الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة الرئيس الأمريكي واستجابة العرب والمسلمين

سعد العبيدي

2017 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



زار الرئيس الامريكي ترامب السعودية ليعقد قمم عربية واسلامية بإسلوب لم يكن معتاداً من قبل، الأمر الذي أثار تساؤلات وعلامات تعجب وتأييد واستهجان حتى اختلطت على المتلقين أهل المنطقة الأمور وبقوا في غالب الوقت أقرب الى المشدوهين.
ان ترامب الرئيس القوي لدولة قوية تاجر قدير في الأصل والتجارة خبرة ونهج تفكير واسلوب عمل سينعكس حتما على أساليب ادارة الدولة العظمي، وها هي بوادر هذا الانعكاس باتت واضحة في الأشهر الأولى من فترة رئاسته، وهو بشكل عام لا غبار على اسلوبه في الادارة ولا مشكلة من جانبه حتى الآن ما دام أسلوبه المتبع يدر ربحاً ومزيدا من النفوذ لأمريكا التي تقف أعلى قمة الهرم الرأسمالي العالمي. لكن الغبار الذي يتطاير من هذه القمة والمشكلة في الأصل تأتي من الجانب المقابل أي أهل الدار الذين شمروا عن سواعدهم واستسلموا سريعاً أمام أول عملية ضغط أو هجمة ضاغطه على التطرف الاسلامي، فتطايرت بسبب أغطية الرؤوس وهرول الجمع موقعاً بما يملى عليه تفادياً لما ينتج عن الهجمات المحتملة، وهم مقتنعون أن التجارة الخاسرة من جانبهم مع الطرف المقابل هي السبيل الوحيد لإنقاذهم من أثر الهجمات التي بدأت وسوف لن تنتهي الا بعد نفاذ المال وانتهاء فعل قدراته على التأثير.
علينا أن نتصور الاسلوب الذي استخدمه ترامب في تعامله مع العرب لو كان قد استخدمه مع الاوربيون فهل كانت الاستجابه هي ذاتها ذليلة ومساعي لتجنب الأثر؟.
ان الاجابة ستكون منطقياً بالنفي لأن الاوربيون غير العرب مواقفاً وشجاعة، والأهم نظماً منتخبة لا يهتم الرئيس والمسؤول فيها لعرشه وكرسيه بالقدر الذي يحسب كرامته وسمعته وشرفه. نظم تخلو من التعسف، يحس الحاكم فيها إذا ما تعرض الى الضغط أو أزمة أطرافها من الخارج أنه يتكئ على أكتاف شعب يسنده وان كانوا من غير حزبه، في حين يحس الحاكم العربي داخله أن الشعب لا يقف معه ومستعد للتخلى عنه وانه يحاول في بعض الأحيان غش نفسه أو اقناعها وهماً بأن الشعب معه، يدافع عنه وقت الشدة.
ان العلاقة بين الحاكم والمحكوم في بلاد العرب والمسلمين العامل الأكثر تأثيرا في تحديد الاستقرار والرفاه وسبل العلاقات مع الدول الكبرى ومسائل املاء الشروط والاذعان للأقوى والأكبر، وبسببها فقدنا القدرة على ادارة الصراع مع اسرائيل، وفقدنا من أراضينا الكثير وسنفقد المزيد لأن الحاكم عندنا وكيل الاله الابدي، ونحن من حوله عقول مملوءة بمشاعر الدونية، يعشعش فيها الجهل، والى ان نتحرر من هذا ونحذو حذو الشعوب الأخرى في اختيار الحاكم وترتيب العلاقة معه سيبقى ترامب ماسكاً عصاه الغليظة، وسيقفز نتنياهو ماسكاً عصاه هو الآخر، وسيأتي اليوم الذي لا أتوقعه بعيداً عن اليوم الذي ستكون فيه تل أبيب محجاً ومقاماً للاستقواء ومعبداً لطلب الغفران... والبداية علي نفس الشاكلة ومن نفس المكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو