الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الارهاب - ممارسة سلطة وتآمر حكّام ,وليس بيئة شعبيّة

الأستاذ الأسعد بنرحومة

2017 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لقد مرّ الاستعمار بمراحل متعدّدة ومختلفة في الأسلوب والدّعاية والتطبيق , فبعد الاستعمار العسكري المباشر مع بدايات القرن التاسع عشر وحتّى منتصف القرن العشرين جاءت فترة أخرى من الاحتلال وبسط النفوذ لكنّها كانت تتمّ تحت شعارات " تحرير الشعوب وحقّها في تقرير المصير " , وكانت تتركّز كامل تلك المرحلة على عمالة الحكّام وخياناتهم , ومع ارتفاع مستوى الوعي لدى الأمّة وجد الغرب وأميركا أنفسهم مضطرّين مرّة أخرى لتغيير أساليب الاستعمار وكانت شعارات " محاربة الاستبداد ودعم الاصلاح ونشر الدّيمقراطية " , وأمام الفشل الذّريع للدّيمقراطية والقائمين عليها في بلادنا , التجأت الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها أوروبا " فرنسا وبريطانيا وألمانيا خاصة " لأسلوب آخر يستعملونه بالتوازي مع جهود التضليل الفكري والسياسي , وهو " الارهاب " أي ارتكاب أفضع جرائم القتل والاغتيال والتفجير بتواطئ كامل مع حكّام المنطقة ثمّ نسبتها للمسلمين أو لشقّ منهم من أجل تشويه صورتهم بين الناس وتشويه الاسلام وتصويره على أنه دين القتل والدماء فيسهل مع ذلك تمرير المشاريع الاستعمارية الأجنبية في البلاد وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها ...
فعن اختراق الجماعات المسلحة قال الضابط السابق في المخابرات العسكرية وعضو بعثة الأمم المتحدة المستقيل أنور مالك : "ان المخابرات الجزائرية كانت حريصة على لقاء ضباط من المخابرات الفرنسية حيث كان النظام الجزائري يطمئن الفرنسيين بأن الجهاز العسكري المخابراتي الجزائري يتحكم في وضع تنظيم القاعدة في المغرب ,وله امكانيات اختراق أي تنظيم قد يخرج للوجود سواء في ليبيا أو غيرها". وقد سبق أن تحدّث عدد من السياسيين كالعربي زيتوت مثلا عن دور النظام الجزائري في خدمة أهداف أميركا هو صناعة جماعات مسلحة واختراق أخرى ثم اطلاق صفة "الارهابية "عليها بعد ارتكاب سلسلة من الجرائم لتكون بعد ذلك مبررا للقبول بأي قواعد عسكرية غربية أمريكية أو غيرها تحتل البلد وتفرض عليها استعمارا بشعا بوجه الديمقراطية والدولة المدنية .وهو ما كشفه مسؤول سابق في وزارة الداخلية التونسية للشروق 30-12-2013ي"اذا وقع أي تفجير في الأماكن العامة أو فندق أو ساحة أو مركز تجاري فهو من تدبير المصالح الأمنية المختصة لوزارة الداخلية التي تسعى لتأزيم الوضع والهاء الشعب التونسي حتى يعطوا انطباعا أن الارهاب قد انتشر في تونس ,وأن القاعدة تغولت ,وبعدها يهيئون للتدخل الأمريكي والمارينز على أرض تونس". وفعلا عن طريق ملف"الارهاب"وقع فرض مجموعة من القرارات التي ترهن البلاد للمؤسسات الاستعمارية كقرارات الاقتراض من صندوق النقد الدولي وكذلك فرض قوانين قمعية قهرية باسم مكافحة الارهاب ,هذا الى جانب التضليل للقبول بالديمقراطية الغربية وابعاد فكرة الحكم بالاسلام .ليس ذلك فقط بل من خلال ارتكاب أنظمة المنطقة لمجموعة من المجازر في ليبيا وجبل الشعانبي والتخويف من الارهاب وقع استقدام عناصر المارينز الأمريكي للبدء في انشاء قواعد عسكرية استعمارية بحجة "الدعم اللوجستي والمساعدة في مكافحة الارهاب", وهذا سبق أن أكدته العديد من وسائل الاعلام ,فقد سربت جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 30ديسمبر2013صورا من التراب التونسي عن القاعدة العسكرية الأمريكية وفيها تواجد اطارات وضباط ساميين أشرف عليهم خبراء من وكالة التجسس الأمريكية ,كما تم جلب عتاد وأجهزة متطورة تمثلت في طائرات بدون طيار .تنطلق هذه الطائرات الأمريكية من منطقة "طبرقة"التونسية باشراف أميركي وموافقة من القيادة العسكرية التونسية لتصل الى عنابة والطارف وتبسة.
كيف يصدق عاقل أنه رغم وجود الطائرات الأمريكية بدون طيار الراصدة للمنطقة ,ووجود مناظير الاستطلاع المتطورة ,مع آلاف الجنود من تونس وآلاف الجنود الآخرين من الجزائر ,هذا علاوة على المدفعية والطيران الحربي , ومع ذلك يتحرك الارهابيون بحرية ويسر ,بل دائما يضربون ويعودون الى قواعدهم سالمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا يمكن هذا الا في حالة واحدة أن يكون الارهابيون من بين هؤلاء... صحيح أن مسؤولي وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ورئيس الجمهورية نفوا دائما وجود قواعد أمريكية على الأرض ,لكن الحقيقة تثبت عكس ذلك , فالى جانب تصريحات المختصين وتسريبات وسائل الاعلام فان العميد موسى الخلفي المدير السابق للمخابرات العسكرية التونسية وفي تصريح له لجريدة آخر خبر أوردته "الخبر"الجزائرية يوم 19-2-2014 وكان ذلك اثر استضافته في برنامج "لمن يجرؤ فقط" قال فيه"ان الأمريكان في تونس يعملون على تهيئة المستشفيات القادرة على علاج جرحاهم في عمليات محاربة الارهاب على غرار مستشفيات الفوار والذهيبة ورمادة شرق البلاد".وقد أكدت سابقا السفارة الأمريكية وجود أعمال ترميم يقوم بها الجيش الأمريكي لبعض المستشفيات التونسية في الجنوب.وأضاف العميد موسى الخلفي "بأن الأمريكان أمدونا بالطائرات بدون طيار ,وهم من يقومون بتشغيلها ".
انّ النظام في تونس هو نفسه النظام في الجزائر والمغرب وفي باقي البلاد الاسلامية ,نظام تافه رديء مقيت ظالم لأنه وجه من وجوه الديمقراطية الكالحة والدولة المدنية الفاشلة , وحكام هذه الدول الكرتونية ليسوا الا عملاء مأجورين تافهين لا تجب طاعتهم ولا يعقل أن يظل الناس يطلبون رضاهم وينتظرون منهم فتاتا وهم أصحاب الأرض والقرار .
هؤلاء الحكام العملاء ومهما اختلفت الأسماء هم من قدموا البلاد على طبق من ذهب للمستعمر الغربي الكافر بقيادة أميركا ,وهم من خلال تورطهم في السير وراء شعار أمريكي رفعته من أجل الاستعمار ,شعار"الحرب على الارهاب".وهذه القواعد الغربية التي يعمل على ايجادها في أراضينا من أجل حفظ مصالح الكفار واذلال شعوب المنطقة لم تكن لتحصل الا بموافقة هؤلاء العملاء وبتواطئ منهم ,فهم يوقعون اتفاقيات الاستعمار من جهة ,وتخرج أبواقهم المسعورة لتنفي هذا التواطئ من جهة ..وثمرة هذه الأجواء الارهابية التي صنعت عمدا في البلاد ,وفي 20-11-2013رئيس الحكومة السابق علي لعريض استقبل بقصر الحكومة بالقصبة قائد القوات الأمريكية "أفريكوم"الجنرال "ديفيد رودريغيز" وذلك بحضور وزير الدفاع رشيد الصباغ وسفير أميركا جاكوب والاس.وكشف الجنرال الأميركي في تصريح صحفي أن اللقاء دار حول مسائل أمنية تمت مناقشتها ".وفي 1-4-2014 جاءت زيارة رئيس الحكومة المهدي جمعة لأميركا في اطار "الحوار الاستراتيجي"معها حول سبل السير في ملف "الحرب على الارهاب" وما يعنيه ذلك من السير وراء خدمة أهدافها الاستعمارية في البلاد. وللضغط على الشارع من أجل تقبل فكرة تواجد ضباط المخابرات الأجنبية وعناصر من المارينز الأمريكي بحجة مساعدة الدولة في مكافحة الارهاب ,تعمل المؤسسات الأمريكية على الاستفادة من أجواء الخوف المسيطرة على الناس مع تصاعد الحرب في ليبيا وتصاعد وتيرة الأعمال الاجرامية في جبل الشعانبي وغيرها والمتورطة فيها هذه مختلف أجهزة المخابرات ,فتصدر البيانات ونتائج الدراسات بما يخدم أهداف أميركا الاستعمارية ,فهاهو معهد واشنطن الدولي وفي جانفي2014 يجعل من تونس تحتل المرتبة الثالثة عالميا في تصدير الارهابيين بعد كل من السعودية وليبيا .وهاهو مركز دراسات الأمن الشامل ذي العلاقة بمؤسسات استخبراتية غربية وأمريكية ورئيسه نصر بن سلطانة يقول"بعد القاعدة داعش قادمة الى تونس".مع أنه الى جانب الشهادات التي رأيناها والتي تؤكد تورط كل من أنظمة المنطقة وخاصة النظام الجزائري الى جانب أجهزة الاستخبارات الغربية والأمريكية في مختلف أعمال القتل والعنف ,الى جانب كل هذه الشهادات فانه وبحسب تقرير أمني أعدته مصالح الاستخبارات المختصة في مكافحة الارهاب بالدنمارك نشرته صحيفة"البلاد"الجزائرية جاء فيه:" ان الدنمارك لا تؤمن بخطر ارهابي اسمه داعش في الجزائر "وأضاف التقرير:"ان تنظيم ما يسمى "جند الخلافة" يبحث عن تحقيق الصدى الاعلامي لا غير مادامت كل التقارير الأمنية تشير الى أن عدده لا يتجاوز 15فردا".* طبعا أمام الانتشار العسكري المكثف سواء على الجانب الجزائري أو التونسي ,بالاضافة الى التجهيزات الحديثة والمختلفة , مع وجود وكالة الاستخبارات الأمريكية وغيرها والطائرات مختلفة الأنواع فانه ليس 15 فردا فقط ,بل حتى عشرات المئات من الارهابيين لن ينجحوا في الاستمرار لأكثر من سنتين في المقاومة وليس كما نرى التنقل بحرية والضرب في أكثر من مرة .
ومرة أخرى يتأكد بالأدلة الدامغة بأن "الارهاب" خرافة لا وجود لها , وأنه مجرد وهم صنعوه لخدمة أهداف المستعمر الكافر بقيادة أميركا التي تعمل لتجديد استعمارها باسم خديعة الربيع العربي .وما يحصل من قتل وجرائم وسفك للدماء واستهداف لأرواح الأبرياء واغتيال ليس الا عملا من أعمال أجهزة هذا الدول القائمة الآن بالاشتراك والتواطئ مع أجهزة الاستخبارات الغربية وعلى رأسها وكالة الاستخبارات الأمريكية .وأن ما يحدث في ليبيا من حرب واقتتال بين مختلف الجماعات المسلحة ما هو الا نتيجة عمل هذه الوكالات الاستخبارية الغربية بعد نجاحها في اختراق جميع الأجهزة .فأميركا تثير الفتن والحروب وتصنع الارهاب وتحميه بتواطئ كامل من هؤلاء الحكام وذلك من أجل فرض ما يسمى بالديمقراطية الفاسدة وايجاد القواعد العسكرية للتحكم في المنطقة وخيراتها ,وقبل كل ذلك هو استمرار في الحرب التي أطلق عليها الرئيس الأميركي "الحرب الصليبية الجديدة" .فهي استمرار للحرب على الاسلام والمسلمين .
آن الأوان ,ليس للشعب فقط , بل لمختلف الأجهزة العسكرية والأمنية في البلاد أن تعي على خطورة هؤلاء الحكام بتواطئهم مع الأعداء من الغرب الكافر الذي لا يهمه الا مصالحه .آن الأوان لهؤلاء أن يدركوا خطورة القبول بفكرة العمل مع الأعداء المجرمين من ضباط المارينز أو ضباط المخابرات مهما كانت الذريعة.آن الأوان لهؤلاء أن يدركوا أن هؤلاء الحكام تتخذ منهم وقودا لحرب لا تخدم الا أميركا ومن وراءها من الغرب الكافر.آن الأوان لهؤلاء أن يعوا أن هؤلاء الحكام يدفعون للقتل بحجة "مكافحة الارهاب"خدمة لأهداف الغرب الكافر.آن الأوان أن يدركوا أن من يصنع الارهاب موجودون بينهم وحولهم وفي كل مكان ..آن الأوان أن يدرك الناس والجند وقوات الأمن الداخلي بأن الارهاب ليس الا شعار رفعته أميركا من أجل تحقيق هيمنتها على المنطقة ,وأن الحكام ساروا في خدمتها باسم هذا الشعار.وكما قال الضابط الجزائري أنور مالك:"حيث ما يكون النفط تجد الارهاب,وحيثما يكون الارهاب تتواجد أميركا عسكريا واستخبراتيا وأمنيا ودبلوماسيا وسياسيا .وطبعا كما نعرف أن النفط الافريقي عموما يعتبر العمود الفقري لأميركا المدمنة على النفط كما وصفها جورج بوش الابن .لذلك فان مشكلة أميركا هي الهيمنة على مصادر الطاقة وتأمين النفط من خلال ايجاد قواعد لها ,لأنها لا تثق في الأنظمة الحاكمة ولو كانت هي التي تعينها خصوصا بعد الربيع العربي .وهي تسعى من خلال وجودها لاجبار أوروبا على الرضوخ لها ولخياراتها الدولية في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م