الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولاتعبرها بالفستان

شذى احمد

2017 / 4 / 25
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


ولاتعبرها بالفستان

يقولون في الامثال بان التقدم بالحياة تحدثه الافعال الجريئة
ولذا تبقى كل الكلمات ماعدا ذلك اقل منها بقليل
أي لا تحقق التأثير الحقيقي والفعلي مثل الافعال التي كانت قبلها افكارا ريادية



مصر البلد العربي الكبير والمنوع، صار في العقد الاخير يتجه بعاداته، وتقاليده اتجاها مختلفا عما عهده العرب من هذا البلد العريق
لاشك عندما يتحدث أي عربي من أي بلد عن بلد اخر تجد ان سكاكين الاستنفار والعصبية تشحذ على الفور فلا يحق للعرب الامة الجميلة والمتكاملة التي لا ينقصها شيء ابدا للوحدة ،ومضاهاة باقي الامم لذا على المرء ان يكون بغاية الحذر ولا يتفوه بكلمة خارج سياق المدح والمجاملة . بينما يحق له كل الحق ان يلعن بلده وحكومته وسياسته .. وينشر غسيله الوسخ على كل الحبال لكن بشرط ان لا يخرج عن المحلية الضيفة.
المصريون لا يختلفون عن العراقيين وعن ايا من العرب في ذلك واذا قيل لك او شاع غير ذلك فكذب ولا تصدق.
فهذه الشهادات الحية تملأ تصريحات العاملين بالإعلام والفن والتشنجات التي تصيبهم عندما يتطرق أي كان لموضوع يخص مصر وكأنها محظية خاصة به . في حين من حق أي مخلوق بالعالم الحديث عن أي موضوع مادام الموضوع عام ويخص المجتمع الانساني ومعتقده المشترك.

فمصر مثل أي بلد عربي سرت لها نار ما سمي بالربيع العربي .وأحرقت اليابس والأخضر وسالت على ارضها دماء ابنائها الطيبين.
قد يقول قائل،وما شأنك اذا ما دمتي تعرفين كل هذه الحقائق ،فلماذا تتناولين موضوعا يخص مصر فأجيب للسبب سالف الذكر لان ما يحصل من ظواهر هناك تمس حياة العرب في باقي الاقطار وتؤثر عليهم. وتكون نموذجا لهم . فمصر مثلا ليست بلدا مترفا بالنفط والغنى مواطنيه يعيشون بعالم مخملي لا شأن له بمن حوله مثل شعوب الخليج . فلا تمس يوميات حياتهم باقي الشعوب العربية من قريب او بعيد إلا بقدر تدخلهم هم ـ الاقطار الخليجية ـ بالشأن العربي لهذا البلد ام ذاك
بل على العكس لطالما كانت مصر البوصلة الحقيقية للتغييرات في المنطقة. وعلى مدى التاريخ.
من الظواهر الملفتة التي صعقت المتابع للشأن المصري في السنوات الاخيرة ازدياد ظاهرة التحرش بالبنات ، واستفحالها بالشارع المصري .. حتى تطالعك احصائية مرعبة تقول بان مصر ثاني بلد بالعالم بظاهرة التحرش بالبنات
في هذه الظروف العصيبة والغريبة تظهر سيدة مصرية وهي الدكتورة دينا انور بحملة جريئة اسمها البسي فستانك واستردي انوثتك... ويتم استضافتها على قنوات مصرية مختلفة . وتلاحظ التالي
السيدة بدت بالبداية بغاية الرقة والبساطة
حتى تسريحة شعرها ولونه عكسا مظهرا مريحا وطيبا
بدت حملتها مقبولة ، ومبررة وتحقيقا لحلم طفولتها باستعادة مصر لزمن جميل كما عبرت مرارا
رغم طغيان المظهر الديني ونجاح التيار الديني المتشدد في مصر من فرض شروطه وأحكامه على الحياة المصرية ، إلا انك تجد من استمتع اليها ، وجاراها وبحسب تصريحاتها فان ما يقارب ال 35% من اعضاء حملتها هم من الرجال وهذه نسبة جديرة بالتقدير.
وبينما قام احد الشبان المتحمسين بعمل حملة اسماها ولا تعبرها.. وتعني بالمصري أي لا تعر لها أي اهتمام يذكر .. طنشها.. الى اخره من المصطلحات مرجعا ذلك لشعوره بحرج الكرامة بعدما وصم الرجل المصري وبالأغلبية بالمتحرش. وبدى مهاجما شأنه شان السلفيين للحملة الاولى ، لان مظهر المرأة المثير والفتاة المتبرجة سبب رئيسي للتحرش بها!! بينما يستشهد فريق ثالث بقصص تؤكد تعرض حتى المحجبات بل المنقبات للتحرش ،واعتباره مرض على المجتمع تفعيل وسائل علاجه .والتخلص منه بالقوانين الرادعة.

بين هذا وذاك جدال محتدم ، وتيارات متناقضة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ولا يقبل ايا منها التنازل او القبول بالآخر لأنهما باختصار طرفي نقيض

فإذا ما اعتاد المرء على اطروحات المتشددين المتطرفين دينيا لأنهم لا يرضون حتى التعرض للنصوص التي يحفظونها، وتأويلها يبقى المرء مستغربا لما يلجأ الطرف الاخر بدوره الى التطرف بمواقفه

فالمعركة مادتها اقناع الناس وتحريك المياه الراكدة. وتحفيز عقولهم لاختيار الصحيح ، والتعاطي مع الحقائق من منطق العقل والتقدم.
فاشد ما يؤسف له ملاحظة المرء مثلا لصاحبة هذه الحملة ،وقد تحولت الى سيدة تصرخ ، وترفض وتتحدث بتعالي وعصبية لكل من يريد الحديث بينما يفترض انها اكتسبت خبرة ، وقدرة على الاقناع من سنوات الحملة لايجاد حلول,وأجوبة لأسئلة منطقية تطرحها المرأة المصرية موضوع الحملة وغايتها.
اشد ما يأسف له المرء رؤية سيدة الحملة بمظهرها المبالغ به ، وعصبيتها ، وانفعالها المنفر الذي قد لا يبقى لها فرصا لكسب قلوب النساء والتأثير بهن اولا ثم بالرجال ثانيا حيث تعرف هي قبل غيرها مقدار سلطتهم وتأثيرهم على النساء على الاقل الى يومنا هذا بالبلاد الاسلامية عموما والعربية خصوصا.
لكي نبذر حقول التغيير والجمال علينا الابتعاد عن اسباب خرابها الاول
التعصب . التطرف . التعالي . العصبية والانفعال غير المبرر. ومصادرة اراء الاخرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روان الضامن، المديرة العامة لمؤسسة إعلاميون من أجل صحافة إست


.. لينا المومني منسقة منظمة سيكديف بالأردن




.. اختتام أعمال ملتقى عمان الإقليمي وشبكة مناهضة العنف الرقمي ض


.. -اخترت الفن التجريدي كونه يحررني من كافة القيود-




.. تربية الحيوانات الأليفة جزء من الطبيعة التي تعتز بها الريفيا