الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عود على بدء
الحزب الشيوعي السوري
2001 / 12 / 23اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
عن جريدة الرأي للحزب الشيوعي السوري
(المكتب السياسي ) العدد 1 تموز 2001
بعد أكثر من عشر سنوات من الانقطاع تعود جريدة الحزب إلى الصدور .
لم تكن تلك السنوات مثل أي عشر سنوات.
فقد شهدت انقلابات كبرى غيرت بعمق وجه العالم ، انقلابات تقنية وإيديولوجية، اقتصادية وسياسية، اجتماعية و ثقافية.
ولم تكن سورية بعيدة عن هذه الانقلابات أو خارجها، لا من حيث التأثير بها و لا من حيث وقوعها فيها.
و لا شك أن أهم تحول سوري هو تغير العهد في البلد و الرهانات المتنوعة والمتعارضة التي رافقت هذا التغير.
كذلك لم تكن الأحزاب السياسية المعارضة بعيدة عن آثار التغيرات المذكورة، و إن تكن لا تزال بعيدة عن أحداثها أو التأثر فيها.
و لعل التغير الأهم فيما يخص استئناف صدور الجريدة هو "التباس هوية" الحزب الذي يصدرها المتكلمين فيها أو عبرها، تعني أزمة مفاهيم الماركسية و الشيوعية و قيمتها و دورها الاجتماعي و وعيها الذاتي.
انعكس هذا الوضع في ورقة العمل التي قدمت إلى المؤتمر التداولي للحزب في آذار الماضي و في نقاشات المؤتمر ذاته .
فقد تركز الكلام ، في الورقة و في المؤتمر، على محاور إعادة النظر والبناء الذاتي أكثر مما على برنامج و قضايا العمل السياسي. و لأننا نطمح إلى مشاركة أصدقائنا في هذه القضايا فسنشير سريعاً إلى ذلك المحاور:
1 ـ المسألة الأيديولوجية:
معنى الماركسية و الشيوعية و علاقتنا بهما اليوم ؟ و هل يستمد الحزب هويته من منهجه الفلسفي أم من فاعليته الفكرية والسياسية ؟ و إذا كانت إيديولوجية الحزب محدداً لهويته، فهل يمسّ التساؤل عنها تغيير عنوان هذه الهوية أي أسم الحزب؟
2 ـ المسألة التنظيمية :
قضايا التنظيم اللينيني لجهة تأثيرها على نجاعة العمل السياسي في ظروفنا الملموسة، وتلاؤمها مع البرنامج الديمقراطي أو مع الديمقراطية داخل الحزب. ثم أوجه القضايا الأخرى للتنظيم.
3 ـ مسألة الإعلام:
الحاجة إلى منابر جديدة للحوار حول القضايا العامة، على أن تبتعد هذه المنابر عن الحزبوية الضيقة و عن وحدانية الحقيقة و المواقف العقائدية الجاهزة. من هنا استقر الرأي على تسمية الجريدة بـــ "الرأي" بدلاً من نضال الشعب.
4 ـ مسألة الديمقراطية:
و خاصة في إطار توسع تداول الديمقراطية كشعار و تشويش مفهوم الديمقراطية و برامجها.
5 ـ المسألة السياسية:
وقد كان نصيبها ضعيفاً في الورقة وفي المؤتمر. هذا بالطبع نقص حقيقي و لافت، لكنه ليس نقصاً بلا منطق . فهو يشير أولاً إلى تغييب معظم الكادر السياسي للحزب في السجون في إطار محنة السياسية و المجتمع في سوريا منذ أوائل الثمانينات . وهو يعبر ثانياً عن غئبة الارتجال السياسي و السياسة الظرفية أو سياسة الظرفية، أو سياسة المواقف، في ظل غياب المؤتمرات و الأعلام الحزبي، وضعف الدور القيادي للجنة المركزية كما عبرت بعض مدخلات المؤتمر التداولي، قد نشير ثالثاً إلى السعي ـ غير الواعي غالباً ـ لكثير منا إلى تحويل هزيمتنا السياسية أمام السلطة، وهزيمة الحركة الشيوعية العالمية، إلى نوع من المكسب الثقافي.
هذا التحويل أو التعويض هو ، على كل حال، من ثوابت مراحل الهزيمة بالنسبة للمجتمعات و للأحزاب معاً.
في ظل الافتقار السياسي الذي تشاركنا فيه المعارضة السورية بكل طيفها، والذي يقتضي، فيما نرى، التحول من السياسة الظرفية، لا نحو السياسة العقائدية ، بل نحو السياسة الاجتماعية بوصفها تحليلاً بصيراً للمشاكل الاجتماعية و الوطنية و اقتراح الحلول المثمرة لها و السعي إلى إشراك قطاعات اجتماعية واسعة في تحقيق هذه الحلول في الميدان العام.
قد تكون المهمة الملحة اليوم هي بناء برنامج اجتماعي و اقتصادي و سياسي مفصل، يجمع بين التحليل الموضوعي و الغني بالمعلومات الموثقة و التطلع التغيري التحرري، و لعل برنامج عمل واضحة الرؤية هو مدخل التجديد الفكري ومحددة واقعته بخلاف ما جرى عليه الاعتقاد في مراحل سابقة.
فالفكر و"النظرية" هما صياغة عامة للنشاط السياسي و الاجتماعي التغييري ، وليس هذا النشاط اشتقاقا ًمن مبادئ نظرية أو فكرية.
تأمل "الرأي " أن تكون حاضنة لآراء تقف بين أراء غيرها، و إلى جانب أراء غيرها، و ربما ضد أراء أخرى .
و هي مفتوحة لجميع الأصدقاء، ترحب بأفكارهم و تنفتح على اقتراحاتهم، و ترهن تطورها بتنوع و اختلاف وتعدد آرائهم و مشاربهم، لكن بالطبع على قاعدة وحدة إرادتهم في العمل من أجل سوريا حرة ديمقراطية، ومعافاة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا
.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي
.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟
.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال
.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف