الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منفذ الشلامجة الحدودي للبيع

مراد العبد الله

2017 / 4 / 26
كتابات ساخرة


ما ان تهم بالتوجه شرق مدينة البصرة نحو منفذ الشلامجة، سيلاقيكم الشارع المؤدي الى المنفذ وهو يعد من الشوارع الرابطة بين دولتين، فضلاً عن كونه الطريق التجاري الأكثر إيراداً للأموال عبر خط التجارة بين البلدين، والذي من المفترض ان يتميز بطريق سريع مؤثث بالعلامات المرورية والأضاءة الليلة، ناهيك عن كونه معبد وفق مواصفات قياسية تتحمل كل الاحمال، لكنه في الحقيقة شارع بائس بلا علامات تملئه المطبات، خصوصاً عند مفترق منطقة التنومة، أو بالاحرى عند وديان وجبال وسهول مفترق التنومة.
ما ان تتقدم عمقاً نحو الشرق لتصل الى منفذ الشلامجة الحدودي لتشاهد مصدر الاموال وطريق التجارة الرئيس الذي يجهز البصرة والمنطقة الجنوبية؛ بحالة يرثى لها، يتركك سائق التاكسي في نقطة تفتيش تبعد عن المنفذ مسافة أكثر من كيلومتر، وشرطي كالح الوجه جالس على كرسي متهالك في العراء، الغبار، والشمس تتلاعب به وهو يصرخ في وجهك: إلى هنا ممنوع... إنزل ركابك وأعد أدراجك!! وكأنك تدخل الى مفاعل نووي!! لتنزل في الصحراء ومعك أمتعتك وأطفالك لتستقل سيارة نقل ٩ راكب متهالكة، لتدفع له وهو يوصلك هذه المسافة القصيرة؛ لتفاجأ ببنايات متهالكة، عبارة عن كرفانات مهجورة، ومسقفات مصنوعة من الواح حديدية غير نظامية وغير مرتبة البناء يتلاعب بها الهواء لتصدر أصواتاً، الممرات غير معبدة، لا يمكنك ان تجر الحقائب ذات العجلات بسهولة! القطع الحديدية تغطي المكان بشكل بشع! لا شيء هناك يمت إلى جمال وتراث المدينة البتة -علما ان المنفذ مفتوح منذ عام ٢٠٠٣ من ثم تدخل دائرة الجوازات لتشاهد البؤس وقذارة المكان، الجدران لم تلمسها فرشاة منظف منذ أعوام، تخرج من المنفذ لتنتقل الى الجانب الآخر، وكأنك تنتقل بين عالمي البرزخ والحياة لا العكس، لتجد منفذاً ضخماً مرتباً بُني في وقت قياسي أذهلني سرعة البناء وجماليته وبساطته، وحتى مدة الانجاز التي لم تتجاوز الاشهر وبأيد محلية؛ حسب رواية سائق التكسي الاهوازي، ما هي إلا مجرد خطوات لأجد ممرات معبدة تسير عليها حقيبتي بكل سهولة ويسر، لم أشاهد أكوام الأتربة في طريقي! وجدت بنايةً حسبت اني ادخل مطاراً لإحدى الدول الأوربية، كابينات متعددة لموظفي الجوازات، العراقي يقف في الطابور لا يتجاوزه أبداً محترماً القانون؛ بينما قبل خمسة دقائق لم يكن يكترث لقانون الوقوف في الطابور في بلده!! كراسي أنيقة وبسيطة، موظف النظافة لا ينفك عن مسح المكان مراراً وتكراراً بلا كلل أو ملل أو فتور، عندما خرجت بعد انتهاء إجراءات الدخول ذُهلت لما شاهدت من حديقة جميلة تملؤها الورود الملونة والشجيرات الخضراء المتوزعة بين الممرات المغطاة بحجر الرخام، التي وجدت فيها حقيبتي الزرقاء ضالتها بعدما عانت في الجانب العراقي الأمرين لتشق طريقها بين الصخور والحصى ولم أجد سيارات نقل صغيرة بائسة ولم أجد شرطي كالح الوجه يصرخ بوجهي ممنوع.
عندها علمت ان لدينا حكومة تتقن الخداع والتنويم المغناطيسي والتي تهتم بتعدد الكيفيات التي من خلالها تسلب المواطن قانون يعيش به، وخدمات اساسية ينعم بها، وحقوق واجب توفرها له، لذلك تمنيت ان يباع المنفذ الى الحكومة الايرانية ربما تكون له إطلالة أخرى في غضون أشهر قليلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى