الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق السجين في العراق ... خرط قتاد

رياض البغدادي
الامين العام للحركة الشعبية لإجتثاث البعث

(Riyadh Farhan)

2017 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حسين مازن الشامي قضية مهمة واجزم ان الاهتمام بها يجب ان يكون اهتمام فوق العادة ليس لاني اعتبر ان ما اشيع حول مقتله رحمه الله صحيح،ولا يعني بأية حال من الاحوال اني اقف بالضد من الاتهامات التي وجهت الى الشرطة الذين قاموا باعتقاله ،اي اني وبكل بساطة لا اريد ان ازج قلمي في معترك الاتهامات المتبادلة بين اولياء الضحية والمتهمين بقتله، لانها قضية سيحسمها حتماً القضاء، وليس من الصحيح ان نستبق الحكم القضائي ونجعل منها قضية اعلامية وننتهك بذلك حرمة المتوفى رحمه الله تعالى ....
انما اريد ان اتكلم عن شيء آخر اشعر ان وقت هذه الحادثة وقت مناسب لطرحه ولانه ذو ارتباط وثيق بقضية المرحوم الشاب حسين مازن الشامي بما يتعلق بحقوق السجين والمعتقل سواء ثبت جرمهم ام لم يثبت ...
الكلام في قضية حقوق الانسان ( السجين ) كلام فيه شيء من الصعوبة لاسباب كثيرة ..منها ما يتعلق بالسجين ومنها ما يتعلق بالجرم الذي ارتكبه ،وكذا الحال بمايتعلق بالضحية واولياء الدم والطرف الثالث المهم في القضية هي الحكومة التي يدخل السجين والسجان في دائرة مسؤولياتها.
لايمكن الكلام في حقوق ( السجين ) ما لم تكن هناك ثقافة اجتماعية تتقبل هذا العرض الذي بدأه الامام علي عليه السلام في قضية اعتى مجرم عرفه التأريخ الانساني واعظم جريمة تعرضت لها الحضارة الاسلامية، ألا وهي جريمة اغتيال الامام علي (ع) وفي خضم ذلك الصراخ والعويل الذي لم تعرفه الكوفة في تأريخها ،وفي ذلك الجو المشحون بالغضب وروح الانتقام للإقتصاص من المجرم ابن ملجم المرادي، يصدح صوت علي صوت الانسانية الخالد كما هو منقول في كتب الرواية :" اسيركم اسيركم ... أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي، وإن أنا مت فاضربوه ضربة ولا تزيدوه عليها ولا تمثلوا بالرجل، فاني سمعت رسول الله ( ص واله ) يقول المُثلة حرام ولو بالكلب العقور "..
هذا درس يقدمه الامام علي للمحافل الدولية وللحضارة الانسانية وهو يلفظ انفاسه الاخيرة ويودع اهله ومحبيه وسوائل المخ من رأسه تسيل من اثر الضربة الناصبية التي اقترفها اللعين ابن ملجم المرادي ...
الان السؤال المهم الذي لا يود سماعه اكثرنا وانا منهم بالطبع : (هل يمكننا ان نتقبل هكذا ثقافة علوية ونحن نمسك بالمجرمين الدواعش الذي ابادوا الحرث والنسل وعاثو بالارض فساداً ؟
هل يمكنني ان اعمل بوصايا علي امير المؤمنين وانا امسك من عذّب والدي حتى استشهاده في مديرية امن الموصل أحد ايام العام 1994؟ او من عذبني في مديرية امن الكرخ او من عذبني وعذب اخواتي وخالتي وعمتي في معتقل الرضوانية في عام 1991؟
وهل ستتقبل عمتى او اختي وانا اعامل من قام بتعذيبهن بحسب وصايا علي (ع) ان ارفق واسقي واطعم في مثل هذه الحال؟!!
لهذا اقول وبكل جرأة نحن بحاجة الى ثقافة حقوق انسان على الطريقة العلوية ،وليس طريقة تعدد المكاييل التي تمارسها المحافل الدولية ومنظمات حقوق الانسان .
كما يجب ان لا ننسى الطرف المهم بهذه القضية الحساسة وهو ( الضحية )، الضحية التي عرجت روحها الى بارئها، او الضحايا الذين فقدوا أجزاءً من اعضائهم، او الذين عاشوا بقية حياتهم بما تبقى لهم من عقل او وضع نفسي متدهور او حتى جنون ، لابد ان ننصفهم ونأخذ لهم حقهم لتعويضهم عن تلك المعاناة التي عاشوا برفقتها العمر الوحيد الذي منحهم اياه الخالق تعالى ، عمراً واحداً ، واحداً فقط ،وانتهى بالعذاب والتمييز والاستبداد ومصادرة الحريات والأموال ...
اننا امام كارثة انسانية واجتماعية لابد ان نواجهها ، اعترف ان الحديث عن حقوق السجين المجرم الداعشي على سبيل المثال صعب في هذا الوقت بالذات ونحن نعيش تفاصيل جرائمه وآثارها نرى الايتام والارامل والفقر والتهجير وخراب المدن ،وهل بعد قتل الانسان جريمة ذات اهمية ؟
نعم صعب الحديث عن ذلك.. لكنها كلمة لابد ان تقال ولهذا استحدث العهد الجديد مفوضية حقوق الانسان ليقع على عاتقها رصد الخروقات والتعامل معها بشكل قانوني بل وتبني متابعة تلك الخروقات والتحقيق فيها لتكون جهازا سانداً للقوة القضائية ولا تقف مسؤوليتها عند هذا الحد بل ويقع على عاتق مفوضية حقوق الانسان اشاعة الثقافة التي غيبها النظام البعثي البائد - ثقافة حقوق الانسان - وبالرغم من المتاعب التي تواجهها هذه المفوضية الا انها اثبتت قدرتها على تحمل هذه المسؤلية العظيمة ولا يمكنني وانا امر على مفوضية حقوق الانسان من دون الاشارة الى الجهد التي يبذله الاستاذ جواد الشمري المسؤول الاعلامي للمفوضية والمعانات التي يتحملها اضافة الى الاتهامات والتسقيط المتعمد والغير متعمد بسبب ظهوره الاعلامي التي يشرح فيه جهود المفوضية ومتابعتها لكل القضايا التي ترد عليها والشكاوى التي تصل لها ...
اننا في العراق بحاجة الى مشروع حكومي يتبنى اشاعة ثقافة حقوق الانسان ، الانسان المجني عليه والانسان الجاني ولابد ان تكون هناك عدالة في ضمان تلك الحقوق فليس من المعقول ان نطالب بحقوق الجاني ونترك المجني عليه وعائلته يستجدون حقوقهم ....
اننا امام مسؤولية عظيمة يجب ان نسعى وبكل ثقة وشجاعة الى تحملها حكومةً وشعباً ...

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا