الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب البدايات

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 1 / 30
الادب والفن


قراءة في كتاب البدايات

(1)
لغةً كوني أكنْ سماءً
ننحني أقواسَ جمرٍ الجمرُ صديقُ الأزهارِ في الحربِ صديقُ فرحٍ تلده حلمةُ عاشقةٍ
نسافرُ هكذا يطيب الاختباءُ في أغنيةٍ تتكىءُ على أغنيةٍ نسافرُ هكذا نحمل في أيدينا الحقول وأنتِ تعدّين خراف السماء هل ثقبَ سهمٌ نافورة جمجمتكِ ؟ هو سهمٌ يشكّلني بمشيئته دما فقيراً يصل بين الأسماء والقلبِ يداي قصبٌ ساقاي عشبتانِ هشّتانِ وجسدي صخرةٌ مهملةٌ تعالي هرولي عاريةً على جسدي تسللي من ثغورِ ذاكرتي من رآكِ اختبأ فيه الشجرُ أو أصبح حديقةً من سمَّاكِ العاصفةَ كان امتلأ بكِ لغةً كوني أمتلىءْ بأسمائكِ
أقرأ فيكِ
تأتين بخفّين من الذهب
تستدير خلفكِ حديقتان حول كهفٍ
هي صاعقةٌ فوق رأسكِ تضيءُ
أنتِ يا حشد الغيومِ تُعِدّين كل شيءٍ
ثم تعلّقين حجاباً للفضاءِ يحرس الآلهة
اقرئي فيَّ
أنا:
عيونٌ تفقأُ بإبرة الزمنِ
شفاهٌ تعضّ على الحجارةِ
صدرٌ يرعى فيه الرمادُ قطيعاً
قبرٌ تقتتل عليه جثتانِ
أنا:
المتناثرُ عكّازي هيكلٌ عظميٌّ
وطريقي جيفٌ تسندها جيفٌ
نهرٌ أضاع صوته في المستنقعاتِ
كوني وادياً
أَبصري هوائي
هوائي ذئابٌ يبيعونَ قيثاراتٍ
غناءٌ من حناجر يلتهمها العنكبوتُ
هوائي شوقُ إلهٍ لملائكته
عويلُ آدمَ في جنازة سلالاته
أضيعي مسافةَ الغيابِ واقبضي على فراغي
إني أتخذ معكِ سبيلاً أيتها الصوتُ ونونُ النشوة أنتِ عنكِ تحكي البساتينُ لأشجارها والأشجارُ لجذورها الجذور لمائها قولي كنْ ألملم عظامي أكسوها لحماً وأقشّرُ جمجمتي من لحائها النتنِ أرشّ على أعضائي تفّاحاً على أعدائي تراباً فلا يبصرون بكِ تُعقد حلقات القمح في قلبي ورئتاي نافذتان تهرّبان الجياعَ قبلكِ بندقيتي غصنٌ مهشّمٌ كيف أواجه اندلاع الخرائب في ذاكرتي قبلكِ الغيمة البيضاءُ تهربُ من قلبي وتظلّل النبيّ والفرحُ ينشر أضلاعي على سفوح المعتقلات


أشباحٌ في الليلِ وأنتِ تطلين من بين غيمتين ألقي حدسي في زمنٍ يغلي
أتلمّس الأشياء
/ ذكرٌ يولد من عجْزٍ وأنثى تشتري رغيفاً بفخذيها ذكرٌ يبيع القرى وأنثى تحاكمُ خليفةً بشأن عينيها /
أتلمّس الأشياء
/ أطرافي المتدلّيةُ من جلدها بأية وردةٍ أغريها؟ روحي الذي لمس عرش الله فرآه قشّةً في أيّ سجنٍ يجد فكرته /
أتلمّس الأشياء
/ للبحر لسانٌ أخرسُ البحرُ يخفي بلاداً تتظاهرُ ضدّ عشاقها وتحسبُ الزنزانةَ حديقةً والجثّةَ عشّاً للطيور /
أتلمّس الأشياء
/ حيث جذوري تضربُ في تيهٍ ويرتدي النهرُ قناعاً من الحجرِ حيث يحترقُ قصر أعضائي وتُربَطُ حجارته بصخرة العدم /
تتلمّسني الأشياءُ
/ حيث لا شيء في أشيائي /

(2)
خلقتني يد الفاجعة توّجت ظلمتي بدمٍ هلِ الدمُ شجرُ البرّيّةِ تأكلُ منه زرافاتُ الخلقِ؟ هل تورّث الأرحامُ إثم عاشقٍ باحت له الشجرةُ بأسرارها؟ هكذا أولدُ على كتفيّ ختم الخطيئة
خذي هبابَ شرياني قوافلَ قلبي المتدفقة كطوفانٍ يغرق نفسهُ خذي أعراسي وكلّ أجناسي واتركيني على هيئة من قال ( نعملكَ على صورتنا)
أُثمر في الخواءِ وأنشرُ بقولاً للزواحفِ وأعمدةً للسماءِ اتركي كلّ ذي عظمٍ نخرٍ أفجّرْ فيه عيناً وتسقى غزلانُ جسده أرتّبُ منازل هاويتي أقول لها أثمري وأكثري خذي جحيمي سأحيط جسدكِ بفردوسي وأوصيكِ / من جميع الشجر تأكلين من جميع الشجر / وليتواطأ الكونُ مع الفرح ولتتمدّد البسيطةُ على ماءٍ بلا عرشٍ

أنا الكائنُ الأول أقصد الغابة فيها من شجر الزيتون فيضٌ تدثرتُ بأوراق الشجرِ وكما ترفّقتُ بناري وطمرتها بالرماد هكذا ترفّقتُ بنفسي وطمرتها بالأوراقِ
أيتها الآلهةُ أرسلي على أجفاني نوماً ونسياناً و...حلماً / عروسٌ فضائيةٌ رنّتْ خلاخيلها شهوةً وفرْجها احتقن بالبذور قالت أهيّء خبزاً وأملأ زقّاً بنبيذٍ وجرّةً بزيتٍ ولمّا بلغتِ النهرَ سرقها الماءُ لتدهن ثدييها بالطيبِ /
هو حلمٌ يتصدّعُ صراخُ فتياتٍ أيقظني ما أعلى هذا الجمال يُنزلُ لي أثداء وبطنا أغفو على زبده يشبهني برقٌ شقَّ ضلعه وانهمر على الترابِ ثديٌ لشفتي لأعشابي الناشفة ثديٌ ثديٌ لنسلي لنايِ خرافي ثديٌ أيتها الملكةُ خذيني إلى (ميمكِ) إلى (تائكِ) أسبح بينهما وأكونُ (لكِ) لماذا هربتْ وصيفاتكِ من جسدي؟ إن ذاكرةً تولد الآن أزركشها خذيني جرّةً لدهنكِ عشبةً لعورتكِ إليكِ يثبُ كوني وهشيمي وتنفتحُ أعماقي لتسقطي فيها أحملُ فراغي وأضع فجري بين يديكِ أنشرُ على صدركِ شفاه أزهاري خذيني أتّخذْكِ متاهةً أتباهى بها أشتبكُ بأغصانها وتحبلُ بي وديانها أنا اللفظةُ المشرّدةُ الصخرةُ المفردةُ جمّعيني وهبي ذرّيتي أسماءها بأحلامكِ تشعّبَ روحي واخضرّت كلماتي كيف تتركينني في الغابة أكتبُ / أنا الوحشُ الكامنُ في حَجَرةٍ تعبرني الخلائقُ والوقتُ جبلٌ أجردُ أستلقي على أشواكه / خذيني إلى المدينةِ أيتها الملكةُ قلتُ (تمنحين ضعفي بَذرة الآلهة تخلعين عنّي أرديةَ الجِلد وآكلُ خبزاً)
وها أنا بين جنبيّ أسرارُ الليل والنهارِ وتأويلُ غموضِ الرعدِ والملكوتِ أحتضنُ هداياكِ بجناحيَّ فأشيري إلى (ثور السماءِ) يوقفْ هذا الخرابَ أكنْ هلاكاً لكلّ حيّةٍ تستوطنُ جذور الشجر


نسافرُ هكذا يطيب الاختباء في لفظةٍ تمشي بمواسمنا
نسافر هكذا نعيد بناء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات


.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص




.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر