الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية

ابوعلي طلال

2006 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ان المتابع لمجرى الامور على الساحة الفلسطينية كان يقراء قوة حماس المتنامية على الساحة الفلسطينية الا انهم جميعا حتى حماس نفسها لم تكن تتخيل هذا الاجتياح الكاسح للمجلس التشريعي الفلسطيني...فقد كانت كل الحسابات والتقديرات تشير الى تعادل حماس وفتح او فرق ضئيل بين الطرفين لصالح هذا او ذاك.
فماهي الاسباب التي انتجت هذة النتائج في الانتخابات التشريعية الفلسطينية؟ وماهو مستقبل العمل السياسي في فلسطين؟ وكيف سيكون المشهد السياسي في المرحلة القادمة؟
اعتقد جازما ان السبب الرئيس لهذا الفوز الكاسح الذي حققته حماس يعود لمجمل الاخطاء والخطايا التي ارتكبتها حركة فتح على مدى عشر سنوات من تسلمها للسلطة بالاضافة لتشرذمها وعدم دخولها الانتخابات بكتلة واحدة (عدد المستقلين من فتح الذين حصدوا الاصوات على حساب لائحة فتح المركزية) ويضاف الى ذلك الشعارات التي خاضت على اساسها حماس حملتها الانتخابية وقدرتها التنظيمية الهائلة والضغط الامروصهيوني الذي استهدفها بالاونة الاخيرة مما دفع بالكتلة المحايدة من الشعب الفلسطيني والتي تفوق ال20% من الناخبين للتضامن مع حماس وتايدها.
وبالتأكيد ستجد حماس نفسها الان بمأزق لم تتمناة او تتوقعة يوما ما...واول ما ستصطدم به هو جمهورها الخاص وشعاراتها حيث الواقع المر والمعقد للقضية الفلسطينية وتشعباتها من ناحية وعدم قدرة حماس على جلب القوى والفصائل الفلسطينية الى برامجها المختلفة ولا اعتقد ان حماس ستتمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية ان لم تتخلى عن العديد من النقاط الجوهرية في برنامجها السياسية والاجتماعية وان فعلت ذلك فستخسر حماس ذاتها وجمهورها. ولن يكون امام حماس سوى تشكيل حكومة بين اهون الشرين (حكومة تقنقراط تلامس فيها قضايا معقدة وشائكة وتبعد عنها شكليا شبح النجس من واقع مر ومعقد ) وستواجه حماس معارضة جدية من مختلف القوى فيما يتعلق بالبرنامج الاجتماعي والحريات العامة والشخصية...وستجد لغة اعنف من لغتها فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال ومن مختلف الفصائل وتحديدا من فتح والجهاد والشعبية.
وبعيدا عن الضجيج المفتعل والمتعلق بايجاد التمويل اللازم للسلطة فلا ابالغ ان توقعت حجم تمويل مضاعف ستحصل علية حماس من المجتمع الدولي والعربي والاسلامي واعتقد ان حماس ستسطيع ادارة المال العام بشفافية اكثر بكثير مما كانت علية الحال مع فتح وستنجح حماس في التصدي للكثير من المشكلات الاجتماعية والتحدي الرئيسي الذي ستفشل في مواجهتة حماس هو التحدي السياسي والمتعلق بالحل النهائي للقضية الفلسطينية والذي سيستخدمة معارضيها كما استخدمتة حماس من موقع المعارضة في خلق حالة من الارباك ترافقها في كل حركتها السياسية... وما الحديث عن (الهدنة المؤقتة ) والتي ربما تستمر لمئات السنين ومصطلح ( التفاوض ليس حرام ) مصطلحات بدأت تطل على المجتمع الفلسطيني على لسان قادة حماس في اكثر من مكان وزمان. وهذا يعيدنا للمربع الاول حيث اعلنت الفصائل الفلسطينية عن المرحلية في الحل في سبعينيات هذا القرن.
وستجد الحكومات الصهيونية ضالتها بفرض مشروعها المعد سلفا بالانسحاب من الضفة كما فعلت من غزة باحتفاضها بالمستوطنات والقدس على قاعدة حدودها الامنة والاستراتيجية وعدم وجود شريك فلسطيني للسلام فكما كان ابو مازن وعرفات من قبلة غير شركاء سيكون الزهار ورفاقة الصورة الابهى للارهاب(حسب المصطلح الصهيوني للمقاومة الفلسطينية) لتروجها المكنة الاعلامية الصهيونية على كل الفضائيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في