الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس عروس عروبتكم يا سيادة النوّاب، فلمذا التطبيع؟

أسامة سليم

2017 / 5 / 17
القضية الفلسطينية


لا تسأل الطغاة لماذا طغوا، لكن اسأل العبيد لماذا ركعوا.
إستيقظنا جميعنا على فاجعة، أعضاء من مجلس النواب عن أفاق تونس والنداء والنهضة، يشاركون في روما رفقة "زملائهم" من الكنيست الإسرائيلي-والعهدة على من سمّى- أشغال جمعية البرلمانين للإتحاد من أجل المتوسط.
ففي الوقت الذي تتكاتف فيه الجهود الدولية، مساندةً فيه حركات التحرّر الأممية، نوّابنا الذين يمثلون سياسة تونس الخارجية، يعمقون الهوّة بينهم وبين الشعب الذي إنتخبهم. وفي الوقت الذي يخوض فيه مروان البرغوثي رفقة 1500 أسيرا أخر إضراب جوعِِِِِ، يطبّع فيها نوابنا مع نواب الكنيست.
قمّة الخيانة حين يصبح التطبيع وجهة نظر، وتصبح ميثاقا دبلوماسيا. أليس العلّامة الجزائري إبن باديس هو القائل، هؤلاء قوم ماصلح من أمره شيئا. فكيف نلدغ نحن المؤمنون من نفس الحجر مرّتين، فذاكرتنا على ضعفها تأبى أن تنسى صبرا وشاتيلا، والإجتياح الإسرائيلي للبنان، والمجازر التي إرتكبتها إسرائيل في حق مواطنين عُزل.
معركة الأمعاء الخاوية، أشرف المعارك، تذكّرت وسط هذه الأمواج المتلاطمة بيتً شعريا للرائع مظفر النواب:
القدس عروس عروبتكم، فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
القدس عروس عروبتكم يا سيادة النوّاب، فلمذا تطبّعون مع الكيان الصهيوني.
لكن إذا عُرف السبب، بطُل العجب. ليس غريبا أن يأتينا ذلك من أحزاب عُرفت بالإنتهازية، والحقد والتميز، والنفاق. بالنواب كانوا من أعفن المشارب السياسية، حزب النهضة، وأفاق تونس، و"نـــ"داء تونس، كيف أن يصلح أمرنا وهؤلاء يحددون مصيرنا.
كلّ هذا لم يكفي، لننصدم جميعنا، على تصريح وزير المفروض أنّه يسعى إلى توثيق علاقتنا الديبلومسية ضمن المواثيق التقليدية مع الدول الشقيقة، لنجدها متعسّفا في عنهجيّته واصفا الجزائر (بلد المليون شهيد، بلد الأمير عبد القادر وأحمد بن بلّة وهواري بومدين) بالشيوعية وواصفا بلد الأمانة القومية، ليبيا الخضراء بالإرهابية.
أصرخ أين شهامتكم..؟
إن كنتم عربا.. بشرا.. حيوانات فالذئبة.. حتى الذئبة تحرس نطفتها والكلبة تحرس نطفتها والنملة تعتز بثقب الأرض وأما انتم فالقدس عروس عروبتكم
ذاكرتنا على ضعفها تأبى للأسف أن تنسى سيادة النواب، بالمجازر التي أرتكبت، وبالديمقراطية المجيدة في العراق، تأبى أن تنسى مشهد شموخ النخيل نازلا إلى الحضيض.
رُبّ عذرِ أقبح من ذنب يا سيادة النوّاب، ألا يحاصركم طيف الشهيد كل يومِ ويقول لكم أين كُنتم!
لقد كنت تتطبعون بالأمس، واليوم، يخوض الأسرى الفلسطينيون إضراباً عامّاً عن الطعام، للمطالبة بالحدّ الأدنى مِنْ شروط الحياة الإنسانيّة الكريمة؛ فقوّات الاحتلال المتغطرسة، التي تحتجز حريَّتهم عقاباً لهم على كفاحهم المشروع ضدّ احتلال بلادهم، تحرمهم حتّى مِنْ هذه الاحتياجات الأوَّليّة، وتقمعهم بشكلٍ منهجيّ، وتنقلهم مِنْ سجن إلى آخر بشكلٍ تعسّفيّ، وتحرمهم من زيارات ذويهم (الذين، هم أيضاً، وسائر مواطني فلسطين التاريخيّة المحتلّة، أسرى لدى الاحتلال الصهيونيّ).. زيادةً في القهر والتنكيل.
لقد قام الكيان الصهيونيّ العنصريّ، منذ إنشائه، باعتقال أكثر مِنْ مليون فلسطينيّ، وها هو يواصل ممارساته القمعيّة وسياساته الوحشيّة، التي تشمل هدم البيوت، والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين بالقوّة وإعدامهم في الشوارع مِنْ دون محاكمات، وتمنع حقّ العودة للمهجَّرين الفلسطينيين إلى موطنهم الأصليّ.. كما نصَّ عليه قرار الأمم المتَّحدة 194، بينما هي – بالمقابل – تمنح حقّ المجيء إلى فلسطين والاستيطان فيها لكلّ يهود العالم. ومع الأسف، فإنَّ ذلك كلّه، يجري وسط صمتٍ دوليٍّ مطبق، وتواطؤٍ إمبرياليٍّ مفضوح
سيادة النوّاب، أقول لكم عبرة بسيطة، "إنْ قُلْتَها مُتّ، وإن لم تَقُلْها مُتّ ، إذَنْ، قلها ومُتْ"
لما لم تقولوها وتموتون، فلا مهرب من الموت.
لا للمؤامرة على المقاومة، لا للمؤامرة على فلسطين، لا للمؤامرة على فلسطين، نعم لحريّة الشّعب الفلسطيني، نعم للاصلاح، نعم للدّيموقراطية والتعددّية والحرية والوفاق، لا للنفاق والشقاق، لا للامبريالية والإستعمار، وعاشت أمّتنا العربّية المجيدة ، وعاشت المقاومة العربية الباسلة في كلّ شبر من هذا الوطن الجريح. ولأن القضية الفلسطينية هي القضية الأم، ولأن القضية الفلسطينية هي إمتحان يومي يقدمه العالم لضمائرنا، ولأن إنسانيتنا قد تتلاشى إن سكتنا أمام هذه المهزلة، فإن إنسانيتنا تدعونا لمساندتهم. جوعهم من سطوة المحتّل
القدس عروس عروبتكم يا سيادة النوّاب، أسامة سليم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكلٍ عروسته
سيلوس العراقي ( 2017 / 5 / 17 - 09:13 )
ليس هناك عروسة يشترك عليها الجميع
وان اشترك قوم على عروسة
فلن يصبح اسمها عروسة بل شيء آخر

لكلّ عروسته يا اسامة
والقدس ليست عروسة وليست عربية



2 - استاذ اسامة أنت مشروع مفكر كبير
أبو مريم الشمالي ( 2017 / 5 / 17 - 10:40 )
واصل دربك ايها السيد الحر ولا تلتفت لكل ناعق.


3 - رائع
القلم الحر ( 2017 / 6 / 7 - 03:34 )
تحليل منطقي و تفكير رائع . سيكون لك شأن كبير ذات يوم فقط واصل الكتابة أستاذ أسامة سليم

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو