الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن أكبر من الجميع ، والأبقى

يوسف حمك

2017 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الوطن أكبر من الجميع ، و الأبقى .

فكرة تقبيح اعتقاد الآخرين ، و الازدراء من نضال الطرف الآخر ، أو الخصم - إن صح التعبير – أسلوبٌ ساذجٌ ، و وسيلةٌ رخيصةٌ يتبعها أنصار هذه الطرف ( الحزب ) ضد الأطراف الآخرى .
والآخرون يتقاذفونهم باتباع الأسلوب ذاته ، كتقاذف اللاعبين بالكرة لرد التهمة بدلاً من تقديم أدلةٍ و براهين بقصد بطلان هذه المزاعم الموجهة لبعضهم .
إنه الاكتفاء بتقبيح الآخر ، و الهروب من الموضوعية لإثبات ( أن الجميع على قبحٍ و خطأٍ ) .

عندما انتقدُ موقفاً واحداً لطرفٍ ما ، يبادرني أحد المنضوين تحت لواء هذا الحزب بكيلٍ من الاتهامات – برعبٍ - ، و يقحمني في دوامةٍ خارج نطاق ذلك الموقف .
فتثور ثائرته ، و ينا ولني بالوعيد و الإساءة لشخصي عوضاً عن رد النقد بالفكر و الحجة ، في الوقت الذي يسمح لنفسه بتوجيه كل النقد الجارح لي و للأطراف الأخرى ، كما الكلام اللاذع المهين .

أليس الحوار المسالم بلا تباغضٍ أو عداوةٍ أفضل الأساليب للتفاهم ؟ مع مراعاة خصوصية كل فردٍ أو مؤسسةٍ أو تنظيمٍ .
لماذا يطالب بإلغاء قناعات الآخرين ، و يتمسك بقناعته إلى درجة الهوس والعبودية ؟!
فيسلك نهجاً عنيفاً متشدداً ، إما يجهل كنه السياسة ، و إما يراوغ لعلمه بالتناقضات التي أحاطت به ، و التي اجتمعت في قضيةٍ واحدةٍ ، و مسارٍ واحدٍ ، فينتهك بحدةٍ الأفكار المغايرة .

لديه حساسيةٌ مفرطةٌ تجاه النقد – لأنه عاطفي الهوى – فيبرز مخالبه منتفضاً بالتقبيح و القذف باللعنات و الازدراء و التعسف ، و العداء الشديد تجاه الطرف الآخر . و غالباً حينما تحرز هذه القوة نصراً دبلوماسياً ، أو نجاحاً عسكرياً ، يخلق أعذاراً لا يقنع الطفل الرضيع ، تقليلاً من أهمية ذلك النجاح ، مقابل تمجيده لفكرته ، و احتفائه بفكرة سيده .
نعم فهو يملك أسلوباً خطابياً بتعظيم السيد ليفوق مكانة الإله ، - و هذا حاضرٌ في أروقة كل الأحزاب – فالميلُ للعظيم المبجل أكثر بكثيرٍ من الميول للقضايا التي تخص الوطن و المواطنين .
أسلوبٌ مسلكه غير محمودٍ ، و لا مضمون العواقب .

في ضوء القضية الواحدة ، وتحت لواء القومية الواحدة ، ومن أجل مصالح الشعب الواحد ، وتحت مظلة الوطن الواحد ، يفترض أن يكون الكفاح بين الفصائل المختلفة بمثابة روافد تجتمع في مجرى واحد ، ليكون نهراً وحيداَ يصب في حوض مصالح الجموع .

الجميع لن يحرزوا نصراً مؤزراً ، أو تقدماً و ازدهاراً ، إلا إذا طمروا المصالح الشخصية تحت أطباق الثرى ، ووضعوا المكاسب الحزبية في الثلاجة ، وتخلوا عن الاستحواذ والنفوذ الفئوية ، وانصهروا جميعاً في بوتقة الوطن الواحد الذي يظل دائماً هو الأكبر من الجميع والأبقى ، بينما هم راحلون زائلون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مناظرة تبادل الاتهامات بين بايدن وترامب | الأخبار


.. انقطاع الكهرباء في مصر: السيسي بين غضب الشعب وأزمة الطاقة ال




.. ثمن نهائي كأس أوروبا: ألمانيا ضد الدنمارك وامتحان سويسري صعب


.. الإيرانيون ينتخبون خلفا لرئيسهم الراحل إبراهيم رئيسي




.. موريتانيا تنتخب رئيساً جديداً من بين 7 مرشحين • فرانس 24