الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى المجهول

ايمان عبد الستار عطاالله

2017 / 5 / 23
الادب والفن


الى المجهول
ايمان الكبيسي
لحظات بطيئة سريعة تزحف كلمح البصر تفصل بين مدينتين مدينة مكثت فيها طويلاً رغم ان عيناي ترنو بلهفة الى تلك التي في الجانب الاخر, تعودت الحياة فيها رغم رتابتها فهي هادئة الصخب فيها ولا ضجيج, اما التي في الجانب الآخر فتكاد الحياة فيها لا تنتهي وكأنها في نهار دائم وحركة دؤوب شعوب لا تعرف النوم، وإذا بقطار فيه مقعد شاغر يقف أمامي يناديني (اصعدي سأذهب بك الى مكانك الذي تنازلت عنه طويلا هيا فالآوان لم يفت بعد وفعلاً, استجبت للنداء ودون تفكير بتوابع هذه الرحلة وصعدت القطار وانا احمل بيدي مسبحة ثمينة. بالنسبة لي فهي اجمل ما املك ولم أشاء تركها في تلك المدينة ليقيني ان وجودها في يدي يزيدني جمالاً وألقا صعدت لأجد حياة اخرى, تختلف عن ما كنت اعرف وأناس ربما لم يزوروا مدينتي تلك فلم ا شاهدهم سابقا ربما لانعزال تلك المدينة عن الأنظار، وجدت أناس تعمل بالبيع والشراء كما هو حال كل محطات القطار مع اختلاف السلع فمنهم من يبيع الخواتم ومنهم من يرتدي عباءه وعمامة لبيع بعض الأدعية والبعض يبيع المثالية, وأما الأغلب منهم فكانوا يتاجرون بالحب والعاطفة كونها بضاعة تستهوي الكثير من الناس تبعا لفطرتهم الغريب في الامر ان كل هؤلاء الباعة هم من سكان المدينة الزاهية فيكف تعمر مدينة كل سكانها يتاجرون بكل شي، عفوا فاتني ان اذكر رجلاً جالساً في اخر العربات وهو لا يبيع بل يشتري كل شيء ينجذب بصره اليه, رجلٌ يمللوءه الهدوء ويظهر من هيئته انه صاحب مكانه رفيعة في تلك المدينة, وإذا به يلوح لي بيديه لم افهم ما يريد عندها قام من مقامه قادما اليّ للتحدث معي
قائلا: أتريدين الذهاب الى المدينة؟
قلت: نعم.
قال: لكنها مزدحمة وربما لن تجدي مكاناً فيها للسكن.
قلت: علي ان أحفر الصخر لأجل تحقيق مطلبي.
عندها عرض علي صفقة من وجهة نظر الكثيرين مربحة.
فقال: أوفر لكِ سكناً دائما مع توفير كل احتياجاتك مقابل ما تحملين في يدك !!!!!! فقلت: له باستغراب لكني لم اعرضها للبيع!!!
فأجابني: هذا ما يريد من جاذبيتها انها ليست للبيع.
ثم أسترسل يتحدث عن نفسه كونه شخصية مرموقة في المدينة الى ان استأذنت منه بعد رفض أنيق لأجلس على احدى المقاعد، التي ضننت اني سأنعم بالهدوء عليها واتأمل مناظر الطريق واستمتع بالرحلة وأتلذذ بالشوق للحلم الذي سيتحقق، لكني ظني لم يكن في محله كوني اجلس في قطارٍ كل من يمر فيه يسألني عن ما اذا أردت بيع المسبحة لدرجة انني شعرت بالضيق من كثرة تطفلهم فقمت بإخفائها في احد جيوب الحقيبة دون جدوى حتى ان احدهم ذكر لي انه ما دمت ذاهبة الى هذه المدينة فإنك لن تتمكني من الاحتفاظ بها كون أسعارها مغرية والمغريات كثيرة فضلاً عن غلاء المعيشة وكنت أقول في قرارة نفسي لن لبيعها مهما ضاقت بيّ الحال, فهي كل ما املك وهي أمانة أودعها والدي في يدي ولن أضيعها ومضى الوقت حتى وصلنا أطراف المدينة, فطلب منا الجندي الذي في المفرزة الترجل لإكمال أوراق الدخول عندها نزل ذلك الرجل الهادي ليجلس على مكتب فخم ظهر فيما بعد انه هو من يوقع أوراق المسافرين القادمين الى هذه المدينة, وهو من يعطي تأشيرة الدخول لمن يشاء وقفنا في طابور وكان القلق والخوف ينتاب جوانحي خوفاً من عدم الموافقة على دخولي وسكني رغم اني كنت قد أكملت كل أوراقي الثبوتية وبدا الخوف والشوق و والفرح الممزوج بالقلق والارتباك يزداد كلما تقدمت خطوة نحو المكتب الا ان وصلت عندها وجدت الرجل يكتب في ورقة وعندما أحس بدخولي رفع رأسه
ليقول لي: انتِ؟ انت من رفض بيع المسبحة ؟؟؟؟؟؟؟؟
عندها شعرت بان هذا ما سيقف امام حلمي بالدخول فقلت له نعم انا ولن لبيعها مهما حصل فقال هل تتوقعين مني ان اسهل لكِ امر الموافقة فجاء جوابي سريعا ان من بعث لي القطار بعد كل ذلك الوقت الذي مضى قادرٌ على ان يسهل امري فنظر اليّ طويلا نظرة لم افهم ما وراءها، عندها سالت نفسي لماذا تركت مكاناً كنت أولى به من كل هؤلاء لأجلس في زاوية بعيدة واترك هؤلاء يتحكمون في مصيرنا ؟ وانا لازلت انتظر توقيع امر دخولي الى المدينة الذي أتمنى ان يكون سريعا وسهلا .والاهم من كل هذا ان يكون بلا تضحيات ...............فهل تتوقعون مروري بسلام او عودتي من حيث أتيت؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو