الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الأنصار أو الصحوات فى سيناء ضد تنظيم الدولة

رياض حسن محرم

2017 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ما حدث هذا الإسبوع فيما يشبه الإنتفاضة المسلحة لقبيلة الترابين " أكبر قبائل سيناء" ضد داعش "بعد اشتباكات ومواجهات الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري" بين أفراد من القبيلة وعناصر تكفيرية في منطقة البرث جنوبي مركز رفح وتم عرض فيديو لحرق أحد قياداتهم، يعد ذلك منحى جديد فى الصراع ضد العناصر التكفيرية فى سيناء، والداعشى الذي تم حرقه هو "من أهم قيادات التنظيم"، وفقا لما نقل موقع "العربية.نت" عن مصدر قبلي اشار الى ان "أبناء القبيلة رصدوه وطاردوه، حتى وقع في أيديهم. وعلى الفور عمدوا الى حرقه، انتقاما لحرقه في السابق مواطنا سيناويا يدعى النحال ونقيب شرطة واثنين آخرين من أبناء المنطقة". وقالوا فى بيانهم "كان جزاؤه من جنس عمله، وهو قتله حرقا، ونشر الفيديو، مثلما نشر هو فيديو حرق ضحاياه كي يعرف زملاؤه من عناصر التنظيم أن الحرق آت إليهم"
وأكدت القبيلة، في بيان لها أنهم ليسوا بعاجزين عن الرد بقوة وأن علاقة القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء علاقة دين ووطن ودم، لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة، واختتمت برسالة لأبناء القبائل الأخرى، قائلة "ابتداء من تاريخ صدور البيان، على جميع عقلاء وحكماء القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء بالتواجد الفعلي فى الميدان وتشكيل خلية مشتركة لإدارة الأزمة على الفور وفي الحال وصف الجهود لرأب أي صدع يتسلل إلى عمق وجودنا ويهدد أمننا واستقرارنا"، إن انحسار الإرهاب مؤخرا، يرجع لقدرة القوات المسلحة على شل حركة “ولاية سيناء” ومهاجمته في بؤر عديدة أدت إلى إضعافه تنظيماً، بالتعاون مع عدد من أفراد القبائل في سيناء، الذين كانوا يساعدون الجيش كـ”قصاصي أثر”، لعناصر التنظيم الإرهابي.
في منتصف عام 2015، ظهرت مجموعة من أفراد القبائل السيناوية، أطلقوا على أنفسهم " فرقة الموت" (أو المجموعة 103 ) وقوامها مجموعة من شباب القبائل، وقد استهدفت المجموعة الـ "دواعش"، ويطلق عليها أيضا اسم "الصحوات" (في إشارة إلى اسم التجمعات العشائرية التي ظهرت في العراق بعد الغزو الأمريكي؛ لمواجهة عناصر تنظيم "القاعدة "، بدعم مباشر من قوات الاحتلال الأمريكي، منتشرة فى شوارع مدينة الشيخ زويد ومنطقة الكوثر وحي الزهور وموقف مواصلات المدينة وسط الركاب والأهالي، كان واضح للجميع أنهم يساعدون الجيش في حربه ضد “ولاية سيناء" ، وتطور الأمر إلى حمل هؤلاء الأفراد للسلاح وانتشارهم في شوارع المدينة علنا، وجاء تعاون أفراد القبائل مع الجيش كـ”مقاومة شعبية” في حربه، ما أربك حسابات تنظيم ولاية سيناء، خصوصاً أنه استمر في حربه النفسية وروج شائعات مفادها أنه قتل 40 شخصا من قبيلة الترابين، محذر باقي قبائل سيناء من الانخراط مع الجيش أو مساعدته، ولم تمر ساعات على بيان “داعش”، حتى نشرت قبيلة الترابين بيانا مضادا يُكذب ادعاءات التنظيم، معلناً الحرب عليه بشكل مباشر، حيث دعت جميع القبائل في سيناء للتوحد: "حان الوقت للوقوف صفا واحدا أمام هذا التنظيم الفاشي الذي لم يرحم شيخا ولا شابا وعاثوا في الأرض فسادا وتدميرا وترويعا للآمنين، وهذا لا يتناسب مع منهج الدعوة الإسلامية وهو الرفق واللين والرقة والرحمة ولا يقوم على العنف والشدة والغلظة والنقمة"، وتماهت لغة خطاب الترابين مع بيانات داعش ذات الجرس العالى والإسلوب التحريضى " فرجال الترابين ما يهابوا الميادين مثل الصقور بعاليات الجبالي، وسيوفنا على رؤوسكم صليلها عالي، ناحرة لرقابكم يا عايشين بالضلالي، وقلوبكم سوادة لرصاصنا، ودمكم مهدور بالعالي، ومرسالنا لكل من يساعد داعش بالقول أو بالفعل أو بالرصد فعليه تسليم نفسه فورا، فانتم معروفون لدينا، وأنتم يا من تلوثت أيديكم بدماء أبنائنا فنقول لكم لقد فات الأوان، والله غالب على أمره".
تعتبر الترابين أكبر قبيلة في شبه جزيرة سيناء وصحراء النقب بالنظر إلي عدد أبنائها وحجم انتشارها، وهم أكبر قبيلة بدوية في مصر ويبلغ تعداد البدو في مصر 2.6 مليون نسمة وينتشر أبناء القبيلة في كافة أنحاء سيناء وهم الأغلبية هناك حيث يبلغ عدد أفراد القبيلة وحدها حوالى نصف مليون نسمة، وتشكل القبيلة الغالبية العظمى للسيناويين فى منطقة الصراع "رفح – الشيخ زويد – العريش"، وسبق أن وجهت رسالتين، الاولى الى "قيادات "دواعش" سيناء لنقول لها انكم تعرفون المصير الذى ينتظركم، فسعروها نارا تحرق اجسادكم وتحرق قلوبكم. ونقسم بالله باننا سنشردنكم فى كل واد، ونتعقبكم في كل مكان، ونعرف مشعلي الفتنة الذين يرسلون المفخخات الينا، وعندنا اعترافات خطيرة "، الثانية "نمهل الجنود "الدواعش" للتوبة وتسليم انفسهم. ومن يسلم نفسه، فله منا الامان".
كذلك، دعت في بيان آخر "جميع القبائل في سيناء الى الاتحاد معها"، معتبرة أنه الى جانب "الترابين"، تمتد المواجهة الى قبائل "الفواخرية" و"الرميلات"، و"السواركة" و"المرميلا" وغيرها، وكان تنظيم "داعش" هدد في بيان أبناء قبيلة "الترابين"، بعد دعوتها القبائل الى الوقوف في وجه مجاهدي سيناء". وتوعدهم بالقتل لتعاونهم مع الجيش. وقال: "تحذر ولاية سيناء وتتوعد كل من اعد وشارك وبارك ورضي بهذه الدعوة، ايا يكن، بالقتل وحز الرؤوس، إلى قبيلة التربين، فقد جاء ردنا مكتوبا بالدم محمولًا على المفخخات، على كل من تسول له نفسه الوقوف في وجه دولة الإسلام وهي في طريقها لتطبيق شرع الله في كل بقاع الأرض، غير معتبرة للحدود الزائلة الطاغوتية، أو العصبيات الجاهلية القبلية"
إذن هى معركة حاسمة تخوضها قبيلة الترابين في شمال سيناء، ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث بدأ الصراع الأخير بين الطرفين، يوم 17 من أبريل المنصرم، عندما اشتبكت عناصر بالتنظيم مع أفراد من قبيلة ترابين، أسفرت عن إصابة سائق تابع للقبيلة بإصابات خطيرة، وقامت عناصر أخرى من داعش بتفجير مقر يخص القبيلة بقذيفة آر بي جي، كما استهدفوا سيارتين تحملان سجائر تابعتين لأحد أفراد القبيلة بمدينة رفح، وإثر ذلك، قام أفراد بالقبيلة بالاشتباك مع عناصر داعش، واختطاف بعضهم، لتتوالى الاشتباكات والمعارك بينهما، حتى خسر التنظيم أهم مواقعه برفح، وإثر ذلك رد أفراد قبيلة ترابين على الإرهاب، ونفذوا عملية انتقامية ضد عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس"، أشعل خلالها أفراد من ترابين النيران في جسد أحد عناصر التنظيم، وقاموا بتوثيق الرد بمقطع فيديو لتصفية العنصر التكفيري، ونشروه على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدها نشر تنظيم ولاية سيناء رسالة تهديد لأهالي "قبيلة الترابين"، وجاء نص الرسالة التي تداولتها اللجان الإلكترونية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي "إلى قبيلة الترابين.. إن الحرب لم تبدأ بعد وسترون أكثر من ذلك والباقي أدهى وأمر، لقد فتحتم على أنفسكم بابًا لن تستطيعوا أن تغلقوه إن ما ترونه الآن ليس إلا البداية".
ليس صحيحا كما يزعم البعض تشبيه الصراع بين قبائل من سيناء والتنظيمات الإرهابية بها بحروب التحرير الشعبية أو مجموعات الأنصار خلف خطوط العدو كما حدث فى الهند الصينية أو خلال الحرب العالمية الثانية، فقبائل سيناء وعلى رأسها الترابين ليسوا ثوارا ولا يحملون إديلوجية ثورية أو شبه ثورية ولكنهم فى المحصلة النهائية قبائل بدوية تعتاش فى الأغلب على التهريب وشكلت الى عهد قريب حاضنة شعبية للإرهابيين والصراع الحادث بينهما الآن جاء نتيجة خلافات إقتصادية فى الأساس زكتّها طريقة داعش الإجرامية فى التعامل مع القبائل من فرض نمط حياة متشدد وإستخدام أساليب الخطف والقتل وجز الرؤوس لإنزال الرعب فى القلوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة