الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل اليسار فى مصر

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2017 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


قرات كثيرا عن اليسار المصري وعن نضالاته فى المجتمع المصرى بمختلف توجهاته من الشيوعيين الى الاشتركين الى الاناركين ، بل وكان لى الشرف فى عقد صداقات مع بعض رموزه وقد اذهلنى فيهم ثقافتهم الغزيرة ،حتى اننى كنت اداعبهم بانهم بمختلف توجهاتهم هم احزاب مثقفين
وقد لفت انتباهى ان اليسار كان متجذرا فى اركان الوطن وكانت له امانات فى كل المحافظات وكان له انتشارا واسعا بين صفوف العمال فى المصانع فى القاهرة وكفر الزيات والاسكندرية وغيرها ،
الاكثر من ذلك ان اليسار كان يتصدره قادة عظام كانوا ينكرون ذواتهم وضحوا بالكثير من اموالهم فى سبيل قناعاتهم مثل يوسف الجندى واخرين بل وضحوا بارواحهم وقتلوا وغيبوا فى السجون لسنوات طوال ولم يكن الامر بالافضل بعد قيام ثورة ثوليو فقد استمر الظلم والاضهاد والقتل سسواء داخل السجون او خارجها مثل شهدى عطية رحمه الله
ووقد زاد الطين بلة اعتلاء السادات سدة الحكم حيث اجهز على البقية الباقية من اليسار وفتح ابواب السجون امام الاسلاميين ليخرجوا منها ويعيثوا فى الارض فسادا ويتهموا اليسار الذين كانوا يشاركونهم السجن والاعتقال يتهمونهم صراحة بالكفر والالحاد
ولم يتبقى من اليسار العلنى سوى بعض الزعامات التاريخية والتى فقدت فى معظمها الروح الحقيقية لليسار واستكانت الى السلطة القائمة وتبوات مقاعدها فى احزاب لايتجاوز عدد افرادها اصابع اليدين ونفضت يديها تماما من العمل الحزبى متمثلا فى العمل وسط الجماهير فى القرى والنجوع والمدن
حتى اذا قامت ثورة 25 يناير فى مصر لم تكن هناك من القوى المنظمة سوى الاخوان المسلمون والتى عصيت على التفكك لعوامل عديدة من بينها الرابطة الايدولوجية التى تربط بين اعضائها وارتباطهم معا برباط الدين فى اطار حديدى مغلق والامر الاخر الذى ساعد فى وجود الاخوان والاسلاميين ان النظام كان يصدرهم للعالم باعتبارهم البديل له حال ازاحته ولاسباب اخرى كثيرة لا يتسع المقال لذكرها ،
فتصدر الاسلاميين وفى مقدمتهم الاخوان المشهد السياسى باعتبار انهم المستحقين وحدهم لتورته الثورة التى اندلعت بفعل شباب عظيم كان يامل فى غد مشرق
الى ان عصفت بهم الاحداث وغيبوا عن السلطة لاسباب كثيرة لايتسع ايضا المجال لذكرها

وفى اطار الفوضى السياسية الحالية فان السؤال الذى يطرح نفسه هو ألم يأن الاوان لينظم اليسار صفوفه فى مصر والعالم العربى
ففى ظل الهجمة الشرسة التى تتعرض لها الديمقراطية فان اليسار فى تقديرى يبقى احد المعبريين عن امال الامة ، ان الفرصة مهياة تماما لان ينزل اليسار الى ميدان العمل الحقبقى ويلتحم بالجماهير
ولحسن الحظ فان اليسار وكما يبدوا مازال قادرا ان صدقت نواياه على اعادة بناء صفوفه ليكون تيارا ديمقراطيا هاما والاهم انه سيكون محفزا حقيقيا لباقى القوى السياسية لاعادة بث الحياة فى صفوقها والانخراط فى العمل السياسى لان امام الديمقراطية شوطا طويلا لتتجذر فى مجتمعاتنا ولا تستطيع قوة واحدة النهوض بهذه المهمة الجسيمة ، انها مسؤلية الجميع وفى مقدمتهم اليسار










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: -الذخائر الموقوتة-.. إرث مسموم من ألغام الحربين العال


.. أحزاب فرنسية تسعى للتصدي لليمين المتطرف.. كيف؟




.. أفكار الانتحار.. هل تراود أطفالنا دون أن نعلم؟| #الصباح


.. صدامات بين أتراك وسوريين ومساع ومواقف من النظامين للتقارب وإ




.. الانتخاباتُ الفرنسية.. زلزالٌ يَضرِبُ أوروبا #بزنس_مع_لبنى