الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى الصدر : الانتخابات ليست سياسة

طارق الحارس

2006 / 1 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان لم تكن من أتباع التيار الصدري وكنت قد اكتشفت الوعي الثقافي والديني المتدني لمقتدى الصدر منذ مدة طويلة فلا حاجة لك لقراءة هذه المقالة ، إذ أنني أخاطب فيها أتباع مقتدى . لابد لي من الاشارة هنا الى أنني أخاطب المثقفين من هذا التيار فقط ، مع يقيني التام أن عددهم قليل جدا ، إذ من المعروف أن أغلب أتباع هذا التيار من الجهلة والأميين والحواسم والبعثيين الذين تعمموا بعد سقوط النظام ، وهؤلاء لا ينفع معهم أي خطاب كونهم يعدون ( مقتداهم ) الممثل الشرعي للامام المهدي المنتظر وهو لا يتحدث الا بعد أن تصله رسالة من الامام ، ذلك الامام الذي جاءت أمريكا لتحاربه على أرض العراق التي سيظهر بها ( حسب آخر تصريحات مقتدى ) ، وهم أنفسهم الذين حاولوا تدمير العراق بعد سقوط النظام من خلال ممارساتهم الهمجية ووقوفهم في صف الذين يقفون ضد تطلعات أغلب أبناء الشعب العراقي .
لقد أتيحت لي فرصة مشاهدة لقاء جرى بين السيد عبد العزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر في داره من خلال ( قرص ) وصلني مؤخرا . اللقاء جرى بعد عيد الفطر الماضي .
سأضع أمام هؤلاء المثقفين من التيار الصدري بعض العبارات التي قالها مقتدى ومعها ملاحظاتي وانطباعاتي وأترك لهم الحكم .

* ( الزبال حاشا السامعين )

يبدو أن الزبال حشرة ضارة في نظر مقتدى وليس بشرا يستحق الاحترام ويبدو أن مقتدى ينظر بعين صغيرة للعامل في مجال التنظيف مع أنه يقدم خدمة كبيرة للمجتمع وهذا الأمر يجرنا الى التفكير الى أن مقتدى ربما ينظر الى آخرين يعملون في مهن أخرى يعدها ( دونية ) .
الزبال يا سيد مقتدى من البشر حاله كحالك ومهنته لا تختلف أهمية عن أية مهنة أخرى تخدم المجتمع .


* ( صدام كان عنده دستور)

يبدو أن مقتدى لايعلم أن الدستور العراقي في عهد صدام كان دستورا مؤقتا ولم يصوت عليه الشعب .. ولايعرف أن صدام كان هو الدستور . أما دستور العراق الجديد فهو دستور دائم وقد صوت عليه الشعب .

* ( الساذج من الشعب يختار العلمانيين )

هكذا ينظر مقتدى الى الرأي الآخر .. هكذا ينظر الى الذين لا ينتمون الى التيار الديني .. فجميع من يناصر الرأي ألآخر من العلمانيين بالتحديد هم ساذجون ولا يختارهم الا الساذج من أبناء الشعب .. الكاتب ،والصحافي ، والشاعر ، والفنان ، والرسام ، والطبيب ، والمهندس ، والعامل ، والموظف الذي اختار القوائم العلمانية في الانتخابات الأخيرة يقع في خانة ( الساذج ) حسب تقديرات السيد ( القائد ) مقتدى الصدر .

* ( الانتخابات ليست سياسة )

بدأ النقاش السياسي يدخل في الحديث بين السيدين الحكيم والصدر بعد أن طال حديث المجاملات و ( الصفنات ) ، نعم ، كانت هناك ( صفنات ) عديدة وكان مدخله الانتخابات القادمة وإذا بمقتدى يفاجأ الجميع حوله رأيه بالانتخابات ، إذ قال : الانتخابات ليست سياسة ... يبدو أن رأي السيد مقتدى بالانتخابات هو ... ... !!! لا أفهم في أية خانة يضعها السيد مقتدى .. ان توصل أحدكم الى هذه الخانة أرجو منه أن يدلني عليها وسأكون ممتنا جدا منه .

* ( قبل عيد الغدير أكو وفاة ؟ )

كان يتحدث عن لقاء جمعه مع أحد المسؤولين ( لم يذكر اسمه ) قبل عيد الغدير وفجأة سأل المتواجدين حوله : أكو وفاة قبل عيد الغدير ؟ من المؤكد أنه كان يقصد وفاة أحد الأئمة .. يبدو أن الزعيم الديني ومرجع التيار الصدري لا يعرف تواريخ وفاة أئمته ... أ ليس غريبا هذا ؟ !!

* تنقل نووي أسهل مما تنقل مقتدى الى بغداد

سأل السيد الحكيم السيد مقتدى : ما عندكم نية لزيارة بغداد ؟
أجاب مقتدى : تنقل( نووي ) الى بغداد أسهل مما تنقل مقتدى الى هناك .. لا نعرف ماهي صعوبة الموقف وكيف تمكن السيد من السفر الى السعودية والى الكويت وأخيرا الى ايران !!
أين الصعوبة في ذلك وجيش المهدي على استعداد للدفاع عن دول الجوار في حالة تعرضها للهجوم ( حسب آخر تصريحات مقتدى ) !!

* تصوير اللقاء

ظهر الارتباك واضحا على السيد عبد العزيز الحكيم حينما عرف أن اللقاء سيكون مصورا ويبدو أنه قرر مع نفسه تجنب الحديث في الأمور التي جاء من أجلها ، لذلك كان أغلب الحديث الذي دار بينهما حديث مجاملات ( شلونك وشلون وضعك ... شلونك مع رمضان ... الوالدة صامت ) وحتى الأحاديث السياسية والدينية فقد تجنب الحكيم الخوض فيها بجدية ، لاسيما حينما يشعر أن مقتدى مختلفا معه بالرأي .
وأخيرا سأل الحكيم مقتدى : هل تصورون عادة ما جميع اجتماعاتكم ؟
مقتدى : نعم ، نضعها بالأرشيف !

* لقاء عمار الحكيم ومقتدى الصدر

في ( القرص ) نفسه هناك لقاء آخر يجمع بين عمار الحكيم ومقتدى الصدر . ان أتيحت لك الفرصة لمشاهدة هذا اللقاء فستلاحظ دون تعقيدات الفارق الثقافي الكبير بين عمار ومقتدى ، إذ أن الأول كان يتحدث بلغة عالية أحرجت الثاني ، لاسيما حينما تحدث الأول عن مشروع مؤسسته الثقافي وحينما سأله عن مشاريعه الثقافية للمرحلة الراهنة والمقبلة ظهر ارتباك مقتدى أكثر ، إذ يبدو أن مقتدى ونياره لا يفكرون بالجانب الثقافي لا ، في هذه المرحلة ولا في المرحلة المقبلة !!

ملاحظة : أنا هنا لا أمجد بثقافة السيد عبد العزيز الحكيم ، ولا بثقافة عمار الحكيم لأنني لست حكيميا ... للضرورة أقول ذلك فقط وأيضا حتى لا يفهم المثقفون من التيار الصدري الذين أخاطبهم في مقالتي هذه أي فهم قد يخلط عليهم الأوراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل