الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات قلم-1-

عزالدين اللواج

2017 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


-1-
عندما تبدأ الحرب الأهلية في مجتمع ماقبل رأسمالي ، مثل مجتمعنا ،يتحول سؤال الشرعية إلى عائق مدمر ،لأي محاولة للتوافق السياسي ، لأن كل طرف من الأطراف المتنازعة على ملكية الشرعية ،سيتوهم وجود ميدان تواصلي متطورغير موجود على أرض الواقع ،وسيفكر بأدوات صراع ينتمي لمجال سياسي ، يتمتع بمسار ديمقراطي ناضج ومنفتح عمليا، وبالتالي فإنه في حالة وجود إرادة للتوافق إبان حرب تنتمي لمجال سياسي ما -قبل رأسمالي ، يفترض أن يكون التفكير في تداعيات سؤال الشرعية ، يرتكز على تكتيك تفاوضي يقدم المشكلة أو المهم"إنقاذ الوطن " على الإشكالية "جدل الشرعية "، والتقديم هنا لايلغي حق كل طرف في الدفاع عن مبرراته المتعلقة بشرعيته ،بقدر ما يكون رافعة تفاوضية آنية ، تمكن الفاعلون في الحرب من التواصل ، والانتقال من مرحلة الصراع العنفوي المادي "المسلح " ، إلى مرحلة الصراع العنفوي الرمزي "غير المرئي"، هذا الأخيرالذي يتطلب وجود تقنيات نظرية وتطبيقية قادرة على توجيهه نحو مسار إنقاد الوطن .

-2-
يصفونه في ليبيا بإعلام الفتنة ، لأنه باختصار يقوم بمهمة صناعة الرأي في لحظة تاريخية ، بلغت فيها التشكيلات الاجتماعية ذروة صراعها وتشظيها المجتمعي .
قد يكزن من الطبيعي في الحروب الأهلية ،أن يصف كل طرف إعلام خصمه بإعلام الفتنة ،ولكن من غير الطبيعي أن تكون الكفاءات والقدرات المهنية الموجودة في كل طرف ،رهينة لخطاب الجهل المعرفي المقدس ،ذلك الخطاب الذي تقصي فيه الوظيفة الاجتماعية للخطاب الإعلامي وظيفة التفكير الابستمولوجي ، هناك حيث لامجال للتفكير في التفكير ،وحيث لامكان إلا لخطاب وهم امتلاك الحقيقة ، الذي تتحول فيه لذة النجاح في توجبه جماجم القطيع ،إلى وباء فتاك يرتكز على أسطرة خطابية تدمج الوقائع التي يقبلها المنطق بالكذب وتقنيات التلاعب بالعقول ،أسطرة يدعي منطوقها أن غايته تأسيس دولة القانون والمؤسسات ، وتجقيق الأمن والاستقرار ،في حين أن تفكيك مضمره يشي بأن الغاية هي تعزيزالدولة اللا معرفية العميقة ،دولة اغتيال مستقبل الوطن .
-3-
الموقف من الحدث السياسي ، يعتمد على المرجعية المعرفية لمتخذ الموقف ، وآفة هذه الأخيرة ، تكمن في معادلة تبسيطية واختزالية ، مفادها إذا قمنا بالفعل " a"
فإننا سنحصل على الفعل "b"بسهولة ، وأنه لامساحة للصدفة ولتبادل الأدوار مابين المحتمل وغير المحتمل.
-4-
أثناء الحديث عن خصوصية حضارتك ،لايوجد أسوأ من أن تنتقد تمركز الآخر على ذاته العرقية ،ثم تسقط في نفس الفخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه