الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطوط الحُمر يضعها الرجال الصادقون

اكرم بوتاني

2017 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لايزال السيد المالكي يعيش حالة التخبط ، فحلم رئاسة الحكومة التي تدر عليه المال والجاه ،لا تفارق خياله ، لكنه لايجد من يسانده في حلمه هذا ، فالكل ابتعدوا عنه والتفوا حول السيد العبادي وهذه طبيعة العراقيين ، حيث يتقربون من رأس السلطة لتحقيق منافع ومكاسب شخصية ، ولايرغب االسيد المالكي الاعتراف بهذه الحقيقة ، لذلك تجده مستمرا بسياسته اللاأخلاقية من كذب وخداع وتملق ونفاق وكأنه لايزال الشخص الاول في العراق .
تظهر حالة التخبط بكل وضوح في تحركات واجتماعات السيد نوري المالكي مع رؤساء العشائر الذين امدهم بالمال والسلاح عندما كان يترأس الحكومة ليكونوا له عونا وسندا في اوقات المحن ، ومرت به المحنة تلو الاخرى ولم تتحرك تلك العشائر لمناصرته ، ولا يمكن التغاضي عن الأموال الطائلة التي صرفها على تشكيل ميليشيات واجهزة امنية تابعة له والتي تقوم بأعمال اجرامية مخجلة ، منها على سبيل المثال لا الحصر خطف المواطنين الأبرياء الذين يشتبه وقوفهم ضد تطلعات نوري المالكي من منازلهم للتخويف والترويع ، وكل هذه التصرفات لن تأتي أكلها ولن يعود المالكي على رأس سلطة الفساد حتى اذا ما وافقت القيادة العليا في طهران ، فرئاسة الوزراء في عراق الطفرة كانت من صميم اختصاصات الولي الفقيه علي خامنئي قبل وصول السيد ترامـپ الى البيت الأبيض ، ولا رغبة لدى المالكي لتصديق هذه الحقيقة او حتى التفكير فيها ،لذلك تجده يسعى الى لقاءات واجتماعات غير مجدية ، ويركز في اجتماعاته على نفس الاكاذيب التي بدأ بها رئاسته للحكومة ، حيث يركز على احترام الدستور ويتفاخر بديموقراطية النظام وهو بتلك الاحاديث يستخف بعقول الجماهير ، فالديموقراطية التي يتحدث عنها والدستور الذي يتمسك به امام الحشود التي يجمعها ما هي إلا كذب ونفاق ورياء ، فنظام الطفرة الذي جاء بهؤلاء الفاسدين ليست له اية علاقة بالديموقراطية ، ومن المخجل ان يصف بعض الكتاب والمثقفين النظام العراقي بالنظام الديموقراطي ، فما نجده في العراق من ديموقراطية هي ديموقراطية إنتخابية وهذا الجزء المنظور من الديموقراطية مشكوك فيه ايضا دون ادنى شك ، حيث لم تخلوا كل الإنتخابات التي جرت في العراق من عمليات التزوير ، ومفوضية الانتخبات الحالية لها اليد الطولى في ذلك التزوير لذلك نرى السيد المالكي يتمسك بهذه المفوضية الموالية له متأملا عودته الى رئاسة الحكومة وهي تأملات لاتنفعه في شئ ، فخيوط اللعبة السياسية في العراق لم تعد بيد طهران وعليه ان يتجه نحو السعودية عسى ان يجد ضالته هناك .
لننظرالى ما قاله المالكي في لقاءه مع عشائر بابل (ضرورة العمل لتوحيد الجهود والوقوف بوجه من يحاول بث الفرقة والاختلاف بين العراقيين، مؤكدا ان وحدة البلاد خط أحمر، ولن نسمح لأحد المساس بوحدة وسيادة العراق.)
لاشك ان بث الفرقة والاختلاف بين العراقيين هي السياسة التي انتهجها المالكي طيلة فترة حكمه والتي دامت ثماني سنوات ، وهو الذي سلم المحافظات السنية الى داعش ، والهدف من ذلك كان القضاء على كبرياء العرب السنة ثم الأهم من ذلك هو القضاء على اقليم كوردستان وانهاء ما يسمى بالنظام الفيدرالي ، فالهدف الاول قد تحقق الى حد بعيد ودمرت المحافظات السنية كما خطط لها ، اما الهدف الثاني فكاد ان يتحقق في بدايته وهتك الدواعش اعراضنا وسُبيتْ نسائنا لكن تمكن الرئيس مسعود البارزاني بحكمتة من وقف ذلك الزحف الارهابي الخطير على الكورد واقليمهم الآمن ، عليه فالرسالة الاخيرة للسيد المالكي والتي يهدد بها الكورد ماهي الا تنمر غير مجدي ولايعيره الكورد اي اهتمام ولايستحق حتى الرد عليه ، وقد يكون كلامه هذا مفهوما جديدا لغويا ، اما من ناحية المضمون فهو قديم حيث انه جرب كثيرا ان يعادي الكورد من خلال قطع الميزانية عنهم وتفريق صفوفهم وحشد قوات عسكرية على حدود الاقليم لكنه لم يفلح في ذلك ، وإنما تمكن الكورد ومن خلال شخصية الرئيس مسعود البارزاني ان يضعوا للمالكي خطا احمر لولاية ثالثة ونجح الرئيس البارزاني بذلك وابعد المالكي عن السلطة ، فالخطوط الحمراء يضعها الرجال الصادقون اصحاب القيم الأخلاقية .


[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و