الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبتي ولجوئي : الجماهير على حق

عطا مناع

2017 / 5 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أشعر ببعض الضيق، كأنني اجتر نفسي، وكأنني غير نفسي، نزلت لخيمة الاعتصام المقامة على الشارع الرئيس للمخيم، مارست رياضة الاجترار مع بعض الاصدقاء، حللنا، شتمنا، صرخنا، تفرقنا، بعض جلس في وسط الشارع كتعبير عن التضامن مع الاسرى والبعض الاخر اتخذ لنفسه مكاناً في زاوية الخيمه، المشهد يعكس حالة التيه التي نعيش، نكرر انفسنا، اصوات تدعوا للعصيان، اخرى تنادي بإغلاق الشوارع الالتفافية، وهناك من يقول ان المؤامرة مركبة ويدعوا الله ان يفرجها على الاسرى.

الدعاء ما تبقى لنا، كلنا نتضرع لله، اسلاميون وماركسيون وفعاليات ، والجماهير التي انكفأت وغابت عن المشهد، الجماهير تعاقب قيادتها التي انهكتها وانتهكتها، الجماهير لا تثق بالواقع السياسي الغارق في التشرذم، الجماهير ما عادت قادرة على تلقي صفعة اخرى من قيادتها.

الغريب في المشهد مقاطعة الخيمة من بعض الوطنيين، لا يهم الكم هنا، انا اتحدث عن الكيف والفكر الذي تيبس وغرق في الشخصنه، هذا ممكن، ولكن انا في شك قد يقودني لليقين بأن المقاطعة المتذرعة بالوقف ما عادت تنطلي على احد.

هذا يقاطع لان فتح تقود الخيمة، وآخر يقاطع لان لجنة التنسيق الوطني تقودنا من فشل لفشل، وهناك من يقاطع لأجل المقاطعة فقط ، طبعاً كلهم يصبون جام غضبهم على الجماهير التي من وجهة نظرهم عليها ان تدفع الثمن.

ما اغبانا، أيعقل انهم شرذمونا وصادروا عقولنا ؟؟؟؟ كيف لنا ان ندير الظهر للامين العام احمد سعدات ورفاقه الذين يخوضون الاضراب عن الطعام ؟؟؟؟ لا ... ان ما يحدث ليس عفوياً ، اننا نشارك في نحر مروان البرغوثي من الوريد الى الوريد ، لقد استأنسا للتحريض الذي يقول ان للإضراب اجندة داخليه. وقعنا في فخ اصحاب الغرف المغلقه والمصالح الوسخة التي تستهدف ما تبقى منا كشعب.

الاضراب يدخل مرحلة خطيرة، وهذا ليس بخافي على احد، تصريحات قادة الاحتلال تؤكد انهم ماضون في تعنتهم، لكنني على يقين بان الاسرى سينتصرون، سيهزمون فاشية الخطاب ألاحتلالي، ونحن سندفع الثمن، ما قبل الاضراب ليس كما بعده، سيتعزز الفرز في الشارع الفلسطيني، فمروان البرغوثي والأسرى المضربين عن الطعام والذين يدخلون اسبوعهم الخامس ليسوا احجار شطرنج على طاولة القيادة الفلسطينه، ان صمت القيادة بمؤسساتها وعلى رأس الرجل المريض منظمة التحرير الفلسطينية يدعوا للريبة.

من هذا المنطلق، ومن اعتقادنا الجازم ان الاضراب لن يكون كسحابة عابرة على المشهد الفلسطيني، لذلك على القيادة الفلسطينية ان تذيب الثلج الذي جمد فكرها وأوصالها قبل فوات الاوان ، فالسيناريوهات القريبة مخيفه، ماذا لو ترجل مروان البرغوثي ؟؟؟؟ ماذا لو استهدفوا الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات ؟؟؟؟ اسمع يومياً همساً من فلسطينيين ومن كافة الشرائح المجتمعية والسياسية بان البعض الفلسطيني يتقاطع مع مواقف دولة الاحتلال ، لا اريد ان اصدق ذلك، لكن انعدم المواقف السياسية في الميدان يدفع غالبية شعبنا للشك.

اقترب شهر رمضان، هناك مقدمات واضحة امتنا العربية والإسلامية ستصوم مع اسرانا، سنأكل حتى التخمة وندعوا الله ان ينصر اسرانا ؟؟؟؟ وسنتخذ موقفاً وطنياً بأن نلغي الافطارات الجماعية التي تنظمها المؤسسات الرسمية والشعبية، لن يلبي اصدقاء الادارة المدنية الاسرائيلية دعوتها لوجبة الافطار، وان لبوا الدعوة سيذهبون كخفافيش الليل.

اما هذا المشهد المتناقض اجزم ان الجماهير على حق،الجماهير تعاقب قيادتها لكنها ستنتصر لأسراها، الجماهير قادرة على استشعار الخطر وهي الاقدر على حسم الموقف، فطوبى لشعبنا الفلسطيني الذي لا زال واقفاً وهو مثخن بالجراح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم


.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة




.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.


.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة




.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال