الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط يتجه نحو الجحيم والمركز _ سوريا

لاوند ميركو

2017 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


صراعات الهيمنة الإستعمارية في منطقة الشرق الأوسط تسير في نفق مظلم بعد وصول الأزمة الدموية المعاشة منذ سنوات إلى مرحلة معقدة وفق تضارب المصالح الإقليمية والدولية بعد تدويل الأزمة لتسريع نهايتها ولكن المجريات تسير بعكس ما يشتهيه الجميع مايعني أن أكبر المستفيدين والمنتصرين هذا إن تحقق نصر ما سيخرج خاسرا أيضا إن استطاع أحد الخروج من هذا الجحيم القادم في الأيام المتبقيه من هذا العام.
هذه الرؤية تتكشف في تعقيدات التحالفات الناجمة عن المؤتمرات التي عقدت في العاصمة الكازاخية أستانا والتي تمارس فيها ضغوطات كبيرة على أطراف الصراع للقبول بمخرجاتها وتنفيذها بينما نجد أن الدول الضامنه وأقصد بالتحديد تركيا وإيران الوجهان المتناقضان إسلاميا وتحت أنظار روسيا بينما تأخذ التوجهات الغربية للولايات المتحدة وأوربا خطا مغايرا يتم التحضير له وهو ما ستكشفه نتائج زيارات ترامب إلى مراكز القرار الديني في العالم للأديان السماوية الثلاثة في السعوديه واسرائيل والفاتيكان وقد سبق هذه الزيارة قرار ترامب بحماية الأديان وممارستها في الولايات المتحده .
تجمع محاور الصراع وفرزها في قطبين رئيسيين بقيادة روسيا والولايات المتحدة كل على حده قد يوصل المنطقه إلى عين جهنم وانفجارها بشكل مدمر خاصة في تقاطع التناقضات الموجودة أفقيا وعاموديا في التوزيعات السوريه والتي مهدت لها المراحل السابقه من عمر الأزمة في سوريا بشكل خاص بينما حروب المناطق الأخرى من الشرق الإسلامي في ليبيا واليمن وباقي الدول التي شهدت ربيعها الأسود ما كانت سوى بازارات مواقف تحضيرا لهكذا مواجهة محتملة.
هنا بإمكاننا القول أن تركيا أكبر المستفيدين من أستانا _٤ في موضوع مناطق خفض التوتر أو المناطق الآمنة وقد كسبتها أمام محاولات الروس والإيرانيين قطع الطريق أمام التوجه الأمريكي نحو إيران لتحييد تركيا من لعب دور محتمل ضد ايران يصب في مصلحة الأمريكان هذا التنازل من قبل الروس استغلته تركيا لشرعنة عملياتها المحتملة للتخلص من عقدتها التاريخية المتمثلة بالفوبيا الكردية في الشمال السوري على وجه التحديد في مناطق عفرين والجزيرة وكوباني بشكل خاص بذريعة محاربة الفصائل الإرهابية وهو أحد المفردات التي تم التوقيع عليها في أستانا مايعني توجه محتمل نحو إبادة عرقية جديدة على غرار المذبحه الأرمنية عام ١٩١٥ وأكثر يكون فيها الكرد هذه المرة الضحيه المرتقبه وأمام القلق والإنزعاج الدولي فقط.
طبعا تبقى هذه الرؤية من زاوية واحدة أما من الجانب الآخر ولتجنب هذه المذبحه وقطع الطريق أمام السياسات التركية يتحتم على الكرد العمل ضمن خيارين لا ثالث لهما الأول التوافق مع النظام السوري وهو من مصلحة الطرفين على المدى القريب والبعيد والثاني الإنخراط الكامل في دائرة السياسه الأمريكية وذلك لتناقضها مع التوجه الروسي التركي الإيراني في المنطقة .
تقسيم سوريا سيجنب شعوبها والمنطقة كارثة كبرى في تحييد تقاطع مصالح الهيمنة والنفوذ بين القطبين الرئيسيين وهي الخطوات التي نشهدها اليوم لأن القضية باتت أكبر من صراع مذهبي أو عرقي الذي تم استغلاله من قبل أصحاب النفوذ هنا تبقى فدرلة سوريا الضامن الوحيد لتجنب التقسيم وافشال المخططات التركية وانقاذ الأكراد من عملية إبادة عرقية محتملة وإخراج سوريا كلها من عين العاصفة ومركزها ونقلها إلى تركيا كأقرب طريق لجميع السياسات الإقليمية والدولية ينتصر فيها الجميع وتخسر تركيا فقط بينما بقاؤها في سوريا المنهكة ستؤثر على جميع دول المنطقة بلا استثناء.
وبين ترامب القادم من الغرب وبوتين القادم من الشرق يبقى شلال الدم مستمرا في النزيف يؤجج جحيم المنطقة على رؤوس ساكنيها عربا وكردا وتركمان وسريان وبمختلف الطوائف والأديان وتستمر مآسي الشرق بأبشع أشكالها في ظل اختفاء نوايا إخماد الحريق المشتعل منذ ستة سنوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم