتهم وأنها جميعا خاطئة ، أم ان العالم فيه آلهة كثيرون وأرباب متعددة ، لا إلها أحدا أو ربا واحدا ، حيث صار الآن اليأس و القنوط يعتري الشخصيات جميعا من غير استثناء ، و الكائن ميزا يراقب بصمت وهو يتساءل عن هذا الانسان ما أسخفه و أحمقه ، حيث ضحك ميزا من أن الإنسان لا يملك يقينا ، فالكائنات العلوية في الملكوت كانت تمتاز باليقين في امورها ، من غير تطرق الشك لشيء أبدا ، لكن ميزا لم يعلم أن الشك هو افضل شيء قد منحه الرب للانسان ، لكن ميزا لم يعلم أن في قلب الشك يكمن اليقين ، وأن يقينا بعد شك لا شبيه له بيقين بغير شك . . .
...
يصل الجميع الى بداية الحدود اليمنية ، حيث يلمح كل فيهم بوابة عظيمة ، قابعة في وسط الصحراء الفارغة . . . يقتربون منها ، فاذا بها بوابة تجعلك تعبر لعالم الملكوت حتى تتم محاسبتك ، ساعتها يقول ميزا : " هنا انتهت مسيرتي معكم ايها البشر ، عبر هذه البوابة تدخلون ، سوف تجدون مياها تسبح في فضاء المكان ، وبعدها بابين ، حيث سيتم وضع قلوبكم في وسط المياه "
...
يدخل الجميع ما عدا ميزا فقد انتهت مهمته ، ليجدوا تماما ما وصف ميزا ، المياه تسبح في فضاء المكان ، بعدها بابين كبيرين ، لكنهم يلمحون شخصيات اخرى سبقتهم . .. . . . . شخصيات كانت : كارين ارمسترونغ ، عائشة بنت ابو بكر الصديق، الملكة إلزابيث ، الامبراطورة وو تسه تيان ، تشارلز داروين ، ارثر كيت ...
....
يدخل الجميع و يتقدمون واحدا واحدا عند المياه ، المياه التي ان لمسها الجسد ، خرج القلب من مكانه ليصير فوق تلك المياه منفصلا عن الجسد المعزول عن المياه هو ايضا . . .
...
وضع جلال الدين الرومي قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضع برتراند راسل قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضعت الملكة إلزابيث قلبها في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضع يوسف الاسير الفلسطيني قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الاول
وضع ناعوم الجندي الاسرائيلي قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضعت عائشة بنت أبو بكر قلبها في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضع سام هاريس قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الاول
وضع القديس بولس قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الاول
وضع نصير الدين الطوسي قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الاول
وضع تشارلز داروين قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضع ارثر كيت قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الاول
وضعت كارين ارمسترونغ قلبها في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضع سانت اوغستين قلبه في المياه . . . حينها فتح الباب الثاني
وضعت الامبراطورة وو تسه تيان قلبها في المياه . . . حينها فتح الباب الاول
...
لقد كانت المياه تميز القلب النقي الصافي صاحب الارادة الخيرة و النية الصالحة من القلب الفاسد العفن الذي يحمل الخبث و الحقد ، فاذا كان القلب صافيا يحب الخير حينها يفتح الباب الثاني واذا كان القلب عفنا متسخا قذرا حينها يفتح الباب الاول
...
الباب الثاني كان يمثل جنة الرب ، و الباب الأول كان يمثل الجحيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل