الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية التغيير... الخيار الثالث!

محمد مسافير

2017 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


المسألة في نظري يجب أن تأخذ مسارا آخر...
يجب أولا أن نُخرس المناضلين، يجب أن يصمتوا إلى الأبد... لأن حلول المعادلة في بلدنا تحتاج احتمالات فريدة من نوعها، والمناضلون يزيدون الطين بلة... لقد جربنا النضال عقودا من الزمن، لكن آن الأوان لنجرب الصمت... ولأننا جميعا نعلم أن التدابير الحكومية ليست إلا ردود أفعال على مطالب الشارع، فغالبا ما تكون تدابير ملغمة ذات طابع اجتماعي أو حقوقي ظاهريا، لكن سرعان ما يتم تحويرها أو التراجع عنها حينما يهدأ نبض الشارع...
لن نتقدم قيد أنملة بمثل هذه التكتيكات البائدة، إنها لا تؤدي إلا إلى الدوران في حلقة مفرغة سترهق كاهل المناضلين، وستدخل السكينة في قلوب الحاكمين، فانزووا ولو قليلا يا مناضلين، وأفسحوا الطريق لهجوم الدولة...
ولأننا عهدنا على الدولة ألا تهجم دفعة واحدة، بل كانت تعبد الطريق للهجوم، وتقدمه على جرعات خفيفة لا تصدم المواطن البسيط، بل ربما لا يحس بها إطلاقا، ثم تنظر في الأثر، حتى إذا رأت انعدام المقاومة أو عدم كفايتها، أمتعتهم بجرعة زائدة...
كان المناضلون، وإلى عهد قريب، من كانوا يتحملون عبء التحسيس بالداء، ينبهون العامة إليه قبل استشرائه، لكنهم أبدا ما تنبهوا، فتبلغ الدولة مقصدها برفق، ثم تذهب جهود المناضلين سدى...
لا ننكر وجود فئة عريضة تستوعب على الأقل الخطاب المعارض، إلا أنها تبقى في موقع الحياد السلبي، لن تؤثر أبدا في موازين الصراع، لكنها تناصر قضية الشعب، وإن بالقلب... لأنها ستستفيد أيضا، لكنها لن تضحي أبدا...
وتوجد قوة استعراضية أخرى تحشد خلفها مئات الآلاف من العمال، لكنها قوة مساومة، تقتات على تمجيد الأطلال، وسلاحها التنديد في البيانات، وغايتها حشد الأموال، على حساب مطالب العمال!
ماذا تبقى... قلائل متشردمة من الأخيار، يجب أن تخرس، إنها تظن حقا أنها تؤثر في الصراع، إنها فعلا تؤثر، لكن لصالح أعدائها...
كفوا من الصياح، وابتلعوا ألسنتكم إلى حين، لا تعرقلوا مسيرة "الإصلاح"، يجب أن نكسب ثقة الدولة، نريدها أن تدرك جيدا أننا نثق كل الثقة في قراراتها، يجب أن نبرهن لها بكل حجج الاستكانة، أننا جنود أوفياء نسير بانتظام خلفها معصوبي الأعين، ثابتي الخطى، وثيقي العزائم !
حينها فقط ستهجم الدولة بقوة ودون تريث، لأن الجشع الذي يحكم طبيعتها سيفور ويغلي، ستخفض الأجور إلى أدنى المستويات، وسترفع الأسعار قدر الإمكان، وستتاجر في كل شيء قد تتصوره أو لا يأتي لك على بال، ربما تصادر أيضا أملاك الضعفاء، ربما تنظم إبادات جماعية بطريقة أو بأخرى... يجب أن نتصور أبشع السيناريوهات... لكن حتما ذلك ما سيقع... وإلى هذا الحد، يجب أن يلزم المناضلون الصمت، كل الصمت!
آنذاك، إن لم يهب الشعب أفواجا أفواجا لنجدة نفسه، فليمسخني الله!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وذلك أضعف الايمان ههههه
عبد الله اغونان ( 2017 / 5 / 17 - 14:42 )
هذا معناه اليأس والانتظار
ولعب دور الشيطان الأخرس
وانتظار قوع معجزة

قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
ان الحياة عقيدة وجهاد

وربما هذه لعبة تبرير وتقرب وتوبة

اخر الافلام

.. إيران: أسطول جوي قديم ومتهالك؟.. تفاصيل عن مروحية الرئيس رئي


.. الصور الأخيرة للرئيس الإيراني رئيسي قبل تحطم مروحيته وموته




.. الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟ • فرانس 2


.. تساؤلات في إيران عن أسباب تحطم مروحية الرئيس من بين 3 مروحيا




.. سيناريوهات وأسباب محتملة في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟