الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشيد للفرح الأخير

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 1 / 26
الادب والفن


يا حبيبي
قمرٌ في شفتيكْ
وأنا ليلٌ مسجّى بين كفيكَ, وقلبي
طالعْ من سنبلِ الحزن شتاتاً, فلتلملم بيديكْ
بيدرَ القلب, وها منجلُكَ اللامع في الشمسِ
أَمِلْـه باتجاهي
ولتكن سلَّمَ إنشادي لأرقى
لغةً خضراءَ, أو أدخلَ في كينونتي بعد متاهي
شاسعٌ قلبي كقلب البحر إذ ينبض فيه الماءُ,
أدعوكَ لنستأصلَ هذا الزهـَرَ اليابسَ
من صدر الزمانِ
بينما ننسجُ صبحاً من عصافيرَ
وأطفالاً لهم زهرةُ عمرينا
لهم نافذةٌ يدخل منها حلمٌ لا يشتهيهِ الموت
لا يقطفه سيفٌ و لا صيفٌ يدانيه
وفيه نرفع الكونَ على سرجِ حصان
فإذِ الرحلة برقٌ تعرجُ الأرواحُ فيه
وإذِ الأسرار كشفٌ
وإذِ الخيل على برّ الأمانِ


جرسٌ قلبك فاقرع في قباب الكون
يا أزهارُ يا أحجارُ يا عشبُ ارقصوا
هذا أوان الرقصِ في الدمِّ
وهذا زمن يرضعُ من وكرِ الأفاعي
إنه قافلة الأشباح في ليل جنازات
على أكتافنا نحملها والحبّ لا يحملنا,
يا ليلُ هذا جرسُ الموت فخيّمْ
علّنا نهربُ من إنشادِهِ
والموتُ في داخلِنا يقرعُ أجراساً نلبّي ما نلبّي
فإذا نحن يتامى ودراويشُ على
بوّابةِ الأفراحِ نستجدي فلا نُعطى
ونُعطى قمراً يلعبُ أطفالٌ على أسواره
فإذا هم مظلمونْ
موتُ! سبحانكَ إذ تبسط كفّيك تسمّينا عبيداً لكَ
يسعَوْن زرافاتٍ وفيهم حكمةٌ يغزلها نولُ الجنونْ
ولهم ما يشتهونْ
موتُ! سبحانك… هل تفتح ينبوعك من بين صخورِ
الزمنِ الأصفرِ إذ نحلم فيها أن نكونْ
نـهَراً تعبرُه النسوة إذ يحبلنَ بالشمسِ
فينجبن مرايا نتقرّى خلفها ما يرسمُ الحلمُ
نرى أنّ زماناً مجهضاً يولدُ
مقطوعَ الذراعينِ ومقصوصَ الجناحين
ومفقوءَ العيونْ...


أيها الوجه الثنائيّ الهلاميّ الرماديّ...
أضئني ما تشأْ واسكبْ على قلبيَ خمراً يشتعلْ,
وافرش له مهداً من النار ليغفو فوقه,
علّ الثعابين التي كنت تربّيها بهِ تخرجُ
علّ الإثم ينحلّ فأنسلّ وأعلو ثم أعلو
وأظلّ الواحدَ المفردَ في مملكةِ الحزنِ المهيبِ
يا حبيبي لكَ غصنٌ ذهبيٌّ
لك وجه ملكيٌّ فاحكمِ الآن عليّْ
إنه شوقٌ إلى زهرة عدلٍ
في تويجاتِ يديها
يرتمي القلب الذي أحرقته بين يديّْ
سمِّ هذا الموت موتاً
لا تسمّ الشجرَ اليابسَ أخضرْ
لا تسمِّ القمرَ النازفَ أبيضْ
لا تسمِّ الجوع خبزاً
وقبورَ الكونِ معرضْ
وإذا ما سقط العالم فانهضْ
واتّخذْ زاويةً قرب جدارِ الحقّ واحكم ما تشاءْ
إنّ عدل الأرض تمحوه السماءْ...


يا انزراعَ السّيفِ في ظهري
بزوغ الدم من صدري
أهذا آخر النهر ِ
وهذا آخر الأولِ ؟
يا أوّل كفـّين على صمتهما نمتُ
وإذْ قمت تأخـّرت عن الحبِّ
فأرخيتُ سماءً فوق قبريْنا وصلّيتُ لروحينا
لطفلٍ لم تلد مثله أنثى من إناثِ الحيِّ
واريت ظلالَ الفرحِ المنهارِ
في وادي اللظى غنيتُ ما غنيتُ يا...
يا ليل خيِّم عليّـا
ودَعْ هنـا شفتيّـا
على جدارْ كئيبٍ
تقبّـلان لهيبـاً
أشعلــتُه بيديّـا
يا ليلُ خيّـم عليّـا
لأستعيدَ رمــاداً
نسجتُ منه الرؤيا
وقلت تنمو فأنمو
كنخلةٍ في ذراها
أشعُّ جرحـاً شهيّـا
يا حبيبي
هل تجيء الآنَ ؟ في ساقيك خلخالٌ
يدلّ الجسدَ الدامي عليكْ ؟
فأغني لك –
لم تصغِ إلى موتي
ولم تكسرْ جدارَ الليلِ
هذا آخرُ الأشياءِ هذا
والبدايات التي تلبسني
وسؤال في دمي يشعلني...
/ قمرٌ أم حجرٌ في شفتيكْ ؟
زهرةُ العدلِ أم الشوك يغطي ركبتيكْ ؟ /
يا حبيبي
ورفاةُ الكون في قلبي,
لنشعلْ شمعة الجنّازِ
ولندفن رفاة الكون فينا
ولنرتّـلْ له ترتيلاً حزينا:
يا ظريف الطّول ميّلْ
عندنا ظلٌّ لطولِكْ
عندنا بيدٌ فخيِّلْ
وأقِمْ مجدَ صهيلِكْ
عندنا شمسٌ فأقبِلْ
وثمارٌ لفصولكْ
زغردِ الآن وهلِّلْ
آن ميعادُ حلولِكْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان