الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزيف القبلات!

محمد مسافير

2017 / 5 / 24
الادب والفن


حمَام كثيف يزين المكان، وأسفل بوابة ضخمة، يجلس شاب مع عشيقته، يقتسمان الانصات للموسيقى عبر سماعات الهاتف، ويتبادلان القبل برفق وأناة... وغير بعيد عنهما، يرتكن بعض الرفاق، ذكورا وإناثا، ويعزفون أغان عذبة، اثنين منهما يتقنان الكمان والغيتار، وآخر يقرع الطبل، والبقية تكتفي بالشدو... وأسفل الدرج، رجلان منغمسان في العشق حد الشبق... وعلى يمين البوابة، تظهر فجأة فتاتان جميلتان، لم تكونا تعشقان النظر إلا لبعضهما البعض، ودون أن يخططا لشيء، اندفعت إحداهن صوب الأخرى، وطفقت تقبلها بلهفة غريبة...
كان المعطي قد هاجر للتو إلى بلاد المهجر أملا في أحضان كافرة تخلصه من محن الدهر التي أثقلت كاهله، شاب في السابعة والعشرين من العمر، رسب عدة مرات في مساره الدراسي، فآثر هجر الدراسة عله يجد ضالته في حرفة تعيله، قبل أن يهجر البلاد كلها بعد أن ارتطمت آماله بواقع البطالة وشح فرص الشغل...
عاش طفولة قاسية، حيث ترعرع في وسط أسرة متزمتة كان بها الأب المتسلط الآمر الناهي، وكانت الأم في مقام الجارية... أما أختاه اللتان تصغرانه بقليل، فلم يعرف لهما أي دور، بل لم يعرف علة وجودهما أصلا...
أما مراهقته، فقد تضاعف فيها الألم، عانى الكبث من شعره إلى أخمص قدميه، كان يحاول دوما أن يظهر في هيئة ذاك الإنسان المثالي الذي لا يلتفت أبدا لملذات الدنيا، ولا يهمه إلا ترقب موعد الآذان وعدم تفويت صلاة الجماعة... هكذا كان يراه العامة، لكنه في السراء، كان يعيش حياة نقيضة تماما... كان كأغلب الشباب، يحكم إطباق باب غرفته، ليستمني على مشاهدة الأفلام الإباحية...
هكذا كان أول عهده بالبلوغ، لكن حالته قد تفاقمت لاحقا إلى عمليات اغتصاب طفلات صغيرات، كان يختار ضحاياه بدقة حتى يتجنب الفضيحة... لكنه ظل أبدا تقيا في عيون الأقارب، لأن اغتصابه لم يكن داميا، خاصة وأن العملية كلها كانت تجرى فوق اللباس... إلا تلك الاغتصابات التي كانت موجهة صوب مؤخرات الحيوانات، فلم تكن لها حدود أخلاقية... بل كانت تحدها أحيانا قواه العضلية...
فمرة حاول اغتصاب كلبة، لكنها غرزت أنيابها في فخذه، فبقي يعرج أياما دون أن يعلم أحد بالسبب، اللهم ما تلفظ به للسائلين حين أخبرهم أن الأمر مجرد تعثر، دون أن يضيف أية تفاصيل...
رغم أفعاله تلك التي كان يعدها شيطنة، إلا أنه كان حريصا على الصلاة وأداء النوافل، علها تقلص قليلا من آثامه...
كانت سلوكاته غريزية طبيعية، فقد كان محمولا على الاغتصاب، ما دام قد حرم على نفسه اتخاذ خليلة دون زواج، ربما كلا الأمرين حرام في عقيدته، لكن الأولى سترة، والثانية فضيحة معلنة لن يتقبلها مجاهر بالزهد...
هاجر إلى الديار الغربية أخيرا، وقد حملته الأقدار إلى أن يمر جنب البوابة الضخمة، جال بعينيه في المكان، فرآى الحب يسود كل الجنبات، عفوا، لم يرى حبا، فقد أتى الدهر على بصره فاختل نظره، كان لا يرى في كل ذلك غير الفسق، غير الدعارة، غير الحرام... اضطربت أحاسيسه واحتدم سخطه واشتد حنقه... أسرع إلى البيت، جهز حزاما ناسفا، ثم عاد إلى أرض السكينة والحب، ليحول أهلها إلى أشلاء ودماء... وكل آماله أن يرضي الرب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة مفبركة
عبد الله اغونان ( 2017 / 5 / 24 - 22:06 )

يظهر أنها صنعت فقط ضد المتدينين

اذ من أساطير الاباحيين أن كل الاسلاميين بله الارهابيين تدينهم شكلي نتيجة الكبت الجنسي

وهنا يكثر الكلام عن أسطورة جهاد النكاح وعن الحور العين

ممكن أن نجد مثل هؤلاء ونجدهم في اتجاهات تناصر الحرية والحداثة والاشتراكية وحقوق الانسان

نحن نعرفهم جيدا في الواقع والخيال الأدبي

اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ