الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس . الأزمة تتعمّق ولابديل عن شبكة مقاومة مستقلة أفقية في أكثر من منطقة وجهة

بشير الحامدي

2017 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أن نشهد في نفس الفترة تعبئتين كبيرتين ومهمتين وعلى نفس المحور النضالي تقريبا بغض النظر عن شكل كل تحرك وعن مدى عمقه وتمثله لطرح مسألة السيادة على القرار وعلى الثروة والموارد ولكن دون أدنى محاولة تنسيق بينهما أو حتى وعي بالمسألة من الجهتين أمر يطرح أكثر من سؤال ويؤشر لأكثر من استنتاج .
تحرك تطاوين النوعي[1 ] وتحرك "مانيش مسامح" [2].
الأسئلة عديدة أهمها:
ـ من من مصلحته أن تتواصل التحركات ممشتتة منغزلة محاصرة بمحليتها قاصرة عاجزة عن نسج شبكة مقاومة أفقية ؟؟؟
ـ أين المناضلون الذين لم تستوعبهم ماكينة الأحزاب والجمعيات ولم يندمجوا بعد في مسار ما يسمى بالانتقال الديمقراطي ومازالوا متمسكين باستقلاليتهم التنظيمية والسياسية عن النظام و أجهزته ويتبنون نهج المقاومة ومواصلة مسار 17 ديسمبر وما مواقفهم الراهنة وما يطرحون وأين يتموقعون وما يطرحون على أنفسهم من مهام...إلخ ؟؟؟
أما الاستنتاج فهو: لئن أنتجت الأزمة في السنوات القليلة الفائتة وقريبا منا وتحديدا في إسبانيا واليونان حركتين كبيرتين جاءتا من اليسار بوديموس وسيريزا كنتيجة عن فشل اليمين بكل تعبيراته عن طرح حلول تثق فيها الجماهير الأكثر إستغلالا وتفقيرا و إبعادا من الدائرة السفلى لطبقات المجتمع فإن الوضع عندنا مختلف تماما فبرغم الأزمة العامة التي يتخبط فيها النظام وفشل ما يسمى بسياسات الانتقال الديمقراطي فاليمين مازال يمثل حلا بالنسبة للأغلبية واليسار اللبرالي استمر فاقد لكل إمكانية تجذر لتأسسه بعيدا عن الجماهير ولمعالجاته التي يسبق فيها الوفاق السياسي من أجل السلطة على دفع الصراع الاجتماعي للاحتدام وقيادة نوجة المقاومة الذي يمكن أن ينشأ بفعل ذلك.
الصورة تبدو قاتمة للأسف ولكن هذا هو الواقع بكل إكراهاته وبؤسه ولكن رغم كل ذلك لا يمكن القول ان كل شيء قد حسم بشكل نهائي فالأزمة مازالت تتعمق و الانقلاب مازال يظهر المزيد من الفشل والبروقراطيات الحزبية والجمعياتية والنقابية سواء التي في الحكم أم تلك التي في المعارضة الرسمية تزداد ارتباطا بمافيات المال والاستخبارات في كل طور من أطور هذه الازمة وتفقد المزيد من مصداقيتها وقدرتها على مواصلة النفوذ وهو ما سيساعد في كل الحالات على نشوء شبكات مقاومة محلية وجهوية قد تراوح في المنطلق في محليتها أو جهويتها مثلما هو الأمر منذ 2011 ولكنها موضوعيا ستهدي إلى سبل تفادي تقوقعها وربما انحلالها وموتها فتتحول إلى شبكة مقاومة ممتدة أفقية موحدة في أكثر من منطقة وجهة .
إننا بشكل أو بآخر نتقدم في اتجاه وضع شبيه بالوضع الذي ساد قبل عامين في اليونان ولكن أكيد أن الأزمة هنا سوف لن تفرز ما أفرزته هناك... الحركة إن نشأت هنا ستكون حركة أكثر جذرية ومقاومة ولكن إمكانيات نشوئها هي التي تتعثر.
ــــــــــــــــ
[1] اعتصام يضم قرابة ثلاثة آلاف مواطن من سكان ولاية تطاوين في الجنوب التونسي نظم في المنطقة الصحراوية المسماة "الكامور" من مطالبه توفير مواطن شغل غير هشة (قارة)لأبناء المنطقة التي تعتبر أول ولاية في نسبة البطالة في تونس وتخصيص جزء من عائدات الشركات الطاقية المنتصبة هنالك والتي تعد قرابة مائة شركة لصالح التنمية في الجهة إضافة إلى المطالبة بالتعرف على العقود المبرمة مع الشركات البترولية ومطالبة الحكومة بنشرها.
[2]هي حملة نظمها ناشطون سياسيون تطالب بالسحب الفوري لمشروع قانون المصالحة في المجال المالي والاقتصادي وذلك "لكونه يكرس سياسة الإفلات من العقاب وتبييض الفساد في تناقض مطلق مع المبادئ الدستورية، ويخرق منظومة العدالة الانتقالية ومبادئ العدالة والإنصاف.
ـــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريفايفل: ألبوم جديد يسعى إلى السعادة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. كأس أمم أوروبا: منتخب البرتغال يفتتح منافساته بمواجهة مع تشي




.. كأس أمم أوروبا: منتخب سلوفاكيا يحقق انتصارا مفاجئا على نظيره


.. كأس أمم أوروبا: رومانيا تسحق أوكرانيا بثلاثية نظيفة




.. شاهد كيف أدى قرار عائلة إلى إنقاذ طفل حديث الولادة