الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس والتدريب على مبادئ الوضوء

ناجح شاهين

2017 / 5 / 2
القضية الفلسطينية


ماذا يقول المثل السوري؟ "اللي بجرب المجرب، عئلو مخرب." أي أن من يجرب ما سبق تجربته شخص غير عاقل. وهذا القول ينطبق بالمناسبة على حماس مثلما ينطبق على الجمهور الفلسطيني.
حماس اليوم تجرب ما كانت قد جربته فتح أو منظمة التحرير بقيادتها التاريخية ممثلة في الراحل ياسر عرفات وحرس الممنظمة القديم كله بمن في ذلك أشخاص مثل نايف حواتمة وأبو علي مصطفى وسمير غوشة...الخ.
من ناحية ثانية نحن أبناء الشعب الفلسطيني الذي قام جزء من أبنائه بإلقاء الزهور على بعض السيارات العسكرية "الإسرائيلية" غداة أوسلو ندرك الآن جميعاً طبيعة الطريق الذي توصل إليه "حركات" الغزل الموجهة ل "إسرائيل".
وعلى الرغم من أن حماس تنظيم "غيبي" أساساً، إلا أنها ليست غبية فيما نتوهم. لا نتوقع أن حماس تظن أن "إسرائيل" ستعطيها شيئاً غير الذي أخذته منظمة التحرير. وإذا لم نكن مخطئين فإن حماس تدرك جوهرياً أن ليس هناك من موانع تحول بين إسرائيل والبدء في التفكير الجدي بإلقائنا وراء النهر إلى غير رجعة. بل لعل الدولة العبرية قد شرعت في التفكير العملي في ذلك منذ بعض الوقت.
لكن حماس موعودة. وقد كانت منظمة التحرير موعودة مثلما لاحظ ذلك مرات عدة الشهيد ناجي العلي. والفارق بين وعد حماس ووعد منظمة التحرير أن هذا الوعد الجديد يأتي في سياق المثل السوري أعلاه "اللي بجرب لمجرب..الخ".
نتوهم أن حماس موعودة هذه المرة ليس من "إسرائيل" أو أمريكا وإنما من قطر وتركيا. والوعود هنا مالية أساساً مع تحول إمارة غزة الإسلامية إلى سنغافورة بعد أن فشلت إمارة منظمة التحرير في إنجاز حلم سنغافورة بالذات الذي انتشر بين الناس مطلع التسعينيات من القرن الماضي إلى حد أن بائعي البسطات في رام الله ونابلس والخليل كانوا يذكرون سنغافورة بالخير.
لكن حماس سوف "تحوس" سياسياً بعد أن تبنت "خطة" فتح/السلطة واستراتيجيتها!
ليس تماما. تستطيع حماس أن تسوغ وجودها دائماً بدون العودة للسياسي/التاريخي. هناك دائماً الديني/الماورائي الذي يمثل دوراً أهم بكثير من الدور الدنيوي المتواضع. وعوضاً عن الجهاد ضد العدو الصهيوني تستطيع حماس أن تجاهد ضد عدو أكثر كفراً وأشد خطراً ألا وهو الشيطان وجنوده الفلسطينيون الكفرة الذين كانوا في زمن ما من ثمانينيات القرن العشرين أسوأ في نظر حركة الإخوان المسلمين من أهل الكتاب اليهود أصحاب دولة إسرائيل.
إذن نستطيع أن نتوقع، ونأمل أن نكون مخطئين، ونتمنى من أعماق قلوبنا مخلصين، أن يكون الصواب قد جانبنا كل المجانبة: سوف تغرق حماس في هموم جهادية موجهة ضد الجمهور الفلسطيني بما يشمل محاربة الأفكار العلمانية والفاسقة والشيعية والقيام بدورها الاجتماعي في حماية الدين من النساء السافرات ومن المطاعم التي تقدم المشروبات المحرمة. ولا بد أنها ستتوسع أكثر في تنظيم الدورات والأنشطة التدريبية المختلفة التي ستركز على تعليم مبادئ الوضوء والطهارة وقواعد دخول الحمام. ولا يتوهمن أحد من الفلسطينيين أو العرب أن هذه الأمور أقل شأناً من إسقاط المشروع الصهيوني، بل ربما تكون هي الأساس لوضع اللبنات لخطة طويلة المدى لتحرير الأرض بعد تطهيرها من الصغائر والكبائر المنتشرة بين أبناء الشعب الفلسطيني ناهيك عن الشعوب العربية الأخرى التي تنشط منظمات الجهاد الحليفة في تطهيرها لحساب الممول القطري والمجاهد التركي وتحت قيادة أمريكية حرة وديمقراطية ومؤمنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة