الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان .. مرّة أخرى

ياسين الياسين

2017 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يتضح كل مرة وكما هو دأب السياسيين على مر التأريخ وكما تعلمناه وسمعناه وشاهدناه بأم عيوننا أيام حكم طاغية العراق المقبور صدام حسين أنهم أسود عندما يكونوا محاطين بهالة الحكم وآلة السيطرة ، وجبناء وصعاليك يتصاغرون حد الذلة والمسكنة حينما يتم تجريدهم من مكنة القوة والحكم ، وكان الطاغية حينذاك لايرعوي لمنطق العقل والحكمة في التراجع عن كل ماكان يتهوّر به من قرار أمام الآخرين ويصرّ مكابراً ، وبعد أن يواجه بقوة ومكنة الآلة الحربية الأميركية فأنه سرعان مايتراجع ذليلاً مع تقبيل الجبين وهو يرى في الأمر مخرجاً ، وهكذا نرى اليوم أردوغان طاغية الأعاجم الجديد والمدعوم تخاذلاً من أراذل العرب وأذناب الأرهاب وحواضنه في بلدان العرب الصحراوية الحالم أبداً بسلطان بني عثمان ، وهو لايعرف حتى كيف يطوله فوجدناه متخبطاً يمد ذراعاً قصيرة هنا وأخرى هناك ، وحينما تيقن أن الديمقراطية وقواعدها ومرتكزاتها ستتقاطع تماماً مع هوساته وأحلامه المريضة في فرض هيبة دكتاتور تركي جديد وسلطان حالم بإمبراطورية جديدة والسيطرة على المنطقة لجأ إلى تمثيل مشهد الأنقلاب وإذكاء فكرة المؤامرة للخلوص من خصومه وتصفيتهم ، وآخرها مسرحيّة الأستفتاء التي وسّعت له صلاحياته بشكل أكبر مع مساحة سلطويّة جديدة لها أبعاد قاهرة لأرادة الشعب والأمة ، وهكذا هم أباطرة الشعوب وهذه هي أساليب حكمهم لشعوبهم التي لاتروق لهم إلاّ بالحديد والنار يسوقون كرامها أذلاّء خانعين لأجندات الطاغية يقدّمون له كل مناسبة فروض الولاء والطاعة ، ولكن أردوغان الحالم تعجّل في أحلامه المريضة العابرة للحدود وأبكر في الأفصاح عمّا يخفيه في جعبته من رغبة وبقوة في التدخل بشؤون الدول الأخرى إستهلالاً له في بدء مشواره الجديد ، فأبتدأ بالعراق أوّلاً لكسر شوكة الروح الوطنية العراقية المتنامية يوماً بعد يوم بتناسب طردي مع العمليات الأرهابية المشينة التي يندى لها الجبين بقتلهم المدنيين ومنع آخرين من الخروج من مناطق القتال وإستخدامهم دروعاً بشرية تلك الأفعال التي وصمت بالعار من قبل الأشراف والمخلصين من أبناء المكوّن السني في العراق قبل الشيعة وخاصّة من أبناء موصل الحدباء نفسها ، والتي لم يتوان أردوغان في الأمعان بدعم الأرهاب في العراق وإرسال قواته ودبّاباته لتتمركز في مساحات واسعة في داخل الحدود العراقية وفي بعشيقة بالذات أمام صمت حكومي عراقي بسبب ضعف أداء الحكومة العراقية وإملاءات الأخوة الأعداء من خارج الحدود ، والتدخّل التركي السافر إنّما جاء رسالة طمأنة وإطمئنان للأرهابيين بأننا قريبون منكم ساعة تحين الحاجة فهي لكم غطاءاً وملجأ وملاذ ، وتزامن ذلك مع تصريحاته الأخيرة المشينة والسافرة بحق الحشد الشعبي الوطني العراقي الذي وصفه بالمؤسسة الأرهابية المدعومة من البرلمان العراقي بسبب إنتصاراته الكبيرة على الأرهابيين وتحجيم قوتهم يوماً بعد آخر مؤدياً بهم إلى المهلكة وأيّامهم الأخيرة لذلك ضاقت الدنيا وسعاً بأردوغان ولم يزدرد الوضع الجديد فقد بلغت روحه عنده الحلقوم ولم يتمالك نفسه حتى أعرب مجاهراً علناً بدعمه الأرهاب وأنه لازال سنده الأكبر وظهيره القوي وأعرب دون أي حياء أوخجل متدخلاً بالشأن العراقي الداخلي واصفاً الحشد وهو يعلم أنه يعمل تحت مظلة الدولة العراقية وبأمرة القائد العام للقوات العراقية المسلّحة ويعتبر تشكيلاً من تشكيلات قوى الأمن الوطني العراقي الذاد عن حياض وطنه والمدافع عن أسوار مدنه دافعاً بالأرهاب إلى الحضيض وحيث أتى ، ولم يتوانى أردوغان حينما تحدث واصفاً إيّاه بالأرهاب وأنه أي الحشد مؤسّسة إرهابيّة مدعومة من البرلمان العراقي ، وهو بذلك يخلط أوراقاً بغاية الخطورة حينما يوحي أن البرلمان العراقي مؤسّسة إرهابيّة أيضاً طالما هي بحسب رأيه داعمة للأرهاب ، وهو متناسياً أن فعله هذا يدينه أولاً فعادةً مايستشري عند الطغاة الغباء ففي الوقت الذي يدين به الحشد الشعبي الوطني العراقي تحتل قواته ودبّاباته مساحات كبيرة في بعشيقة العراقية بتدخّل سافر مدان من كل الدنيا ، وهو بذلك يسلك سلوكاً كما العواهر حينما تصف الآخرين بسوء التربية وقلة الأدب ، ولكن الأغرب من ذلك أن بلدان التخاذل العربي وعواصم الخيانة العربية كما هي عادتها وعلى مر التأريخ لم تحرّك ساكناً ولم تهتز لها شوارباً بسبب أن الخصم الأعجمي إذا كان عاهراً فهم لها القوّادون مكانهم الباب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج