الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدود الديمقراطية الليبرالية

ناجح شاهين

2017 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


حدود الديقمراطية الليبرالية: السيرك الفرنسي وتعزيز القبضة الألمانية
ناجح شاهين
تصطف الناس في فرنسا الآن وراء مرشح شاب وسيم لا علاقة له بالسياسة تقريباً اسمه إيمانويل ماكرون. لا بد من ذلك على ما يبدو لأن البديل هو ماري لوبن زعيمة الجبهة الوطنية.
الديمقراطية الفرنسية بتقاليد الحزب الديغولي في تمظهراته المختلفة إضافة الى الحزب الاشتراكي –الذي ليس له نصيب من الاشتراكية إلا الاسم خصوصاً في عهد أولاند- توشك على الأفول وربما يولد الجديد. الحزبان الرئيسان في حياة فرنسا السياسية فشلا فشلاً تاماً في الدورة الانتخابية الأولى. وصعد أشخاص لا علاقة لهم بالأحزاب مثل ماكرون والمرشح اليساري ميلنشون.
هل هناك أزمة في مستوى النخب السياسية الفرنسية؟ أم أن هناك أزمة أعمق في النظام السياسي/الاقتصادي الفرنسي؟ كيف يمكن لفرد أن يفوز دون أن يكون وراءه قوة منظمة؟ لعلنا نريد القول إن بإمكان أي فرد أن يتقدم ليصبح رئيساً للدولة دون أن يكون لديه موارد أو تاريخ أو حزب يتبناه؟
بالطبع لا. فكرة أن أي مواطن يستطيع أن يتقدم للانتخابات هي فكرة فجة. آلية الانتخابات ومتطلباتها ليست متاحة للفرد العادي المتوسط. وذلك ينطبق على ماكرون الذي جاء من "خارج" المؤسسة الحاكمة الفرنسية بصفته مرشحاً للاتحاد الأوروبي تدعمه القيادة "المركزية" في برلين. بهذا المعنى تتحرك مصالح الاتحاد لردع إمكانية تكرار سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد. وقد لاحظنا منذ يومين احتجاج رئيسة وزراء بريطانيا على ما وصفته تدخل "أوروبا" في الانتخابات البريطانية المقبلة.
تعرض فيلو ولوبن للتشهير عشية الدورة الأولى من الانتخابات، وفي الوقت الذي عوملت فيه زيارة ماكرون لميركل بالاحترام الذي يليق بالمانيا، فإن زيارة لوبن لموسكو ولقاء بوتين تم تغطيتهما على نطاق واسع باستدعاء التدخل الروسي المزعوم في انتخابات امريكا، وهكذا تم "جرح" ماري لوبن في نقائها القومي بوصفها "عميلة" بشكل ما لروسيا.
بمعنى من المعاني لا تبدو هذه القضية اختراعاً فرنسياً: لقد كان جوهر خطاب ترامب هو العودة إلى الدولة الأمريكية في مقابل العولمة واتفاقياتها وتحالفاتها وتذويبها للحدود. وقد فعل الاستفتاء الإنجليزي الشيء نفسه بعد أن قدم ترامب النموذج. فرنسا تأتي بعد أمريكا وبريطانيا دائماً، وهي لا تقود اتجاهاً ولا تخترع السياسة. ومثلما كنا ما بين 1930 و1945 نشهد الصراع على العالم بين ألمانيا والولايات المتحدة، ها نحن نشهد الصراع نفسه. بالطبع ألمانيا اليوم أصغر من أن تنافس واشنطون بمفردها، لذلك فإن بناء أوروبا موحدة تقودها ألمانيا هي ضرورة لا غنى عنها. فرنسا الغارقة في ديون البنوك لا تستطيع أن تحذو حذو بريطانيا وتغادر الاتحاد. إذا تمكنت لوبن من تحقيق معجزة الفوز، فإن ذلك قد يعني رصاصة الرحمة على رأس الاتحاد الأوروبي ونهاية أوهام ألمانيا في بناء جسم منافس للولايات المتحدة والصين. وانتهاء فكرة العالم ثلاثي الرؤوس. ولكن ذلك لا يبدو معقولاً بأي شكل من الأشكال. أما المنتظر واقعياً فهو تعميق ذوبان فرنسا في الاتحاد الأوروبي، وزيادة حجم السفارة الألمانية في باريس التي ستؤدي دوراً أكبر في إدارة شوؤن فرنسا.
ليس ماكرون شخصاً فذاً من طراز استثنائي. إنه مرشح رأس المال الأوروبي وما تبقى من قوى عولمية بما في ذلك تلك التي تمثلها عائلة روتشيلد والإعلام الذي تسيطر عليه. ولعل سيرة ايمانويل ماكرون تشي بما يمثل الرجل وما يستند اليه: فقد درس الفلسفة وعمل، يا للطرافة، مديراً للاستثمار المصرفي في أحد بنوك روتشيلد، وتزوج امرأة غنية تكبره بعشرين سنة. إنه شخص فذ من ناحية قابليته لتنفيذ ما يطلب منه مهما يكن شيئاً قبيحاً تعافه النفوس. لذلك لا نظن أن الرجل سيشكل اية عقبة في وجه الرأس المال المعولم والهيمنة اليورو/ألمانية على فرنسا خصوصاً أنه قد حصل في الشارع الفرنسي منذ أسابيع على لقب "مرشح عائلة روتشيلد" للرئاسة الفرنسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معارك عنيفة لليوم الخامس في حي الشجاعية بمدينة غزة


.. الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق 20 مقذوفاً تجاه مستوطنات غلاف غز




.. شاهد: بعد غياب دام 50 عاما.. عودة مهرجان الفولكلور الملون إل


.. فرص وتحديات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة




.. -تنمو بشكل عكسي-.. طفلة تعاني من مرض نادر وهذا ما نعلمه عنه