الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة الهرم العراقي

عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)

2017 / 5 / 4
الادب والفن


قمة الهرم العراقي

يندر أن يحدد الناقد الموسيقي أياً من المُغنين هو الأفضل ضمن مساحة غناء وطرب معينة في بلد أو وطن واحد. ولو نستثني سيدة الغناء العربي (أم كلثوم) الذي ساعد بسطوع كوكبها أنه كان زمن تذوق الكلمة الملتزمة واللحن الرائع وتواجد قمة صُناع الاغنية العربية بكتابها وملحنيها الذين واكبوها خلال فترة غناءها ليعتبرها جميع النقاد دون أستثناء قمة الهرم الغنائي العربي فإن كافة العمالقة ممن واكبوها أو حتى يومنا هذا إنما يتربعون على جانب الهرم بمسافات لم يتفق النقاد عليها.
للناقد الموسيقي المحنك الراحل (عادل الهاشمي) رأياً (بمائدة نزهت) لم يُغيره يوماً، بأنها تتربع على قمة هرم الغناء النسوي العراقي دون منافسة لها، كل البقية إنما يجلسن على السفح دون نقاش، وأنا من مؤيدي كون المطربة (مائدة نزهت) تتمتع بصوت وقدرة جيدة جداً على أداء الاغنية العراقية الحضرية وحتى الريفية، وقد نجحت بأداء المقام العراقي أيضاً، وربما العوامل التي توفرت (لأم كلثوم) عربياً هي نفسها توفرت (لمائدة) محلياً بظهورها بالزمن الذهبي.
مائدة، ولدت عام 1937 ودخلت وهي صغيرة الإذاعة عام 1950 لتنجح بأول أختبار وتبث لها أول أغانيها على الهواء عام 1956، تزوجت الملحن (وديع خُندة) وكوّنا ثنائي ناجح في اللحن والطرب. تدينت وأنقطعت عن الغناء لتحج وتتفرغ لتربية أولادها بداية الثمانينات. لحن لها كذلك كل من العمالقة عباس جميل وسمير بغدادي وياسين الراوي وعلاء كامل وآخرون، وأدت الموشحات والمقام ونجحت بتجويد القرآن الكريم.
ولكي لا يكون الموضوع بحثاً فنياً، أرجو أن نستمع لأغنية (مراضيتك) وطريقة الأداء الرائعة برغم الإمكانات البسيطة التي رافقتها في الغناء، ستكرر الفنانة مائدة كلمة (عين) عدة مرات على شكل موال وبطريقة جميلة جداً، كلمات الاُغنية للشاعر زُهير الدجيلي وألحانها لياسين الراوي:
مراضيتك وماظل بعد لوم ولابينا من يتحمل عتاب
عدينا وتقاسمنا الهموم وشفنا الليالي تضيع الأحباب
والدنيا تاخذنا غريبين
مراضيتك وردتك فرد يوم من عمر راح بساع وياك
ياعين ترضة تعاشر نجوم وياقلب يرضة الجفة وينساك
وأنت القلب والروح والعين
عين عين عين عين...
راضيني ماي وجرف وأشواك والدنيا تحلة بوفــة الأحباب
عدينا وتحملنا الفراق وما ظل قلب يتحمل عتاب...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
× ثلاثاً هم عماد الأغنية في كل زمان ومكان وبأية لغة كانت، الكلمة واللحن والأداء، الشاعر والملحن والمطرب، وبرأيي فالملحن هو من يتقدمهم لأن هناك الكثير من كلمات الأغاني والأشعار لا تزال لم تخرج من بطون الكتب وعملية ولادتها كأغنية تحتاج لملحن يمكنه تحويلها لألحان تجتذب المستمع المتعطش لترديدها حينما تنجح بهز قلبه وسلب وجدانه، أما المطرب فيجعلها سلسة مرغوبة ومحبوبة من خلال عاملين، الأول الصوت الذي هو هبة من الله له والثاني شخصية وثقافته وموهبته بالأداء الذي يجب عليه أن يتمرن ويجتهد كي يسقلها ليكون مقبولاً من قبل أذن الجمهور الموسيقية التي يمكنها تمييز الأداء السليم من النشاز.
× لا يزال المطرب العراقي بصورة عامة غير ملماً بالثقافة العامة وبالتحديد بالحديث والتحدث والأتصال السليم بالجمهور، كما عانى المطرب وهو أمام الأضواء أو وهو على المسرح من عدم تقدير شخصه وفنه، وأتذكر حينما سطع نجم المطرب (كاظم الساهر) وأقيم مهرجان بابل الدولي وكانت أيامه موزعة بين عدة مطربين يؤدي يومياً على المسرح البابلي عدد منهم أغانيه بينما تعزف لهم فرقة الأذاعة والتلفزيون الموسيقى المصاحبة، طلب (كاظم) أن تعزف له فرقته وليوم كامل مخصص فقط له، رفض المسؤولون باللجنة المنظمة وعاملوه أسوة بالبقية دون تمييز كان يستحقه بجدارة. وإذا كان هذا المطرب على حق في مسعاه، فإنني ألومه اليوم في حادثة مغايرة تماماً، فقد كنتُ قد حضرتُ حفلة له في 22 مايس 2016 في مسرح رويال كارييه الشهير بأمستردام والتي حجزنا لها قبل أشهر، وحينما غصتْ القاعة برغم الطقس السيء بجمهور كان غالبيته من العراقيين واللبنانيين والهولنديين وقد تأخر (كاظم) عن الحضور عزفت فرقته الموسيقية أولاً ولمدة نصف ساعة ثم أعتذرت وتوقفت دون معرفة السبب، ثم خرج علينا أحدهم ليقول بأن المطرب في طريقه إلى المسرح، بعد نصف ساعة أخرى وبدقة في الساعة العاشرة وسبع دقائق بدل التاسعة دخل يمشي مسرعاً على خشبة المسرح وسط تصفيق أستغرق خمس دقائق أخرى، بعد وصلة غنائية قصيرة قال بالحرف بانه يعتذر عن عدم تكامل فرقته الموسيقية بسبب (الفيزا) وأنه سوف لن يستطع تلبية طلبات أغانٍ تحتاج فرقة متكاملة، ثم غنى لينتهي بنفس الوقت المحدد وكأن السبعون دقيقة التي تأخرها ولم يعتذر لجمهوره عنها إنما تحصيل حاصل... والسؤال الموجه لألمع مطربي العراق اليوم... ألم يكن عليه تهيئة فرقته هو ومتعهد حفلته والتي سوف تتكرر خلال أسبوع واحد في بروكسل وباريس؟ أليس من الحكمة أن يعتذر عن سبب تأخره الذي ظل دون تفسير أو مبرر ولو أدبي حيث أنه فقط قدم أعتذار عن عدد موسيقيه، أضافة لذلك فقد بدا مرهقاً متعباً وكأنه قد وصل لتوه من رحلة للمريخ! لو أن هذا المطرب لبنانياً أو مصرياً أو من المغرب العربي وقد تأخر لسبب طارئ هكذا فترة عن جمهوره وتحتم عليه أختزال ثلث مدتها لكان قد أعتذر بغاية اللطف ولشرح سبب ذلك، هذا لو أنه كان قد تأخر فعلاً وهي حالة نادرة جداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل