الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس على المكشوف

حمزة الشمخي

2006 / 1 / 28
القضية الفلسطينية


بعد الفوز الإنتخابي الكبير التي حققته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس ) ، بالإنتخابات الفلسطينية التشريعية والتي حصلت فيها على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني ، وهذا مما يجعلها في الموقع الأول لتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة .
وهكذا أصبحت حركة حماس ، بعد الإنتخابات التشريعية ، من فصيل مقاوم ورافض للوجود الإسرائيلي وعدم الإعتراف به وبكل الإتفاقيات والمعاهدات السلمية الفلسطينية الإسرائيلية التي إبرمت من قبل بين الطرفين ، الى حركة من المفترض أن تشكل الحكومة الفلسطينية القادمة وتقودها .
فكيف إذن ستتعامل حركة حماس اليوم ، مع الشريك الإسرائيلي وهي في موقع الحكومة والقرار ؟ ، فهل ترفض التعامل ومواصلة الإتصالات واللقاءات مع الطرف الإسرائيلي الذي يشكل أحد طرفي حل الصراع التأريخي ، الفلسطيني الإسرائيلي ؟ ، أم إنها ستتخلى عن سياساتها الحالية وتنخرط في العملية السياسية السلمية كما فعلت حركة فتح من قبل وغيرها من المنظمات الفلسطينية الإخرى ؟ .
لذلك فأن حركة حماس اليوم ليست حركة حماس الأمس ، حيث إنها وبالضرورة ستكشف عن كل الوجوة الملثمة التي كانت تظهر على شاشات التلفاز ، أو في المناسبات الفلسطينية المختلفة ، لأن هذه الحركة قد تحولت بعد فوزها الإنتخابي الكبير ، من حركة معارضة فلسطينية ومقاومة للإحتلال الى حركة مكلفة بتشكيل الحكومة الفلسطينية ، والتي يجب أن تتعامل مع كل محيطها العربي والإقليمي والدولي بما فيها العدو الأول لها إسرائيل .
بإعتبارها حكومة فلسطينية وتمثل فلسطين والفلسطينيين في كل المحافل العربية والدولية ، ولا يمكنها أن تبقى بنفس الوضع السياسي والتنظيمي والعلاقاتي والإداري السابق التي كانت عليه من قبل ، أي قبل الإنتخابات التشريعية ، فالأمر يختلف هنا جذريا ، ما بين حركة المقاومة بالأمس وحركة تقود الحكومة اليوم.
حيث أصبحت مهمات حركة حماس اليوم ، أصعب بكثير من قبل ، لأنها أصبحت وجها لوجه أمام شعبها الفلسطيني والعالم أجمع بما فيها إسرائيل ، فهل أن حركة حماس قادرة على مواصلة قيادة الشعب الفلسطيني وصولا الى تحقيق دولته الوطنية الفلسطينية المستقلة بالإتفاق مع الإسرائيليين ، وتوفير كل الظروف والمستلزمات الحياتية والخدماتية للإنسان الفلسطيني ، وتشغيل العاطلين عن العمل ، والقضاء على كل أشكال الفساد الإداري والمالي ، وإشاعة الحريات العامة ، ونزع السلاح من الجميع دون إستثناء ، من أجل إستتباب الأمن والهدوء والإستقرار في الأراضي الفلسطينية .
أمام حركة حماس مهمات وإستحقاقات كبيرة على الصعيد الداخلي الفلسطيني والعربي والدولي ، لا يمكن إنجازها إلا من خلال أن تعمل حركة حماس على تغيير إسلوب عملها وتبدل سياساتها وبرامجها وأعادة النظر في علاقاتها السابقة مع الدول والأنظمة المختلفة .
فهل ستكون حكومة حركة حماس القادمة مكشوفة الرأس ، أم إنها ستكون ملثمة كما كانت حركة حماس ولا تزال ؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو