الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماكرون رئيساً لفرنسا .... ليس مفاجئاً

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في انتخابات شهدت امتناع ملايين من الفرنسيين عن التصويت أو الاقتراع بالورقة البيضاء فاز مُرشح الشرائح الطبقية الصناعية العليا وتحالف النخب المالية والبنكية والاستثمارية لقوى العولمة والنيوليبرالية الحديثة , في وجه التهديد الذي تواجهه المؤسسة السياسية والطبقية الحاكمة من تنامي القوى السياسية الراديكالية في فرنسا , سواء في اليمين القومي الراديكالي العنصري المعادي للعولمة والمُؤيد لخروج فرنسا من الاتحاد الاوروبي .. أو من جناح اليسار الاشتراكي الراديكالي في الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي دخل في تحالف مع الحزب الشيوعي الفرنسي , وقاده بقوة في الجولة الاولى من الانتخابات جان لوك ميلينشون في ظروف سئم فيها الفرنسيون من الطبقة العاملة والوسطى من تسلط وهيمنة ما يُعرف بيسار الوسط على الاشتراكية الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي , وتخلي يسار الوسط في السنوات الاخيرة بقيادة فراسوا هولاند عن أبسط مبادئ الاشتراكية الفرنسية .
وهنا تيقنت المُؤسسة الطبقية والسياسية الحاكمة في فرنسا مع التنامي الواضح والمُتزايد لشعبية الاتجاهات الراديكالية في المجتمع الفرنسي , أنه لا بد من اجراء تغيير رئيسي في كيفية دعمها للحملات الانتخابية الرئاسية , بما يضمن هيمنتها على القرار السياسي .. ليظهر على الساحة السياسية في فرنسا وعلى نحوٍ شبه مفاجئ المُرشح الرئاسي إيمانويل ماكرون والذي لم يكن معروفاً لدى الاوساط السياسية والاعلامية في فرنسا لعدم انتمائه لاًي من الاحزاب السياسية التقليدية الفرنسية قبل ترشحه , رغم أن خلفيته السياسية بين عامي 2006 و2009 تعود الى الحزب الاشتراكي الفرنسي ... كما شغل بعض المناصب في فترة رئاسة هولاند من أهمها وزيراً للاقتصاد والصناعة حيث برع في المجال الاقتصادي والمالي والاستثماري ... ليستقيل بعد ذللك من منصبه كوزيراً للاقتصاد والصناعة ويقوم في ابريل من عام 2016 (في فترة زمنية تقل بكثير عن عام من ترشحه للرئاسة) بانشاء حركة تجمع سياسي أطلق عليها اسم " الى الامام " .. والتي تُعتبر من أهم الحركات السياسية الفرنسية الحديثة التي تلقت دعماً اعلامياً كبيراً وانتشرت على نحو مُفاجئ في فرنسا ..... ليدعمها ماكرون بعد ذلك بنشر كتابه الشهير في نوفمبر من عام 2016 الذي أصدره تحت عنوان " الثورة " .
من كل ما تقدم يُمكننا القول أن ماكرون هو بلا شك صنيعة النخبة السياسية والطبقة الحاكمة في فرنسا التي تخلت تكتيكياً عن دعمها للاحزاب التقليدية الفرنسية بعد أن سئمها الشعب الفرنسي مع انهيار شعبية اليسار الفرنسي التقليدي وفضائح الفساد التي طالت مُرشح اليمين اللبرالي الاكثر شعبية في فرنسا فونسوا فيون ... ليقدمه الاعلام الفرنسي (أي إيمانويل ماكرون) الذي تُسيطر النخبة السياسية الحاكمة على أنه مرشح الوسط مع تزايد التوتر في الحملات الانتخابية للرئاسة الفرنسية .... وبالتالي فعلينا في العالم العربي أن لا نتوقع تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الفرنسية , ولا سيما فيما يتعلق بالازمة السورية ... وقد نرى في هذا المجال المزيد من التنسيق بين الاتحاد الاوروبي وحليفه الامبريالي في الولايات المُتحدة, ولاسيما فيما يتعلق بمواجهة التحالف الروسي الايراني في الشرق الاوسط ... والمزيد من الدعم والمُساندة للكيان الصهيوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات