الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية فلسطين وقضية الأسرى وقضية الافراد

ناجح شاهين

2017 / 4 / 29
القضية الفلسطينية


قضية فلسطين وقضية الأسرى وقضية "الأفراد"
ناجح شاهين
ما الذي يجري على وجه الدقة في فلسطين؟ هناك إضراب للأسرى من أجل تحسين ظروف حياة الاعتقال. وهناك نصف الشعب الفلسطيني معتقل في الضفة بشكل أو بآخر. وهناك نصفه الاخر معتقل على نحو أشد بؤساً في غزة مع دفع ضريبة المناكفة بين سلطتي حماس وفتح هنا وهناك. في غزة يصل للمواطن النزر اليسير من فتات المانحين، أما في الضفة فصنبور التمويل يسكب مقداراً أكبر من المال والموارد والخدمات.
قبل يومين نشرت الواشنطون بوست مقابلة أجرتها مراسلتها في القدس مع عضو المجلس التشريعي خالدة جرار تحت عنوان: "1000 معتقل يضربون عن الطعام، وهذه المرأة تعمل من أجلهم." هناك صورة كبيرة لخالدة وهي محمولة على الأعناق لحظة خروجها من المعتقل قبل عام على وجه التقريب. كانت خالدة قد اعتقلت قبل حوالي ثلاث سنوات بسبب رفضها تنفيذ أمر بالإقامة الجبرية.
يسهب تقرير البوست في وصف قضية الأسرى، ولكن ذلك يتم من خلال نظارة خالدة جرار. وهذه الطريقة هي أفضل ما تستخدمه وسائل الإعلام الغربية: الفرد يحضر بقوة، حتى لكأنه يغطي على القضية ذاتها. بعد قليل سيكون الفرد أي فرد، ولا نقصد هنا الإساءة لخالدة، هو الأهم من كل ما عداه. بعد قليل يستبطن الفرد أهميته، وخصوصاً أهميته في عيون سادة العالم أصحاب البشرة الشقراء والعيون الزرقاء. لا أحد يستطيع التنبؤ بما يمكن للفرد أن يفعله بعد أن يؤمن بأنه مهم جداً، وأن الآخرين أرقام لا قيمة لها. يقال إن بعضاً من كبار الشخصيات يقولون في السر كلاماً شنيعاً عن فعل أي شيء بدون العودة لما يريده الجمهور: "أي جمهور؟ هذا قطيع من الحمير اللي ما بمشي الا بالطس على راسه."
في سياق النضال البطولي للاسرى الذين يمثلون ظاهرة نبيلة بكل ما تحمله الكلمة من معاني، في هذا السياق، يمكن للبعض ان ينسى أن الأسرى قد "تورطوا" في افعال قادتهم إلى الأسر من أجل فلسطين وتحريرها من الأسر.
من المرعب بالطبع أن نتخيل أن يتم توظيف قضية الأسرى وإضرابهم الشجاع الصبور من أجل تحقيق أرباح سياسية لفرد أو حزب أو نخبة من هنا أو هناك، وخصوصاً إن كان الثمن الذي سيدفع من أجل تحقيق الإنجاز الخاص بمطالب الأسرى على حساب القضية الفلسطينية ذاتها. وفي هذه الحال نكون قد ذهبنا بالمناضلين إلى السجن من أجل الحقوق الفلسطينية، ثم انتهينا بقايضة تلك الحقوق بمطالب السجناء الحياتية. وهي صفقة ضيزى –بحسب التعبير القرآني- بكل معنى الكلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة