الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوق الوجود

نزار طالب عبد الكريم

2017 / 5 / 5
الادب والفن


لدي ما أبيعهُ
ماذا لديك دعني أرى
خطف الكيس البلاستيكي ألأسود من يده
هذا مداسٌ عتيق
لا لا هذا جئت أُصلحهُ
ماذا لديك اذن
أََرني
أشار ألى رأسه
مداس آخر
لا أراه
أنت حتى لا تحمل شيئا على رأسك
انه في رأسي
أُفكر
تفكر
تفكر بماذا
ببيع قميصك أم بنطلونك-- ساعتك --هاتفك -- ملابسك الداخلية
لا لا ليس هذا ولا ذاك
فكرٌ -- فكرٌ
فهمت -- بائع أفكار
ولكن هذا سوقٌ للخُضار
اذن ألا تدلني
مد يده وأشار
أُنظر -- هناك اسأل
وحين وصل سأل
عمي نشتري ونبيع ---
هل لديك دولار
هه -- مضى مطرقا
فصدمته لوحة اعلان ضوئية قرأ عليها : مكتب لبيع المناصب الحكومية
وتناسلت لوحاتٌ
وخطاطون وسماسرة وقوادون ووكلاء كيانات وكتل وأحزاب يعرضون تسعيراتٌ :
لعضوية مجلس النواب
لمجالس المحافظات
ولرؤساء المجالس والمحافظين
للمجالس المحلية
والمدراء والوزراء ووكلاء الوزارات
وللوظائف
ولشيوخ العشائر
وللحجج والسماحات والآيات
وللقضاة
وللقادة ألأمنيون والعسكريون
ولمسؤولي المنافذ الحدودية والمطارتُ والسيطراتُ
ولشركات النفط
والكهرباء
والمياه
ومياه الصرف الصحي
والمدراس والمستشفياتُ
ولعلم الحكومة
ولأعلام الحكومات الموازية
وللمنظمات المسلحة
والمنظمات غير الجكومية
و "منظمات حقوق ألأِنسان "
والجمعياتُ
وللشركات ألأَمنية
والبودي كاردات
وطواشوا ألأَصوات
أين أنا من كُلِّ هذا -- تمتم
وفي ألأَثناء سمع هرجا ومرجا
وأذا بسراري من كل ألأعمار
يتكيسن مستعرضات
ويتهادين بالفتنة المجسمة
وعلى الرصيف برز رادودٌ مراهقٌ يبتلع أمام الجمهورأشرطة الحبوب المهلوسة وبدت عليه ألأِثارة الشديدة وهو يرتجز ويقول : شوفها شكبرها -- يمشي ويفرها
وخلفه تردد حناجر صارخة على وقع أيد لاطمة -- شوفها شكبرها ----
وفي مشهدية تهكمية رفعت العجائز أثدائهن بحمالات من ألأِسفنج المقوى
ووضعن أسفل الظهر وسائد كأِلهام خاطف أملته الضرورةُ
وصبغن شعورهن بكل ألأَلوان أو خصَّلنها
وكحلن رموشا مستعارة
وبالفاقع حمَّرن أو سمَّرن الشفاه
وقد تحولقت حولهن عيونٌ بوجوه مبهمة
فغرت أفواها وحنطها الذهول
شفاهها تتزاوى في ابتسامِ
وأسفل سرّاتهم انتصبت اعمدة وارتفعت خيامُ
مدَّ يده الى عجيزته
مدها الى صدره
مدها الى جيبه هو حتى لايحمل محفظة
وكلم نفسه هامسا
ليس غير هذا المطلوبُ والمعروض
دولارٌ
عقارٌ
خُضارٌ
سياراتٌ
أعضاء بشريةٌ
عهرٌ
تزلفٌ
رتبٌ
رُعاةٌ ورعيةٌ
رؤوسا وذيول
كذب وخداع وتضليل
لصوصٌ
أغبياء وجُهالٌ يبرمجون حسب الطلب
لحم أُنثويٌ مُكيسٌ
مُبَرِّجٌ " تَبَرُّجَ الجاهلية ألأَولى ! "
أنا اعرابي في سينما
وبفلسين لاأُباعُ وأُشترى
في سوق الوجود
وقرر :
ساُكيس رأسي
أو
سأسرقُ جلدا وأدُسُ نفسي بين القرود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري