الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عادل سالم يتوق إلى الماضي ويحن إلى المستقبل

نزهة الرملاوي

2017 / 5 / 18
الادب والفن


نزهة الرملاوي قراءة في رواية ( الحنين إلى المستقبل )
عادل سالم يتوق إلى الماضي ويحن إلى المستقبل
( مستقبل يراه بعيني الأمل، ربما يحقق له أمنياته في الحرية والسعادة ) فكيف يحن الإنسان إلى مستقبل لا يراه؟ ولا يعرف ما يخبئ له من أسرار؟ هل الحلم الوردي ( حلم العودة ) الذي يعيش في داخل بطل القصة (نعيم) حلم أفضى به إلى تخيل مستقبل فرح يحسبه مبهج حياته ؟ أم غربته عن وطنه ودخوله السجن هناك جعله يتمنى ذلك؟
"الحنين إلى المستقبل" للكاتب عادل سالم، الرواية الصادرة عام 2016 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتي صمّمت غلافها رشا السرميطي، والتي تقع في 227 ، صفحة من الحجم المتوسط، رواية تنقل لنا حال المغتربين العرب في الولايات المتحدة، وتسلط الضوء على تمسك بعض الرعايا العرب بقيمهم أو انفلاتهم منها، ونظرتهم إلى الآخرين كمتحضرين ومخلصين، ونظرة الآخرين إليهم كإرهابيين، وتذكرنا بأن من يريد العيش في أمريكا عليه أن بنخرط بالمجتمع الأمريكي ويتعرف على قوانينه، ولا يمكن للمهاجر البقاء إلا بحصوله على الجنسية، فيتزوج أمريكية ليتخلص من المحاسبة القانونية، وسلط الكاتب الضوء أيضا على المجتمع الأمريكي الذي يغوص بالعنصرية، فقد قام على أكتاف التفرقة والاستعباد، حيث قطع البيض العائلات السوداء، وباعوا كل فرد من السود لعائلة رجل أبيض منهم، حتى أنهم غيروا أسماءهم، سلبوا عروقهم وعملهم وثقافتهم (155) هذا ما قيل على لسان مسجون أسود ورث عن أجداده الذكريات الأليمة في الاستعباد والتهميش والتفرقة أثناء وجود نعيم في السجن.
قد نقل لنا الكاتب بعض الأحداث والمشاهدات في السجون الأمريكية، وبين أنها تختلف في المعاملات وتلبية احتياجات السجناء عن سجون الاحتلال، التي قضى بها أشهرا في سجن ( النقب)، وهنا نسأل ما الذي أجبر ( نعيم ) ان يعيش هناك في الولايات الأمريكية؟ وما الذي يحبب العرب بالسفر إلى أمريكا؟
أهو الحلم بحياة سعيدة فيها العمل والديمقراطية والحرية كما يتخيل لكل من يتوق للسفر إليها؟ أهو الهروب من الواقع المؤلم الذي يعانيه العربي في وطنه من قمع وجهل، والفلسطيني الذي يعيش تحت ظلم الاحتلال ؟
الكاتب في أسلوبه البسيط الواقعي لم يدع للقارئ منفذا لتصور الأحداث والتعمق في مكنوناتها، وكأنه كان يقدم لنا تقارير عن أحداث حصلت هنا وهناك، تطرق الكاتب إلى أحداث وقصص تروى كل يوم، نسمعها من أي شخص سافر إلى أمريكا للدراسة أو العمل، فسحرته أمريكا ومات وهو يفكر بالعودة، ويشعر بالحنين والاغتراب، وهناك من خالف القوانين وسجن، وهناك من تزوج أمريكية لكي يحصل على الجنسية، وأنجب أولادا لا يعرفوه، وهناك الكثير من القضايا المتعلقة بالمهاجرين العرب.
رغم قسوة السجن وما فيه من معاناة، لم ينقل لنا الكاتب المشاعر والعواطف التي ترافق السجين، وبعده عن وطنه وزوجته وأهله، بل كانت مشاعر باهته يرافقها نوع من التصنع، وربما أراد أن ينقل لنا صورا حقيقية لا مجال لدمجها بالخيال الأدبي المتوقع.
تعددت أحداث الرواية وأبرز حدث كان معاناة العرب في بلاد تتجلى فيها العنصرية بشكل لافت، وبالرغم من ذلك إمكانية تعايشه مع الأوضاع القائمة وإن كانت لا تستهويه.
أثرى الكاتب روايته بالكثير من الشخصيات الثانوية التي ذكرت دون أن يكون لها دور في الأحداث، أفادنا الكاتب بإشارته إلى أسماء الأماكن والشوارع والوزارات في أمريكا، والتعرف على بعض مهامها، وبعض الأعمال التي يقوم بها العرب هناك، و أطلعنا على بعض القوانين في السجون والوزارات
لم ترتبط الأحداث ببعضها في بعض الأحيان، إلا أن الكاتب وفق في جمع الأحداث نحو الشخصية الرئيسة ( نعيم) أضف إلى ذلك اسلوب عرض أحداث القصة، فقد استخدم الكاتب في قصته الأسلوب التقريري، ومحاورة شخصية المخاطب أثناء تدوير الأحداث، كذلك استخدم أسلوب استرجاع الأحداث (Flash Back) حينما وصف المكان (جبل الطور) الذي تصور فيه مع عروسه يوم زفافهما، لكن الكاتب لم يتعمق بوصف الأشياء، بقدر اهتمامه بالحدث نفسه، كذلك محاولة الكاتب تغيير النظرة السيئة التي تسلط على العربي.
امتازت اللغة بالبساطة واستخدام المفردات العامية في بعض الأحيان، امتازت اللغة بالبساطة واستخدام المفردات العامية في بعض الأحيان.
أبرز دور المرأة ومعاناتها في تحمل المسؤوليات المتعددة في غياب الزوج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب