الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية -الحنين إلى المستقبل- والهجرة

محمد عمر يوسف القراعين

2017 / 5 / 16
الادب والفن


محمد عمر يوسف القراعين:
رواية "الحنين إلى المستقبل" والهجرة
بعد نكبة فلسطين، انحلت الحكومة، ولم يعد موجودا مجلس التعليم العالي الفلسطيني، الذي يشرف على الطلاب الخريجين، ويرسل من يستحقون في بعثات للدراسة الجامعية، فتقطعت السبل بهم، وأصبح عليهم تدبير أمورهم بأنفسهم، منهم من صحب الجيش المصري الذي انسحب من بيت لحم والخليل وغزة عائدا إلى مصر بعد الهدنة، للالتحاق بالجامعة هناك، ومنهم من اتجه إلى مصر بعد ذلك، لأن الحكومة أعفت الفلسطينيين من الأقساط الجامعية. أما البعض الآخر وأنا منهم، فقد فكر بالدراسة في أمريكا بلد العلم والمال، وذلك بتوفير تكاليف الفصل الجامعي الأول، مع إمكانية العمل بعد ذلك ومتابعة الدراسة.
بدوري عملت أربع سنوات منها سنة ونصف في السعودية، وحصلت على الفيزا لأمريكا لدراسة الهندسة، ثم عدلت عن السفر ليس خوفا من الوقوع في المشاكل، التي أشارت إليها الرواية، من زواج أمريكيات كما فعل نعيم من القدس وشريف من مصر، وتبعات ذلك من الخسائر والقضايا في المحاكم، ولا من السجن بسبب التورط في المخدرات أو التهرب من دفع الضرائب أو شراك المافيا. عدلت عن السفر اعتقادا مني أن الذي يذهب إلى أمريكا في ذلك الوقت، لا يعود إلى الوطن، وهذا ما جرى مع نعيم، الذي عاد إلى القدس مفلسا بعد خروجه من السجن، إلا أنهم رحّلوه على نفس الطائرة بعد وصوله إلى مطار اللد، لظنهم أنه جاء للإقامة كما فعلت زوجته حنان، وليس زائرا.

أعجبني الثلث الأول من الرواية، لأن الكاتب يقوم بدور إعلامي، ولو بطريقة غير مباشرة، بسرد ما يحدث للقادمين لأمريكا من طلاب علم مثل نعيم، وطلاب عمل مثل شريف، وجوني اللبناني التي أصبحت ابنته المراهقة تعود للبيت بعد منتصف الليل، وتقول له إنها حرة. كلهم انتهى بهم المطاف إلى نزلاء سجون، اختلفت عن سجون بلادنا، حيث أفاض الكاتب بعد ذلك بالحديث بالتفصيل الممل عن السجون الأمريكية بأنواعها، من حيث الشدة في الزنازين المنفردة، والغرف المفتوحة كما في سجن ليفنوورث، والأكل والنوم والتهريب الذي يصير في دم المساجين، كأنه يكتب بحثا أو دراسة محَكمَةً، ليكون القارئ على بصيرة إذا وقع في مشكلة، وأتيحت له الخِيَرة بين هذه السجون.
نوّع الكاتب في طريقة السرد في الرواية. أحيانا يترك البطل يروي قصته كما في الفصل السابع: بدأت قصتي معها حين تعرفتُ عليها، وفي الفصل التاسع يخاطبه فيقول: انتقلتَ لتجلس على مقعد قريب من بناية الزيارة، وأحيانا يتحدث عنه كغائب كما في الفصل السادس عشر: أحس نعيم بالوحدة في هذا السجن.
يحدث هذا في الإنجليزية، في نفس الجملة، حيث تستعمل صيغة الفعل المضارع مع صيغة الفعل الماضي في قصة صياد في الغابة مثلا، كأن يقول: He sees a lion، he aims at it، he shoots and the lion fell down.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي