الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأنظمة والقطب الواحد:تعثر الخط الوطني الديموقراطي

محمد سيد رصاص

2006 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


- أثار طرح واشنطن التغييري لبنى الشرق الأوسط ,بعد11أيلول,زلزالاً في المشهدية السيا سية للمنطقة:ولًد ذلك اضطراباً على صعيد الأنظمة,ولو أن بعضها استطاع في النهاية اقناع الولايات المتحدة بأنها البديل الأفضل بالقياس للإسلاميين إلاأنها لم تستطع التكيف بعد مع استخدام واشنطن أحياناً لبعض التجاوزات للحريات كعنصر ضغط عليها وهو شيء لم يكن موجوداً في الماضي-فيما رأينا قوى فئوية وإثنية وليبرالية وشيوعية في العراق والسودان تركب في المركب الأميركي لتغيير المشهد الداخلي, وكذلك في سوريا عند قوى الليبرالية الجديدة والأكراد مع موقف وسطي من الإخوان المسلمين والناصريين,وهو مشهد ليس بعيداً عما يجري في مصر عند الليبراليين والقوى القبطية مع ترددات اخوانية واضحة,بينما ركبت ذلك المركب في لبنان,لتغيير الواقع السوري هناك, قوى فئوية ويساريون متحولون, استطاعوا تغيير المشهد الداخلي اللبناني عبر ملاقاة الرياح الخارجية.
في ظل هذه الثنائية المتشكلة انتكس وتعثر الخط الثالث خلال السنوات الأربع المذكورة,في مجتمعات لم تعتمد الرمادي والبني في السياسة,التي مازال يحكمها في الغالب منطق الأبيض والأسود: كان هذا الخط موجوداً,منذأواخر السبعينيات,عند قوى يسارية,في سوريا ومصر والعراق,طلَقت الفكر السوفيا تي ,لتأخذ موقفاً يستعيد الديموقراطية,التي ناصبها اليساريون العداء في الستينيات والسبعينيات,في وجه ديكتاتورية الأنظمة, مع أخذ موقف من المشاريع الأميركية بالمنطقة,التي كانت متلاقية مع أغلب السلطات الحاكمة,ماجعلها توحد الموقف الوطني, ضد الخارج الأميركي والسوفياتي, مع موقف ديموقراطي ضد الأنظمة الحاكمة,التي كانت تعيش على الأوكسجين الخارجي في غالب الأحيان .
مع تشكل تلك الثنائية المتنافرة والمتباعدة ,وأحياناً المتضادة,بين القطب الواحد وأنظمة عربية عديدة- لم يستطع الكثير من أصحاب الخط الثالث البقاء في مواقعهم, بل أسرع العديد منهم إلى ركوب المركب الأميركي, وبعضهم لم يكتف بذلك سياسياً من دون تغيير قميصه الايديولوجي كما رأينا عند شيوعيي السودان , بل قام بعضهم,كما في سوريا وعند الكثير من الماركسيين في بلدان عربية أخرى,بخلع قميصهم الايديولوجي ليرتدوا آخر ليبرالي مع تخلٍ واضح وصريح عن الخط الوطني الديموقراطي لصالح "الديموقراطية المحضة" من دون أخذ موقف مضاد,حيث توزعوا بين السكوت التحبيذي أوالتأييد الصريح له,من (الخارج الدولي),الآتي إلى المنطقة لإعادة صياغة بلدانها,ليس فقط في السياسات الاقليمية كما كان يجري في الماضي,وإنما أيضاً وبالذات لإعادة رسم أوضاعها الداخلية في مختلف المجالات .
في ظل الأوضاع العربية الراهنة,نلاحظ بأن (الخط الوطني الديموقراطي) هو أضعف الخطوط السياسية, بين خط "الديموقراطية المحضة" وبين خط بعض الأنظمة العربية التي تأخذ, من الناحية الموضوعية وليس الإرادية وهي التي كان بعضها في موقع آخر لما كانت متحالفة مع القوى الدولية,موقعاً "وطنياً" في ظل استهداف خارجي لايستهدفها بالذات وإنما هي مجرد عنوان لاستهداف البلد والجغرافية السياسية:فهو- أي هذا الخط - لم يستطع أن يظهر نفسه في عراق 2002-2003, ولافي فترة مابعد الاحتلال, فيما نراه خافتاً في سوريا بين خطي السلطة و"اعلان دمشق",بينما هو ضائع في السودان ومصر أوغير واضح الملامح,هذا فيما نلاحظ أنه عندما تُزال تلك الثنائية بإزاحة الخارج للنظام,كما في العراق مثلاً,فإن القوى المواجهة للاحتلال تطرح برنامجاً وطنياً محضاً تُفتقد فيه ملامح الديموقراطية, بينما نرى أنه عندما يقيم البعض ثلاثية, تضم (الوطني)و(الديموقراطي)و(الاقتصادي الاجتماعي), كما في سوريا عند"تيار قاسيون " الشيوعي بقيادة الدكتور قدري جميل,فإن الأول والثالث يغلبان على الثاني.
لماذا يكثر ,إلى هذا الحد, نموذج بيتان في العالم العربي ؟................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس