الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيّ علاقة بين منظمات المجتمع المدني والاستعمار الأميركي : مركز الاسلام والدّيمقراطية مثالا...

الأسعد بنرحومة

2017 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على ترسيخ حضارتها التي تقوم على عقيدة فصل الدين عن الحياة ,ومنها فصل الدين عن الدولة وعن السياسة,,في بلاد المسلمين ومنها تونس, وهي تعمل ايضا على نشر منظومتها الفكرية والقيمية المنبثقة عن هذه العقيدة,ومعلوم أن عقيدة فصل الدين عن الحياة هي عقيدة مناقضة للعقل وخالفة للفطرة ,وهي تهديد لحياة الانسان ولوجوده على الأرض كانسان ,هذا من ناحية ,وهي مناقضة للاسلام ولعقيدته وهذا ما يهمنا ,أي أن الحضارة الغربية تقوم على عقيدة كفر ,هي غير العقيدة الاسلامية .
وأميركا تعلم أنها لا تستطيع فرض حضارتها وقيمها الا باستعمال أبناء المسلمين وتسخيرهم هم للقيام بهذا الدور القذر ,لذلك تعول الولايات المتحدة الأمريكية تعويلا كبيرا على منظمات المجتمع المدني بمختلف انواعها واشكالها من منظمات وجمعيات ونقابات ,وهي تمدها بجميع وسائل النجاح من أموال واعلام وتدريب وغير ذلك ,وقد وصل هذا الدعم المالي لأرقام خيالية قد يصل الى نفس رقم ميزانية الدولة المعلن عنها والمقدرة ب 28 مليار دينار من المليمات ,وشارك في هذا التمويل كل من "مجموعة البنك الدولي"وهي:
البنك الدولي للانشاء والتعمير
المؤسسة الدولية للتنمية
مؤسسة التمويل الدولية
الوكالة الدولية لضمان الاستثمار
المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار.
والى جانب هذه المجموعة ,تساهم وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية في تمويل هذه الجمعيات والمنظمات ,اما مباشرة أو بصفة ملتوية عن طريق وسطاء ك"بيت الحرية" او "موفمنتس" أو تحالف حركات الشباب" أو مركز الاسلام والديمقراطية".
ليس هذا فقط ,بل ان الاتحاد الأوروبي ومؤسساته المالية تعمل بشكل وثيق مع أميركا لانجاح هذه المؤامرة على المسلمين ,وخاصة أن اغلب أبناء المسلمين الذين تورطوا في هذه الكارثة ,وقبلوا أن تلطخ أيديهم بدماء شعوبهم وأمتهم من خلال انطلاء حيلة العدو الكافر عليهم بأن أوهمهم أنهم انما يناضلون من أجل قناعاتهم الفكرية ومبادئهم "الحقوق الكونية والحرية والديمقراطية والعدالة"وهي في الحقيقية شعارات رفعتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود وعقود واتخذتها عنواوين للاستعمار والنهب وبسط النفوذ .
وأصبحت البلاد الاسلامية جميعها وليس تونس فقط تعج بمثل هذه المنظمات والجمعيات وسنحاول كشف أكثرها خطرا على جميع المستويات ,من المنظمات الثقافية والتنموية الى الجمعايات الخيرية والثقافية والاخلاقية وصولا الى التشكيلات الاعلامية والتراثية والتي تهتم بالأثار والبيئة .
واليوم هذه حقيقة مركز الاسلام والديمقراطية وحقيقة رضوان المصمودي
مركز الاسلام والديمقراطية: CSID
أنشئ في 1997م تحت اشراف جون اسبوزيتو الذي اشتغل في بداية التسعينات مستشار لدى وزارة الخارجية الأمريكية ,ومعه لويس كانتوري , ويعتبر "رضوان المصمودي" ضمن مجلس الادارة .
هدف المركز هو ادخال المبادئ الغربية وقيم الحضارة الغربية التي تتناقض مع مفاهيم الاسلام الى البلاد الاسلامية والترويج لها بحجة أنها لا تخالف الاسلام.
يعتمد في تمويله على كتابة الدولة لحقوق الانسان والشغل DRL في الحكومة الأمريكية وأيضا من صندوق دعم الديمقراطية NED.
من هو رضوان المصمودي ؟
يعتبر هو الفاعل الأساسي في شبكة الديمقراطيين في العالم العربي وهو الراعي الرسمي للديمقراطية الأمريكية في البلاد الاسلامية والعالم العربي.وهو حامي المروج للربيع العربي الذي تديره أميركا ولمفاهيمها وقيمها وحضارتها لتسهيل استعمارها للبلاد وبسط نفوذها باسم "التحضر والتكنلوجويا".
برز دور رضوان المصمودي من خلال توقيعه على الرسالة المخزية الى الرئيس الأمريكي سنة 22-5-2009, وفيها يستنجد هو مع العديد من الموقعين منهم محمد منصف المرزوقي رئيس الجمهورية الحالي ولطفي زيتون ,وفي هذه الرسالة استنجدوا بالرئيس الأميركي أوباما لتعميم النموذج الديمقراطي الأميركي في تونس ,
برز دور رضوان المصمودي أيضا عند تنظيمه لزيارة حمادي الجبالي لأميركا ,وفي هذه الزيارة دعا حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الى اقامة تحالف استراتيجي مع الأمريكان ,واستشهد على تعايش العلمانية والدين في الديمقراطية باسرائيل .
علاقة مركز الاسلام والديمقراطية بوكالة الاستخبارات الأمريكية:
علاقة هذا المركز والقائمين عليه بالاستخبارات الأمريكية أصبح معلوما للقاصي والداني ,من ذلك مشاركته مع مؤسسة "بيت الحرية" في برنامج بعنوان" حقوق المرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا" في 7-6-2005م وذلك بقاعة المحاضرات بمؤسسة بيت الحرية بواشنطن دي سي .ومنظمة بيت الحرية هي منظمة أمريكية ذات صلة وثيقة بجهاز الاستخبارات تأسست في 1942م بأمر مباشر من الرئيس الأمركي فرانكلن روزفلت.
اليوم مركز الاسلام والديمقراطية يقوم بالترويج للثقافة الغربية وللحضارة الغربية ,يقوم بالترويج لمفاهيم الغرب المنبثقة عن عقيدة فصل الدين عن الحياة ,يقوم بالترويج لنفس الشعارات التي رفعتها أميركا عن قصد لتكون ذريعة للاستعمار وبسط النفوذ , فأميركا قصفت وقتلت في الفيتنام متذرعة بنصرة هذه الشعارات, وقتلت وشردت ودمرت في اليابان بنفس الذريعة , وفي أفغانستان والعراق , وأميركا قصفت ودمرت وقتلت في البوسنة والهرسك متذرعة بنفس الشعارات :حقوق الانسان والحرية والعدالة , وأميركا احتلت الصومال بهذه الذريعة , وقسمت اندونيسيا وفصلت تيمور الشرقية بنفس الذريعة,وأميركا قسمت السودان واليمن والمغرب بنفس الذريعة , واليوم أميركا تقتل وتذبح وتنحر وتعبد طريقها نحو الاستعمار بجماجم الأبرياء ,وتسيل في سبيل انتصارها أنهارا وأنهارا من الدماء , وتفعل كل ذلك متذرعة بنصرة قضايا المظلومين وتوفير الكرامة والعدالة ,وتحقيق الحقوق الكونية والديمقراطية ,هذه طريقة أميركا في الاستعمار ,وهي تستعمل في ذلك أبناء المسلمين تحت غطاء العمل المنظماتي والجمعياتي ,
وهذه حقيقة مركز الاسلام والديمقراطية ,وكل من سار فيه أو على نهجه ,فهو قبل بأن يطعن شعبه وأمته بخنجر مسموم انتصارا للاستعمار الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في بلادنا ,وكل من يفعل ذلك فهو عميل من عملاء الاستعمار واجير من أجرائه بغض النظر عن حسن النية أو سوئها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه