الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء الضربة الامربكية لقوات النظام

حسن نبو

2017 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


انتهجت الادارة الامريكية في عهد الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما سياسة اللامبالاة تجاه مايحدث في سوريا من قتل ودمار وتشريد ... ولم تقدم على اتخاذ اي خطوة عملية ضد النظام الرئيس بشار الاسد ، لابل يمكن القول ان مجمل مواقف الادارة الامريكية السابقة تجاه النظام كانت تشجعه بشكل غير مباشر للاستمرار في خيار التشبث بالسلطة واستعمال القوة ضد معارضيه وعدم تقديم اي تنازلات لهم .
فبعد ان صرح عدة مرات بأن ( بشار الاسد فقد الشرعية ) وأن (أيام الاسد باتت معدودة ) تراجع عن التصريحات المهاجمة لبشار الاسد وشكك بالمعارضة وقدرتها على الانتصار على النظام ، وتبين انه غير مستعد لتقديم الدعم بأي شكل من الاشكال للمعارضة ، ورغم ذلك كان هناك اعتقاد بأن اي استعمال للسلاح الكيماوي من قبل النظام سيؤدي الى قيام واشنطن بتوجيه ضربات عسكرية للنظام من باب العقاب ، لأن ادارة اوباما كانت قد اعتبرت ان استعمال السلاح الكيماوي هو خط احمر ولايمكن لها السكوت في حال استخدامه من قبل اي كان . لكن ماحدث هو ان ادارة اوباما لم تقم بأي اجراء ذي صفة عقابية ضد النظام بعد استخدام الاخير للسلاح الكيماوي في الغوطة في اب 2013 ، واكتفت باللجوء الى تجريد النظام من ترسانة سلاحه الكيماوي بتشجيع من روسيا ، وقد بدا لاحقا ومن خلال استعمال النظام للسلاح الكيماوي بصورة محدودة في العديد من الاماكن الاخرى ان النظام قد ابقى على الكثير من اسلحته الكيماوية .
وفي ظل ضعف وارتباك الموقف الامريكي ليس تجاه الوضع في سوريا فحسب بل تجاه عموم مشاكل المنطقة ازدادت الامور تعقيدا وظهرت منظمات ارهابية عديدة في كل من سوريا والعراق ودول اخرى ، ابرزها تنظيم داعش او مايسمى تنظيم الدولة الاسلامية التي تمكنت من الاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي في كل من العراق وسوريا ، مما ادى الى اضطرار الولايات المتحدة الى القيام بانشاء تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا الذي اصبح يشكل تهديدا حقيقيا لمصالحها في المنطقة .
لم يطرأ اي جديد في السياسة الأمريكية تجاه المعضلة السورية بعد دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض ، فقد استمرت الادارة الجديدة في الحرب التي بدأتها ادارة اوباما على الارهاب . وقال الرئيس الجديد انه بات ينظر الى بشار الاسد على انه جزء من الحل في سوريا وليس جزء من المشكلة . لكنه بعد حدوث مجزرة الكيماوي في خان شيخون التي حملت الولايات المتحدة ودول غربية عديدة نظام بشار الاسد مسؤولية حدوثها والتي اسفرت عن اكثرمن مئة قتيل بينهم اكثر من ثلاثين طفل . وقد قال ترامب اثناء استقباله للملك الاردني عبالله الثاني في البيت الابيض انه غير نظرته وموقفه من الرئيس بشار الاسد كثيرا وشبه الاسد لاحقا بالجزار .
وبعكس ادارة اوباما لجأت ادارة ترامب الى قصف مطار الشعيرات الذي استعمله النظام في قصف خان شيخون بالسلاح الكيماوي بتسعة وخمسين صاروخا من نوع توماهوك كعقاب للنظام لاستخدامه السلاح الكيماوي ، وهو اول تحرك امريكي ضد بشار الاسد على الارض .
لماذا احجم اوباما عن ضرب قوات بشار الاسد بعد استعماله السلاح الكيماوي في الغوطة 2013 بينما اقدم ترامب على قصف احد مواقع جيش الاسد بعد استعمال الاخير السلاح الكيماوي مجددا في خان شيخون ؟
الاعتقاد الراجح هو أن الضربة الامريكية تهدف الى اثبات حضور الولايات المتحدة الامريكية كدولة عظمى في الأزمة السورية الى جانب روسيا ، وأن روسيا لاتستطيع ان تحميه فيما اذا ارادت الولايات المتحدة ان تتحرك بجدية في مواجهته .
ورغم الترحيب بالضربة الامريكية من قبل العديد من العواصم الكبرى في العالم كلندن وباريس وبون اضافة الى عواصم اخرى ، واعتبار ماحدث خطوة ايجابية ، الا ان من المبكر جدا القول أن ماحدث هو خطوة نحو تغيير النظام في سوريا وانهاء الحرب الدائرة فيها منذ سنوات وايجاد حل للصراع الدائر في ظل سيطرة روسيا وايران على الارض في سوريا واصرارهما على انهاء الصراع عسكريا لصالح نظام بشار الاسد وعدم رغبة الادارة الامريكية في القيام بالمزيد من الضغوط الحقيقية على النظام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا