الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة ليلٌ وجمرٌ وحكاية

نواف خلف السنجاري

2006 / 1 / 30
الادب والفن


جلس هو وزوجته يتناولون الشاي ويضعون ( البلوط ) في مدفأتهم الحجرية على بقايا الجمر وبدءوا يتبادلون أطراف الحديث , تحدثوا عن حبوب الحنطة والشعير التي أودعوها قلب الأرض متأملين أن يتعاون المطر مع تربة أرضهم ليجنوا ما زرعوه أضعافا مضاعفاً ويحقق أحلامهم البسيطة في تأمين لقمة العيش والكسوة لهم ولأطفالهم . تحدثوا عن ابنهم البكر وكيف سيتهيئون لزواجه , تكلموا عن كل التفاصيل الصغيرة لتأمين مستلزمات العرس وما تتطلبه من مصاريف تعجز كواهلهم الضعيفة عن تحملها دون عناية إلهيه توفر لهم موسماً وفيراً من الحنطة والشعير وولادات كثيرة لأغنامهم , اقتربت أحاديثهم من نهايتها المسدودة , شعروا بالضجر والملل والليل لازال في هزيعه الأول, فأقترح الزوج على زوجته أن يحصوا أسماء كلاب القرية كلها , ليقضوا على السأم الذي انتابهم , رحبت الزوجة بالاقتراح الذي بث فيها اليقظة والتشويق ,فقد كان لأغلب العوائل في القرية كلاب خاصة بها وأسماء تتميز بها عن غيرها, ابتدأ الزوج باللعبة وذكر اسم ( هرجو ) الكلب الضخم الذي تملكه عائلة المختار, تبعته زوجته بإسم ( بطّاح ) الكلب الكسول الذي يقضي معظم وقته منبطحاً ينتظر عظمة لا يستحقها من قبل صاحبه ( خليل القصاب ). ذكر الرجل اسم ( بلك ) الكلب الذي يملكه جار المختار, فاختارت الزوجة بيت ( حسين الصابونجي ) وذكرت اسم كلبهم الأبيض ( كورو ) فضحك زوجها وفرح لان اللعبة التي اقترحها حركت الجو الكئيب والضوء الخافت لغرفتهم التي اسودّت من كثرة إشعال الحطب فيها, فبدت تحت جنح الليل شاحبة كعجوز مريض. تحمس الزوج وقال ( كيسا ) الكلبة التي تحرس معصرة الزيتون, قالت وهي ممتلئة بالثقة ( زيبار ) فقال ( بازن ), قالت ( توكال ) ... واندمجوا في تعداد أسماء الكلاب بالتتابع يذكر اسماً تتبعه زوجته بآخر مبتدئين من الجهة الشمالية ( محلة رأس العين ) نزولاً إلى الجهة الجنوبية قرب بستان الزيتون الكبير, إلا أن توقفوا وانتهوا ببيت العم ( ربيّع ) فلم تسعفهم ذاكرتهم البسيطة من تذكر اسم كلبهم الذي قطع صاحبه أذني كلبه كي يبقى مستيقظا طوال ليالي الشتاء يحرس مواشيهم ودجاجهم .. قالت الزوجة بعصبية لقد ذكرنا كل أسماء كلاب القرية لكن هذا الاسم يلامس أطراف لساني ويهرب, فقال الزوج معكِ حق أنا أيضا اعرف اسمه ولكن كيف غاب عن ذهني الآن ؟ استمروا لساعات يحاولون تذكر اسم الكلب الأخير ولكن دون جدوى. غفى الزوج وهو يفكر في الاسم وبقيت الزوجة مستيقظة طوال الليل .. قبل بزوغ الفجر بقليل صاحت الزوجة بأعلى صوتها ( زمكو – زمكو – زمكو ) لقد تذكرت الاسم .. انتفض الزوج كمن لسعه عقرب وقال لها ماذا جرى بحق السماء ؟ فكررت ( زمكو – زمكو – زمكو ) ..... انه اسم الكلب الأخير .. ابتسم الزوج وقال لها : اللعنة عليكِ وعلى كل كلاب القرية نعم انه ( زمكو ) الذي سلبنا لذة النوم , التحف الزوج ببطانيته وعاد إلى نومه من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??