الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستعدادات العسكرية للجيش الشعبي لكوريا الشمالية

جورج حداد

2017 / 4 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


تعتبر شبه الجزيرة الكورية احدى النقاط الساخنة في العالم التي يمكن ان ينفجر فيها الصراع الدولي في اي لحظة. وكانت كوريا قد وقعت تحت الاحتلال الياباني بعد انتصار اليابان على روسيا سنة 1905، ولكن بعد استسلام المانيا في ايار 1945 اعلن الاتحاد السوفياتي الحرب على اليابان، وسحق الجيش الاحمر الجيوش اليابانية التي كانت تحتل شبه الجزيرة الكورية واجزاء من الصين. وحينذاك تقدم الجيش الاميركي من جنوب كوريا، حيث كان اليابانيون يستسلمون لهم بدون قتال مفضلين الاستسلام للاميركيين على الاستسلام للسوفيات. والتقى الجيش الاميركي مع الجيش السوفياتي عند ما يسمى خط العرض 38، واعلنت المنطقة الجنوبية (الاميركية) منطقة نفوذ اميركية، والمنطقة الشمالية التي حررها السوفيات منطقة نفوذ سوفياتية. وعلى غرار ما حدث في المانيا "الشرقية" و"الغربية"، نشأت في كوريا ايضا دولتان هما: "جمهورية كوريا" الجنوبية، و"جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية" في الشمال، ويبلغ عدد سكان كوريا الجنوبية ضعف عدد سكان الشمالية (في احصاء 2013 العدد في الجمهوريتين هو: حوالى 50 مليونا في الجنوب، وحوالى 25 مليونا في الشمال). ومنذ نشوئها تضع "جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية" نصب عينيها: التعبئة العامة لاجل تحرير الجنوب من الاحتلال الاميركي واعادة توحيد البلاد التي كانت منذ 2000ق.م امة (ودولة) موحدة حضاريا ودينيا وسياسيا، ولم تنقسم الا بعد التدخل الاميركي في 1945. وبعد ان حصلت كوريا الشمالية في حينه على تأييد الصين الشعبية والاتحاد السوفياتي، شن الجيش الشعبي الكوري الهجوم في 25 حزيران 1950 على قوات الاحتلال الاميركي والقوات العميلة في الجنوب وحرر سيؤول بعد ثلاثة ايام وحشر الاميركيين وعملاءهم في زاوية ضيقة في اقصى جنوب كوريا تمهيدا لرميهم في البحر. وبغياب المندوب السوفياتي الذي كان يقاطع الامم المتحدة استنكارا لوجود ممثل تايوان كممثل للصين بدلا من الصين الشعبية، استحصلت اميركا "بالاجماع" (فقط يوغوسلافيا امتنعت عن التصويت حينذاك) على قرار من مجلس الامن الدولي بالتدخل الدولي بزعامة اميركا ضد جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية، وهكذا قامت 16 دولة من الكتلة الغربية، وعلى رأسها اميركا الى جانب قوات كوريا الجنوبية العميلة بمهاجمة جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية. وهذا ما دفع الصين الشعبية الى ارسال مئات آلاف المتطوعين الصينيين للقتال الى جانب اخوانهم الكوريين الشماليين. وحينذاك اقترح القائد الاميركي الجنرال الشهير ماك ارثر استخدام القنبلة الذرية ضد الصين وكوريا، ولكن القيادة الاميركيةة برئاسة ترومان كانت قد علمت ان الاتحاد السوفياتي اصبح يملك القنبلة الهيدروجينية التي هي اشد فتكا من القنبلة الذرية فتحاشت مجرد البحث في اقتراح ماك ارثر الذب اتهمته بعض الصحافة الاميركية بالجنون وتم نزع القيادة منه وتسريحه فورا من الجيش الاميركي قبل بلوغه سن التقاعد. وقد قاتل الكوريون الشماليون ببطولة منقطعة التظير ضد المحتلين الذين كانوا يفوقونهم عددا وتسليحا، وكان قتالهم على طريقة الجيوش التظامية وعلى طريقة حربب العصابات. وكان مغاويرهم يغوصو في مياه المستنقعات ومزارع الارز وهم يتنفسون بواسطة قصبة زحينما يدوسس عليهم جنود العدو ينههضونن ويقاتتلون الاعداء بالسلاح الابيض،، كما كانوا يختبئون بالطريقة ذاتها بين الاعشاب والحشائش في الربيع والصيف وتحت الثلوج في الشتاء وكان الجنود الاميركيون يصابون بالهستيريا حينما يرون دماء رفاقهم فوق الثلوج الكورية. وتقول بعض الابحاث ان غالبية الجنود الاميركيين الذين عادوا الى بلادهم عادوا وهم مصابون بالامراض النفسية. وهكذا تحولت الحرب الكورية الى عمليات كر وفر ومعارك حدودية على خط العرض 38 حتى تموز 1953 حيث وقعت اتفاقية الهدنة بين البلدين. ولكنه لم توقع معاهدة سلام حتى الان. وبالرغم من كل الحصار الاقتصاددي والعقوبات والتضييق الخانق، فإن جمهوورية كوريا الدمقراطية الشعبية لا تزال تكرس كل امكانياتها المتواضعة لاجل تحقيق الهدف القومي الاكبر: تحرير الجنوب واعادة توحيد البلاد. ومن الواضح تماما ان الكتلة الغربية باسرها وعلى رأسها اميركا تقف بوجه الطموح الوطني المشروع لهذا الشعب الصغير والابي، الذي يتحمل ببطولة منقطعة النظير الفقر والحرمان والجوع من اجل قضيته القومية ويعطي العالم اجمع درسا تاريخيا في العزة الوطنية والكرامة الانسانية. وتضع جمهورية كوريا الدمقراطية نصب اعينها الان ان تطور الصواريخ الباليستية التي تصل الى اميركا ذاتها مع قنابلها النووية، كي تلقن اميركا ذاتها ـ القوة العظمى في العالم ـ الدرس بأن ارادة الشعوب هي اقوى من اي قوة امبريالية ورأسمالية يهودية.
وفيما يلي نقدم عرضا موجزا عن الاستعراض العسكري الذي اجرته جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية، كما نشرته الجريدة الالكترونية الروسية "برافدا ـ رو":




خلافا للاستعراضات العسكرية السابقة، فإن الاستعراض الاخير الذي قام به الجيش الكوري الشمالي في بيونغ يانغ، بمناسبة الذكرى السنوية الـ105 لولادة كيم ايل سونغ، مؤسس الدولة الكورية الشمالية، قد استعرض احدث انواع الاسلحة، بما في ذلك تلك التي لا يعرفون عنها شيئا في كوريا الجنوبية. فالكوريون الشماليون لم يكتفوا هذه المرة باستعراض تلك المنظومات، المعروفة جيدا والتي شاخت في الكثير من الجوانب.




"ان قيادة كوريا الشمالية أوضحت بشكل قاطع انها تتابع بشكل فعال تطوير البرنامج الصاروخي ـ النووي، وان لديها معطيات جديدة، وانها تمتلك اسلحة، موجهة نحو التغلب على انظمتنا الدفاعية الجديدة"، حسبما اعلن في مقابلة مع قناة YTN الخبير العسكري الكوري الجنوبي يان اوك.




وقد أثار صدمة حقيقية في اوساط الخبراء العسكريين في سيؤول عرض الصاروخ النووي لكوريا الشمالية.



وبدلا من المنظومات الصاروخية القديمة لكوريا الشمالية "سكاد" و"نودون"، ظهرت في الساحة المسماة على اسم كيم ايل سونغ التكنولوجيا العسكرية الحديثة: "موسودان"، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات "بوكيكسون – 1" (اي النجمة القطبية) و"بوكيكسون - 2"، وكذلك صواريخ "سكاد - إر". وعلينا ان نشير ان صواريخ "بوكيكسون" و"سكاد - إر" تعرض لاول مرة.




وهذا هو رد الرفاق الكوريين الشماليين على "استفزازات مختلف انماط الترامبويات" (نسبة الى الرئيس الاميركي ترامب) واضرابهم من السياسيين، الذين ينشرون في كوريا الجنوبية منظومات الدرع الصاروخية من طراز THAAD. وقد عرضت جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) عدة انماط من الصواريخ المعدلة، والمخصصة تحديدا للتغلب على هذه المنظومات المشهورة للدرع الصاروخية الاميركية.



وقد اتاحت بيونغ يانغ للجميع ان يفهموا انها ليست فقط عازمة، بل هي تسير عمليا بحزم في تطوير برنامجها النووي.





واذا كانت في الاستعراض العسكري سنة 2015 سارت الوحدات، التي سخر منها خبير عسكري من سيؤول بالقول انها تحمل الحقائب النووية على ظهور افرادها، فإن جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية قدمت الان وحدات قتالية قادرة تماما.





وقد مرت في ساحة العرض وحدات القوات الخاصة وهي مزودة بأسلحة القتال الليلية. في السابق اعتبر الخبراء العسكريون في سيؤول ان جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية لا تمتلك مثل هذه الاسلحة بالكمية الكافية. "ويبدو الان ان الحال ليس كذلك. وفي اسوأ الاحتمالات فإن جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية تحاول ان توهمنا بذلك" حسب رأي خبير عسكري كوري جنوبي.






واذا اردنا اختصار كل ما تقدم، يمكن القول ان جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية قد فاجأت تماما، سلبيا، الولايات المتحدة الاميركية وحليفتها كوريا الجنوبية.



ولم يكتف جيش جمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية باستعراض الوحدات العسكرية الرجالية، بل استعرض ايضا بعض الوحدات النسائية. وفي التقارير الخارجية اثار ذلك ليس قليلا من الدهشة في الصحافة الاجنبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت