الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرعية في القضايا المصيرية كالقضية الجنوبية

عبدالله حسين احمد

2017 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


طالما لا يُخرج مظاهرات كبيرة إلا فصائل معينة من الحراك الجنوبي والتي انضوت مؤخرا تحت المجلس الانتقالي الجنوبي فهذا يعني أن هذا الطرف هو الذي يمثل الجنوب. ولا يمكن أن يمثله غيره, لا هادي ولا سواه من القوى الشمالية, خصوصا أن الشعب الجنوبي رفض إجراء استفتاء على هادي في الجنوب, مما يعني أن هادي كان يمثل الشمال فقط الذي عاد ولفظ هادي حتى على المستوى الشعبي.

وطالما لا يُخرج مظاهرات كبيرة في الشمال إلا ثلاثة احزاب (المؤتمر والحوثي والاصلاح) فهؤلاء فعلا هم ممثلي الشمال مع ملاحظة أن الإصلاح فرع الاخوان تدهورت شعبيته كثيرا لصالح الحوثي. وهادي فاز لانهم اختاروه وطلبوا من شعبهم ان يصوت لصالحه, ولو جرت انتخابات الان لن يفوز فيها هادي. ولا يمكن أن يكون هناك رئيس شرعي لا يستطيع إخراج مظاهرة بسيطة. وأنصار هادي يتحججون بأن المظاهرات لا تعبر عن شرعية هروبا من حقيقة أن هادي فقد تأييده الشعبي حتى أنه لا يستطيع إخراج مظاهرة بسيطة, وأي مظاهرة تخرج في بعض المناطق الشمالية التي تقع خارج سيطرة الحوثي وصالح, مثل مأرب وأجزاء من تعز, إنما هي من بقايا القاعدة الشعبية للاخوان بايعاز من الاخوان ولا تمثل هادي حقيقة, ويمكن أن تخرج ضده في أي لحظة يختلف فيها مع الاخوان كما حدث عندما اختلف مع صالح.

وقد عبر الشعب الجنوبي عن إرادته بطريقة بديلة للانتخاب والاستفتاء الممنوعين على الجنوبيين وهي التظاهرات, فطالما منع الجنوبيون من حقهم في الاستفتاء, فالمظاهرات هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن الإرادة االشعبية. والمجلس الانتقالي يمثل ارادة الشعب الجنوبي استنادا الى انه الوحيد الذي يخرج مظاهرات كبيرة لا يستطيع خصومه اخراج مثلها في الجنوب, واستنادا ثانيا الى توافق وطني متمثل في توافق المكونات والشخصيات الاكثر تأثيرا في الشارع الجنوبي على تشكيل المجلس الانتقالي.

وقول البعض أن الرئيس الذي يأتي عن طريق الانتخاب لا ينتخبه سوى نسبة من الشعب, وطالما لا تعبر نتائج الانتخابات عن كل الشعب أو غالبيته, وإنما عن الغالبية المشاركة في الانتخابات, فإن هذا دليل على انه لا يمكن أن تكون التظاهرات معبرة عن الغالبية وبالتالي ليست مصدرا للشرعية. ونقول صحيح أن نتائج الانتخابات لا تمثل كل الشعب وإنما تمثل الغالبية المشاركة في الانتخابات وستكون ممتازة لو كانت الغالبية المشاركة في الانتخابات تساوي ربع الناخبين, لان الانتخابات في الدول الديمقراطية في الظروف العادية تجري حول مسائل ليست مصيرية, لكن في القضايا المصيرية كالقضية الجنوبية فإن القضية تحظى بتأييد الغالبية العظمى ويُعرف هذا عبر التأييد الشعبي المتمثل في المظاهرات المؤيدة للقضية, والمظاهرات هنا تعبر عن غالبية الشعب أكثر مما تعبر الانتخابات في الظروف العادية وإلا لن تكون هناك قضية, والمظاهرات في القضايا المصيرية تعبر عن إرادة الغالبية خصوصا أن خصوم القضية لا يستطيعون اخراج مظاهرات منافسة للمظاهرات المؤيدية للقضية. والتأييد الشعبي الذي يُقاس بوسائل عدة غير الانتخابات ومن أهمها المظاهرات كان الأساس في اعتبار حركات التحرر معبرة عن شعوبها مثل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الجزائرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية