الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل طلق العرب القضية الفلسطينية؟

خلوق السرغيني

2017 / 4 / 26
القضية الفلسطينية


هل طلق العرب القضية الفلسطينية؟
معروف أن القضية الفلسطينية من بين القضايا الهامة في تاريخ شعوب العالم، والعالم العربي بخاصة نظرا لما تحمله من دلالات لها خصوصيتها في المخيال العربي، غير أن إمعان النظر اليوم في هذه القضية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل من تقتيل وتدمير يجعلنا نتساءل حقيقة عن مدى جدة هذه القضية وحضورها في الذاكرة العربية، ألا يزال العرب مهتمون بها ويولونها العناية كما كان في السابق ؟ أم أنه تم التخلي عنها لصالح الغطرسة الصهيونية ؟ ولم هذا التخاذل ؟ ألا يمكن اعبتار هذا التكاسل في الدفاع عن قضية فلسطين خيانة عضمى للشعوب العربية وللشعب الفلسطيني بخاصة ؟ بعبارة واحدة، هل طلق العرب القضية الفلسطينية؟
إن الواقع الفلسطيني خير شاهد اليوم عن تخاذل العرب والمسلمين في نصرة قضية فلسطين، سيما وأن هذه القضية تشكل مبدأ حياة أو موت لشعب طالت معاناته من بطش الإستعمار الصهيوني، هذا الأخير الذي لم يدخر جهدا في إعدام الشعب الفلسطيني، وحينما نقول الإعدام فهذا يتضمن الإعدام الإقتصادي الذي يجسده الحصار المضروب على الأراضي الفلسطينية، بدءا من غزة، مرورا بالضفة، وصولا إلى القدس، وبخاصة البلدة القديمة التي تعتبر شريان الحياة للمقدسيين، هذا فضلا عن إعدام سياسي يتجسد تحديدا في التشبث الإسرائيلي المستميت بممثلين شكليين عن الشعب الفلسطيني، لكنهم في العمق خَدم مطاع للصهاينة، ونسف كل ما من شأنه توحيد صفوف الفلسطينيين، ينضاف إلى كل هذا ما تقوم به سلطة الإحتلال من إعدامات جسدية ميدانية بالجملة في صفوف طالبي التحرر من شباب وشابات، بل إن براءة الطفولة لم تشفع لأصحابها من القتل حتى.
لكن إذا كان هذا هو واقع فلسطين اليوم وشعبها، فأين هو الموقف العربي تجاه هذه الالة الصهيونية؟ يمكن القول بصراحة إن العرب قدموا إجاباتهم قديما حينما وقعوا على بياض في أوسلو بعد حرب حزيران أكتوبر، لقد كانت هذه الإتفاقية بمثابة اخر مسمار يدق في نعش العرب، فما تشهده فلسطين اليوم، وقبل اليوم ليس إلا ترجمة وانعكاس لهذه الاتفاقية التي أَخرست العرب، لكن هل فعلا أُخرس العرب؟ وإذا كان الجواب بالنفي إلى متى سيستمر هذا الصمت المميت؟
يجب التمييز أولا بين مستويين في حديثنا عن العرب والمسلمين، بحيث إن هناك فئة الشعب التي لا نشك في تعاطفها مع هذه القضية، بالرغم من التراخي والتكاسل الذي بدأ يصيب الشعب العربي في نصرة هذه القضية، وهذا راجع إلى عوامل عدة لا يتسع المقام لذكرها، ولكن هناك من جهة أخرى الساسة الذين تتميز قراراتهم بالتأثير وقوة النفاد، هؤلاء الذين لا يحركون ساكنا، إنهم في وضعية الصم البكم، ترى ما الذي أخرسهم؟
كثيرة هي مسببات هذا الصمت الرهيب من جهة القائد العربي، لعل من أبرزها ذلك الطوق الذي ضربته الإمبريالية العالمية حوله، حيث العديد من الاتفاقيات الفاقدة للمعنى والتي تعقد مع طرف النزاع، أو تلك التي تشجع الإستعمار الصهيوني،بشكل مباشر أو غير مباشر، هذه الإتفاقيات لا تجعل من الحاكم العربي إلا لعبة طيعة في يد القوى العضمى، الخاضعة هي الأخرى للوبي الصهيوني القاتل، الأمر الذي يجعل الحاكم العربي منصتا ليس لنبض شعبه، بل لقرارات وإملاءات هذه القوى، هذا من جهة، ومن جهة ثانية نرى أن الحاكم العربي اليوم، وفي ضل هذه العواصف التي تهب من هنا وهناك، همه الوحيد هو الحفاظ على كرسي الحكم، وكأن الدولة سيحل بها الفناء إن ذهب، فهو ربها ومنجيها، حقا من الصعب تفسير هذا التشبث الطفولي بالحكم عند القائد العربي ما لم نستعن بالدليل الفرويدي. إن الحفاظ على كرسي الحكم هو هدف الحاكم العربي، وهذا لا يتأتى إلا من خلال جملة من الاليات، من بينها إخراس الشعب ومنعه من التظاهر و الترويج لقضية كالقضية الفلسطينية، قد تحضر هذه القصة في مقرر لمادة من المواد التعليمية، لكنها لا تعدو أن تكون مجرد در الرماد في العيون، وإذا كان الأمر على هذا المنوال فكيف يتسنى انتظار قرار أو حتى إشارة تندد بما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل؟
لا شك إن الإجابة كانت إلى حد الان سلبية وللأسف، لكن هل هي إجابة أبدية ؟ كلا، طالما أنها أتت من رعاة الإستعمار وأبنائه البررة، وهل يعقل أن ننتظر شجبا وتنديدا لما يقع في فلسطين من القوى الإستعمارية، قديمها (فرنسا، إسبانيا وبريطانيا) وجديدها (أميركا)، التي كانت جريمتها مدوية في التاريخ ولا زال التاريخ يذكر الوعد البيلفوري المشؤوم ؟ كذلك لا يمكن أن ننتظر اعتراض من حفدة الإستعمار، فمن المعول عليه؟
يمكن القول إن المعول عليه هنا هي الشعوب العربية، بل وشعوب العالم المناصرة للحرية وحق العيش الإنساني والإنسان الفلسطيني بخاصة، لقد ان الأوان ليصحو ضمير العالم، وتتحرك الشعوب بضغوطاتها المختلفة الإقتصادية والثقافية والسياسية ... حتى يمكن أن تبعث الأمل في الشعب الفلسطيني الأبي إذن كفى من الخطابات وبدل ذلك وجب النزول إلى الميدان، من الصعب إيقاف الرصاص والصهيوني منه بخاصة بالخطاب الشفوي، بل يجب مناظرته برصاص مثله، حتى وإن لم يكن فبالحجارة انذاك أو بالقلم من هنا وهناك إلى أن تحرر فلسطين، فهل يعقل أن يوجد بلد في القرن الواحد والعشرين تحت نير الإستعمار ؟ و كيف يعقل أيضا أن تجتمع الدول من كل حدب وصوب لمحاربة "الإرهاب" دون محاربة منبع الإرهاب العالمي (إسرائيل)، أين أحرار العالم؟ هل استُلبوا؟ أين أصحاب الضمائر الحية؟ هل أَفلوا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم