الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة

حسناء الرشيد

2017 / 5 / 18
الادب والفن


كانت هذه هي أولى القصائد التي سمعتها للشاعر ميثم فالح ، أعلمُ جيداً أنها ليست من بداياته ولكنني تعرفتُ إليه من خلالها وما أجمل أن نتعرف إلى الآخر من خلال وصفه لرغبةٍ ربما تكونُ قد تملكت أرواحنا يوماً ما وجاءت حروفه لتصف لنا تلك الرغبة المشروعة بأعذب الكلمات :

أحلم تمرني حلم
بس كون ما أصحه ( حلمٌ في داخل حلم !!)

والليل انحته صنم
واركعله كل العمر
بس لا يطلّ صبحه

وهو هنا يتكلم عن رغبةٍ أخرى أو عن أمنيةٍ لطالما تكلم عنها العشاق ، وهي أن تتوقف الساعة كي تمنحهم أوقاتاً مغمورةً بالسعادة برفقة أحبابهم ( ومن لم يشعر بأن الوقت يعدو بسرعة كلما التقى بحبيبه أو ببعض أحبته أحياناً ) ؟ ..

والملاحظ في هذه القصيدة أنها مليئة بل مُشبعة بالمفردات التي تدعو القارئ للتأمل في ماهيتها ، فالتلاعب بالمفردات والقفز على قيود الزمان والمكان من الأمور التي تدعو للالتفات فعلاً فيها وهذا الأمر لم يُلاحظ فيه أن الشاعر كان يبذل جهداً لإبرازه ، على العكس من هذا فالانسيابية واضحة في الانتقال من الماضي للحاضر وكذلك للمستقبل الذي لم يحدث من الأساس إلا في خيال الشاعر :

من گتلي احبك گبل
فرحة بدليلي ازرعت
ميت إلي اچم سنة
وما ماتت الفرحة ..

وكذلك ..

غمضت عيني چذب
ردتك تمرها حلم
وتكيف بشوفتك 
ولو جاي ويه الحلم
حلمك يرد وحدّه
چا عيني ماهدّتك

وكم جالت الفكرة الأخيرة ببالنا ، فمن منا لم يتمنى أن لايفارق حبيبه أبداً حتى في حال النوم ؟

لكن كل هذه الأمنيات التي نشعر بين الحين والآخر أنها كُتبت بروحٍ تشعُّ بالأمل ، قد نجدها في بعض الأحيان تتحول إلى حزن مشوب بشيءٍ من اليأس وهذا ما قد يؤكد فكرة أن الشعر الشعبي العراقي يُكتب بحزنٍ كبير :

من الأمل صفحة بقت 
وانگلبت الصفحة
و من صبري باقي صرح
بس الصرح من رمل
والروج اجاه چن نسر
وانقض على صرحه
و چفي اللواها الزمن
شجرة وجذعها انكسر 
يا ثمر لتطرحه ..



ثم يسترسل الشاعر بتوضيح بعض أسباب هذا اليأس الذي يتملكه فيقول :

يالساكن بنص قصر
حبك ربه ويه الفقر
وتعتني الك شوغتي
واربط ابابك علگ من هدمتي الملحة

فللحالة الاجتماعية وتلك الفوارق الطبقية دورها الواضح في التفريق بين العشاق وهذا ما لمسناه في العديد من قصص الحب الخالدة عبر العصور ..

ولكن القلب لا يرضيه كل هذا ، فلا قوانين تقنعه ولا حواجز تستطيع الوقوف بوجهه :

گلبي اعله بابك رهم 
ممنون الك فهمه 
و للناس گله لسن ما تتعب تنصحه
و گله الوكت مو الك
و للشايلك بالصدر وك بطل تجرحه
و لو عاندك مارجع غنيله طور الحزن
يتلاشى مثل الحلم بس يسمع البحّه

نعم ، فبعض الألحان الموسيقية قد تغدو عذاباً بلا حدود لمن يستمع إليها وفي نفسه شيءٌ من حبٍ أو اشتياق ..

وللغزل حصته الكبيرة في قصيدة شاعرنا :

اتگطع اثمار الشجر
قوة جذب بالأرض
وانت تگطع الگلب
قوة جذب نظرتك


وكذلك هو يخاطب حبيبته والغيرة تلوح جليةً في مفرداته :

واشتعل كلي واشب
او من تگبل انت عليّ
برد و سلام انگلب
من اوگف بحضرتك
و مرخوص من اشتعل
مد ايدك انت عليّ
نار اللي بروحي قسم
اچويها لو چوتك ( ويالهُ من قَسَم بفعل ملفت للانتباه حقاً )

و ..

گالوا البوسة ذنب
صدّگ وحق النبي
الطفل من قبـَّـلـِـت
چن قبـَّـلِت وجنتك ( وهنا نرى أن للحب وجوه أخرى قد يكون نقاء السريرة من أبرزها وأهمها )


و ..

لجلك الغيرة اكبرت
من ايد الجلالة غرت 
من اصفن وفكرت
وكت الخلق لزمتك ( وهنا تتجسد لنا مشاعر الغيرة الكبيرة بوضوح ملفت للانتباه )

أما في نهاية القصيدة ، فنحن نرى أن المشاعر تفيض بشاعرنا لدرجةٍ لا تُحتمل فيظطر حينها لتحذير حبيبته بقوله :

وحاذر بعد لا تمرّ
عيوني خلصن نظر ( فجمال تلك الحبيبة لا تحدّه العيون )

ومن تمر مرة بعد
ينطنك الي بقه
وحوبتهن برگبتك ..

وكل ما تقدم من عذابات وآهات ، قد يعتبره الشاعر أموراً يستطيع بكل بساطةٍ أن يُضحي بها إن كانت النتيجة الحتمية هي اللقاء بحبيبته :

وعمري الگضيته ركض
الدرب ويه التعب
من الخطوة الاولى
لحد آخر خطاوي الجدم
مأمنهن بذمتك
وماگول فدوه الك لو ضيــَّـعتهن علـَي
نص فدوة يرحن إلك
لا يرحن لنضرتك
او نص فدوه ضمها الي
خاف التقيك بدرب 
شگد اجمع عُمُر
نص فدوة اخسره الك
واربح فقط شوفتك ..

فيا لحبه الكبير لها ، ويا لتميّز تلك الحروف والصور الشعرية والتي كانت تماماً كرسالة حبٍ أرسلها عاشقٌ رقيقُ الروح لحبيبته لأجل أن يخبرها بمكنونات نفسه ومن دون أن يُخفي عليها أمراً .


بقلمي // حسناء الرشيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس