الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احدهم يزرع الحياة

امنة الذهبي

2006 / 1 / 25
الادب والفن


وجهاً لوجه ،كلاهما في العراء ،مامن ساتر يحجب مدفع الدبابة عن فوهة البندقية الخفيفة ،الرامي أختبأ خلف دبابته وظل الرجل الاخر حاملاً بندقيته موازياً بقامته ارتفاع فوهة المدفع ،رمشة جفن فقط وينتهي الموقف .
صاحب الرشاشة يدرك ذلك ،له معها تأريخ طويل ولاصابع يده تأريخ اطول ،مالذي تملكه تلك الفوهة المدفعية ،وذلك المستتر ..؟كلاهما يزرعان الموت ،لكن احدهم يزرعه من اجل الحياة اما الاخر …!! احدهم سيصمد حتى النفس الاخير لكن من قال ان الخسارات لا تكون احيانا بموازات الربح ان لم تفقه ،فوهة المدفع تنتظر الاثنين بحذر ،والرامي تسمرت عيناه باتجاه فولاذها
… بماذا تفخر تلك الجوفاء اه لو يخرج رأسه لبرهة ؟ كان ذلك السؤال يدور بين اقسام البندقية .. من المؤكد بعدها ستذوي بكل فولاذها الى الخراب ،بينما تبقى اصابع المقاتل ثابتة كالجبل .
من خلفه كانت المدينة هادئة تغط في نوم قلق وظلام جعل معالمها تبدو هلامية تبعث اليأس في اليأس نفسه..الاثنان في ميدان لا يتسع لأكثر من واحد ،من اراد البقاء فيه عليه أن يثبت !!! نبضة ..نبضتان ..ثلاث ….أثنتان وسبعون ،انتهت الدقيقة كانت الرشاشة تعد نبض صاحبها ،وكذلك الدبابة ،لكن عدها طال والدقيقة لم تنته . لا ترتجف ،صاحت به الرشاشة .تناول رجل الدبابة خوذته وسترته الواقية، وناظوره الليلي ،واشياء ..أشياء اثقلته واثقلت نبضه في المقابل،خلعت الرشاشة عن صاحبها الكوفية واماطت لثام وجهه كانت متوحدة معه منذ زمن طويل ..الكل يقول ..في الظلام ،تصيب الدبابة هدفها بدقة متناهية عكس الرشاشة ..وها هو الليل قد انتصف ..لكن كيف تصيب الدبابة الهدف ونبض راميها تجاوز العد











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس