الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامازيغ خوارج والتجديديون من الفرقة الناجية

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2006 / 1 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ان تختلف الحركة الامازيغية عن الحركة الاسلامية ايديولوجيا وسياسيا فذلك امر طبيعي ويمكن فهم ابعاده وتحليلها بشكل عقلاني ومناقشة استراتيجية كل حركة على حدة انطلاقا من منطلقاتها و مراميها وطريقة الاشتغال وتصريف المواقف ، لكن ان تتهجم الحركة الاسلامية المغربية- انطلاقا من صحيفة التجديد- على الحركة الامازيغية وكيل الاتهامات والشتائم فذلك مالا يمكن فهمه خصوصا من حركة تبني كل رأسمالها السياسي على الخطاب الأخلاقي الذي يركز في ثناياه على الكلمة الطيبة وعلى الحوار, لكن يبدو ان الصراعات الاخيرة والانشقاقات في صفوف حزب العدالة والتنمية قد ساهمت في ابراز الخلاف الاسلامي الامازيغي في هذه المرحلة لسببين رئيسيين :
1- العدالة والتنمية في حاجة الى عدو ايديولوجي او قل للدقة خصم سياسي تقدمه لأتباعها ومريديها كأنه خصم يستهدف الملة أي المقدس للالتفاف حول الحزب في مواجهة تزايد التوترات والاختلالات الداخلية وهذه الطريقة في صرف انظار المريدين والاتباع والانصار تقنية تواصلية ابدعتها الانظمة التيوقراطية قديما والتوتاليتارية لاحقا والملخصة اساسا في حشد الرأي العام الداخلي ضد خطر قد يكون في بعض الاحيان صحيحا لكن يتم تضخيمه او في غالب الاحيان موهوم ومصطنع والهدف من هذه التقنية التواصلية الاحترافية هي بكل بساطة النضال بكل الوسائل والطرق –ولو كانت شتما وسبا للآخرين- من اجل لا يتغير أي شيء وان تبقى دار لقمان على حالها , لذا فالعدالة والتنمية ربما اختارت تقنية حل التناقضات الداخلية بفتح جبهات خارجية وهمية .
2- مع تأسيس الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي تبين للحركة الاسلامية ان الحزب الجديد يمس مصالحها ويدق بعض ابواب مواقعها وخاصة في المدن الكبرى الامازيغية ، وما يرجح ورود هذا السبب هو ان الحركة الامازيغية في معظمها كانت علمانية التوجه لكن الحركة الاسلامية لم تواجه الحركة الجمعوية الامازيغية بنفس الحدة وبطبيعة الحال بشكل علني وسافر الا في مراحل تاريخية قليلة ويمكن ان نؤكد بأن آخر معركة علنية كانت بسبب الحرف وهذا لايعني ان التعبئة اليومية والتلقين الايديولوجي الاسلامي الداخلي يتضمن دائما عداءا للحركة الامازيغية .فلماذا الحملة العدوانية الاسلامية اشتدت ضراوة في الشهور والايام القليلة الماضية .لابد ان يكون اتجاه الحركة الامازيغية نحو التسييس والتحزب قد اقلق بعض قيادات الحركة الاسلامية وهو ما يبرر شن حملة تستهدف معظم النشطاء الامازيغ ونعتهم بالتطرف .
لكن اسئلة مؤرقة يمكن ان تجول في ذهن أي واحد منا تتطلب مقاربة تأملية استخلاصية وهي :
-هل فعلا حزب العدالة والتنمية حزب اسلامي ليكون له نوع من الحق لوسم الآخرين بسمة العلمانية؟
الدستور المغربي الذي يمارس حزب العدالة والتنمية المغربي على ضوئه حقه الدستوري في المشاركة السياسية لا يتحدث عن اسلامية الدولة المغربية بل يقر في ديباجته بأن دستور المغرب يتعهد باحترام المواثيق الدولية لحقوق الانسان وهذه الاخيرة على حد علمي المتواضع وضعية التنظير والتنصيص .كما ان القرآن خصص حيزا مهما في سورة الاحزاب لنقض الاحزاب والفرق والملل لذلك نجد احد كبار علماء المسلمين وهو الشهرستاني يتحدث في كتابه عن الملل والنحل مبينا انها من اسباب الفرقة والتشتت وضياع العقيدة فكيف اجاز التجديديون لأنفسهم ممارسة السياسة انطلاقا من نصوص وضعية بعيدة عن الشريعة الاسلامية وبوعاء سياسي يسمى الحزب وهو بالمناسبة من سليل المنظومة الليبرالية الوضعية كذلك , قد يقول قائل ان هناك في الاسلام ما يسمى بالمصالح المرسلة وشعارهم في ذلك كل ما لايصلح العمل الصالح الابه يعتبرا واجب العمل به والتغيير نحو الافضل لايمكن ان يكون الا بالحزب اذا اصبح الحزب واجبا. قد يكون هذا المنطق مقبولا الا ان الأداء السياسي الاسلامي للعدالة والتنمية يطرح ما يلي :
*لماذا لم يقدم الحزب ملتمسا عبر فريقة البرلماني الى البرلمان اوالى الملك لمنع رواج الخمور بالفنادق المغربية ؟ام ان الخمور في المغرب لاتوزع الا لغير المسلمين ؟
*لماذا لم يقدم الفريق البرلماني للحزب ملتمسا الى البرلمان او الملك لاقرار الشريعة الاسلامية كمصدر اساسي للتشريع بالمغرب ؟ ام ان الحزب علماني بمعنى من المعاني حيث لا توجد في ادبياته أي اشارة الى توجهه المستقبلي لتطبيق الشريعة الاسلامية؟
* لماذا لايعتمد الحزب على سياسة نصح اولياء الامر اقتداء ا بالحديث النبوي "الدين النصيحة" ام ان من شأن نصيحة اولي الامر ان تذهب عطف اولياء النعمة؟ ونعلم ان اولياء الامر عندنا في حاجة لاكثر من النصح والمشورة ام ان جلب المصالح سابق على درء المفاسد؟
العلمانية انتاج فكري بشري يحتمل الخطأ والصواب لكن التكفير ابداع بشري كذلك يكبح حرية الرأي والتعبير ويضيع على المجتمع ناصية الاختلاف والتنوع البناء وهو في جميع الحالات ابداع خاطئ لا يحتمل الصواب ، لذلك لابد لكل الحركات من ممارسة حقوقها السياسية والفكرية كاملة غير منقوصة لكن في اطار احترام الآخرين وفي بيئة منفتحة على المستقبل لأن دروس التاريخ اكدت وتؤكد وستؤكد ان النهج الاستئصالي لاي فكر او تيار او حركة لايمكن ان يزيدها الا قوة وتوهجا وترسيخا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم