الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النكسة الثالثة للقضية الفلسطينية :على هامش فوز حماس في الانتخابات التشريعية

طه معروف

2006 / 1 / 29
القضية الفلسطينية


ينطوي فوز منظمة،حماس الاسلامية الارهابية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الاخيرة ،على اكثر من مغزى يحث باتجاه قراءة الصراع الراهن والمستقبلي بين جماهير فلسطين والحكومة الاسرائيلية الذي وصل الى ذروته في الآونة الاخيرة في الشارع الفلسطيني وادى من ضمن ما ادى الى سقوط حكومة محمود عباس .
هذا الفوزهو،برأينا، اكبر انتكاسة للمجتمع الفلسطيني وقضيته السياسية العادلة، انه يدق ناقوس الخطر لاسيما في الساحة السياسية الفلسطينية والدولية ومن منظور الجماهير المحبة للحرية والسلام في الشرق الاوسط وفي العالم . يرجع نشؤ وتتطور مثل هذه الحركات الاسلامية الغارقة في الرجعية في المنطقة بصورة عامة وفي فلسطين بصورة خاصة التي تتخذ من قضية جماهير فلسطين محورا لحركاتها وشعاراتها السياسية،الى عدد من العوامل ،اهمها التعنت الاسرائيلي الامريكي و فشل" عملية السلام " المعلنة لاكثر من نصف قرن تقريبا حيث تمخض التعنت المذكور عن التلاعب بقضية الجماهير الفلسطينية وفتح ايدي الحكومة الاسرائيلية في الاستمرار بتوسيع المستوطنات وممارسة التهجير القسري لسكان فلسطين الاصليين وهدم ديارهم بغية توطينهم في المخيمات لتلقي التوجيهات والتعاليم من المنظمات الاسلامية ،بهدف سوقها او اقناعها بالجهاد في سبيل الاسلام ، بعبارة اخرى، فان سياسة الحكومة اليمينية الاسرائيلية تستجيب بشكل او بآخر لمتطلبات هذه الحركات الرجعية التي تتخذ من الاعمال الارهابية وسيلة اساسية في صراعها مع الحكومة الاسرائيلية.ومن جانب آخر فان الفساد المستشري والمتجذر داخل اجهزة ومؤسسات السلطة الفلسطينية ،اعطى حماس سلاحا لإستخدامه في العملية الانتخابية لخداع الجماهير ،نقول لخداع الجماهير، لإنه من غير الممكن لحركة فاسدة مثل حماس ان تقضي على الفساد في المجتمع بل انها هي مصدر الفساد السياسي والاجتماعي والثقافي والاخلاقي في المجتمع.والعامل الآخر والاهم الذي ادى الى هذه النتيجة الانتخابية ،هو وجود وانتشار القوات الامريكية في المنطقة وممارساتها الهمجية وخصوصا حربها الرجعية وفشل مشاريعها في العراق وفي المنطقة والتصريحات النارية المتكررة حول اعلان دعمها وعدم معارضتها إقامة حكومة اسلامية في العراق و المنطقة والذي تحول الى مظلة للاسلاميين في العراق لتسلم السلطة والامور السياسية هناك كما ادى الى تفعيل دور الحركات الاسلامية في مصر وبعض الدول العربية وخصوصا الاخوان المسلمين (الاب الروحي للحركات الاسلامية الارهابية) والتحرك وفق هذا التوجه الامريكي و استثمار البؤس والسخط الجماهيري المتأصل اساسا لصالحهم. و حيث بات واضحا للجميع ان الحرب الامريكية غير المبررة اثقلت كاهل الجماهير المتمدنة المحبة للحرية لصالح الاسلاميين والحركات الارهابية الاسلامية وان الاستمرارفي هذا النهج العسكرتاري العدواني ، سيؤدي لا محالة الى مزيد من التدمير والتعقيدات في الساحة السياسية في المنطقة و يقوي مبررات الاسلاميين لتشديد الاعمال الارهابية وتقوية نفوذهم على صعيد المنطقة والعالم .
ان فوز منظمة الحماس المدرجة "على قائمتي الإرهاب الامريكية والاوروبية" هي إشارة خطيرة لفتح الباب على مصراعيه امام الحركات الارهابية لإدامة العنف السياسي والحرب الارهابية بينها وبين الحكومة الاسرائلية . اضافة الى ما سبق فان الجمهورية الاسلامية الايرانية لعبت دورا اساسيا على الساحة الفلسطينية لدفع الازمة نحو الهاوية من خلال تعقيد الامور السياسية في المنطقة وفق مصالح نظام احمدي نجاد التي هو بامس الحاجة لتفجير الوضع السياسي في المنطقة خدمة لنظامه المتأزم الذي فشل في ان يخطوا خطوة واحدة الى الامام على الصعيد المجتمع الايراني وان زيارته الى دمشق واجتماعه بالحركات الاسلامية الارهابية ،جاءت لادامة هذه الاوضاع، اي دعم استمرار الاعمال الارهابية الاسلامية في المنطقة وفلسطين الامر الذي وفر المبرر لليمين الاسرائيلي للدخول في هذه الحرب الرجعية.
بعد الاعلان عن فوز حركة حماس ،جاءت ردود الفعل الدولية والجماهيرية متباينة، حيث اعلن ايهود اولمرت ،رئيس حكومة الاسرائيلية المؤقتة ،بان اسرائيل لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم ولوجزئيا ،مجموعة ارهابية تدعوالى تدمير الدولة الاسرائيلية وصرح الرئيس الامريكي ان حماس ليست شريكا في عملية"السلام" كما استبعدت حركة فتح الاشتراك في تشكيل الحكومة المقبلة وما يثير الدهشة هو تصريحات بعض الاوساط العربية وخصوصا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عندما قال ان" حماس في الحكم ليست حماس في المعارضة " علما بان رموز هذه الحركة اكدت على لسان معظم زعمائهاعلى استمرار العمليات المسلحة او بالاحرى العمليات التفجيرية ، على صعيد اخر ساد القلق على جماهير فلسطين و المنطقة إزاء المد الاسلامي الذي يتسبب في تعقيد الامور السياسية وجر المنطقة الى المزيد من الحرب والدمار.ان تسلط الاسلامين في فلسطين تعبير عن الشراسة السياسية للحكومة اسرائيل في استمرارتجاهلها لهذه القضية الحساسة الذي ادت إطالتها الى هيمنة اشد التيارات الرجعية على الساحة الفلسطينية وان مرونة حكومة محمود عباس واستجابتها لدعوات امريكا واسرائيل حول المفاوضات المزعومة التي راوحت في مكانها دائما ،هيأت الارضية والمبررلإمساك حماس بهذه القضية الحساسة من خلال التفاف الجماهير حولها نتيجة استيائهم وسخطهم التأريخي من التلاعب الاسرائيلي الامريكي بهذه القضية .
لن تنال جماهير فلسطين حقوقها ابدا في ظل قيادة حماس الاسلامية التي تتخذ من جسد الانسان الفلسطيني قنابل ومتفجرات وتمارس القمع السياسي للقضاء على ابسط الحقوق الانسانية المدنية بهدف دفع المجتمع الى الوراء كما ان قضية الجماهير العادلة في إقامة الدولة الفلسطينية لن تتقدم خطوة واحدة الى الامام و امام جماهير فلسطين مهام اخرى اساسية غير التي تتحدث عنها حماس وهي التخلص من احتلال منظمة حماس لإرادة الجماهيرالفلسطينية، لتمهيد الطريق امامها، اي الجماهير الفلسطينية للخلاص النهائي من ظلم الاحتلال .

طه معروف
28/1/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين